فارس هاني التركي

تناقض الخطوط السعودية

أرقام فارس
أرقام فارس

السبت - 20 أغسطس 2016

Sat - 20 Aug 2016

من أعجب المشاكل التي تواجهنا حديثا مع كثرة مواقع التواصل الاجتماعي هي عدم رغبة البعض أن نغير آراءنا أو مواقفنا مهما تغيرت المعطيات، وأن نلتزم بكل حرف كتبناه مهما طال بنا الزمن، وهذا أمر مخالف لأبسط قوانين الطبيعة، فالناس تتطور والمواقف تختلف ولكن عند هذه الفئة أنت ملزم برأيك الأول مهما اختلفت الظروف.



فإذا انتقدت إحدى الشركات بشكل بناء وطورت بعدها هذه الشركة نفسها فلا يحق لك أن تشكرها أو تمدحها فقد يعتبرونك منافقا ويأتون بتسجيلات أو تغريدات قديمة لإثبات أنك بعت ضميرك. في حين أن الحق أحق أن يتبع، وتغير المواقف في حال تغير المعطيات دليل على صدق الرؤية وعدم جمود الإنسان وتحجره، ولو ثبت الصحابة على ما لديهم في الجاهلية لما آمنوا بالرسول عليه الصلاة والسلام.



من أكثر المؤسسات التي ننتقدها دائما ككتاب ومواطنين هي الخطوط السعودية، وكنت أتندر كثيرا بمقاعدها المهترئة وأسطولها المتواضع نسبيا، ولكن أخيرا أعدت الخطوط برنامجا شاملا لتطوير كافة قطاعاتها من أهم ما اشتمل عليه هو تحديث أسطول طائراتها فتم التعاقد مع شركتي بوينج وايرباص لإضافة قرابة 80 طائرة جديدة والاستغناء عن عدد كبير من الطائرات القديمة بحيث يصبح إجمالي الأسطول الجديد 200 طائرة بحلول العام 2020، وتم فعليا البدء في هذه الخطة فتم استلام أول دفعة من طائرات بوينج 787 الحديثة وأول دفعة من طائرات ايرباص 330 الإقليمية، وكذلك تم الاستغناء عن طائرات 747 العملاقة بالكامل، وبنهاية موسم حج 1437 سوف يتم الاستغناء عن 15 طائرة من طراز إمبراير، والعام القادم سوف يتم الاستغناء عن الطراز القديم من طائرات بوينج 777-200 وعددها 22 طائرة.



نحن هنا لا نتكلم عن دراسات وأحلام مستقبلية وإنما نتكلم عن واقع ملموس، عن طائرات حديثة تم استلامها، وعن طائرات متهالكة تم الاستغناء عنها.



ولمواكبة هذه الإضافة الكبيرة في أعداد الطائرات فقد تم الاتفاق مع وزارة التعليم لابتعاث 5000 شاب، منهم 3000 شاب في علوم الطيران و2000 شاب في علوم الصيانة. عدد مهول خاصة إذا ما علمنا أن عدد الطيارين السعوديين ومساعديهم حاليا لا يتجاوز 1,500 شخص.



انتقدنا الخطوط السعودية في الماضي، وسوف نستمر في نقدها بشكل بناء إذا قصرت في واجبها فهذا دورنا، ولكن من باب الإنصاف والعدل يجب أن نقول للمحسن أحسنت، والخطوط أحسنت أخيرا، ومن واجبنا إبراز المجهود الكبير الذي تم فهي ناقلتنا الوطنية ويهمنا أن نراها شابة جميلة متطورة.