عادل الحميدان

قل خيرا..

الثلاثاء - 16 أغسطس 2022

Tue - 16 Aug 2022

حمل خبر توجه مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر لتأجير مبناها ردود فعل اتسم بعضها بالغرابة، وبعضها الآخر لم يتجاوز مستوى التشفي ليس بحال الجزيرة الصحيفة، بل بكافة زميلاتها من المؤسسات الصحفية.

لسنا في موقع المدافع عن قرار الجزيرة المؤسسة، فالقرار من حقها ويصب من وجهة نظر ملاكها في مصلحتها فهم المعنيون أولا وأخيرا بكل ما يتعلق بما تحققه من أرباح وما تتعرض له من خسائر، ناهيك عن كونه إجراء في إطار خطة لتنويع مصادر الدخل التي طالب الكثير بها.

ما يلفت النظر في ردود الفعل هو أصوات المتربصين بالمؤسسات الصحفية السعودية، والأغرب أن من بين هذه الأصوات من كانت محسوبة على هذه المؤسسات من خلال عملها فيها، وكأن موضوع تراجع أرباح أي صحيفة يتوقف على ابتعاد الكاتب فلان أو الصحفي علان مهما كانت أسباب وملابسات تخلي الصحيفة عنه أو تخليه عنها.

من الإنصاف الإشارة إلى أخطاء ارتكبتها بعض المؤسسات الصحفية في حق نفسها ومنسوبيها، والأمر هنا يعود لتقدير القائمين على شؤونها أولا وأخيرا، ولكن من العدل أن نعترف بدورها في خدمة الإعلام السعودي في الماضي والحاضر والمستقبل رغما عن تلك الأمنيات التي خرجت للسطح منذ تراجع أرباح المؤسسات الصحفية.

منذ فترة ليست بالقصيرة ونحن نقرأ ونسمع تلك الآراء عن تجهيز نعش الصحافة السعودية ترقبا لإزالة أجهزة الإنعاش عنها.

والواقع أن معظم هذه الآراء جاءت إما ممن لفظتهم الصحف لعدم قدرتهم على إثبات وجودهم فيها، أو لمغادرتهم مواقع بعضها في أعلى الهرم الوظيفي في هذه الصحف بعد انتهاء علاقتهم التعاقدية بها، ومعها من خلال سلوكهم الظاهر الرابطة التي تشدقوا بها حول عشقهم للمهنة والصحيفة.

نسي بعض أولئك أن الصحف كانت سببا بعد فضل الله في وصولهم إلى مناصب وتمتعهم بمكانة اجتماعية مرموقة، وتناسى القوم أن ما تواجهه الصحف هو جزء من أزمة يعيشها الإعلام على اختلاف وسائله في جميع أنحاء العالم، وليس لغياب كاتب أو نشر أخبار عن ناد رياضي، وهي أفكار لم ولن توجد إلا في خيالهم.

موقف الصحف أمر يعني القائمين عليها وجهات حكومية بحكم اختصاصها بهذا الشأن، ومن باب الوفاء لها فإن كبارها وأبناءها السابقين مطالبون بتقديم حلول لمساعدتها في تجاوز أزماتها، أو التكرم عليها بصمت قد يكون أحد أسباب علاج مشاكلها.

@Unitedadel