ترهات وترهلات
الخميس - 11 أغسطس 2022
Thu - 11 Aug 2022
تجتمع كل يوم عشرات الترهات العبثية على منصات الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وجميعها تدور في فلك التفاهة والإفساد وما انحدر إلا فيما ندر، مكونة مزيدا من الترهلات الفكرية، المعرقلة للتفكير السليم، والمنتشرة كالنار في الهشيم، حتى يصبح العقل ماديا بلا مشاعر، والقلب جافا بلا عاطفة، عنوانه الأنانية المطلقة، وشعاره: أنا ومن بعدي الطوفان، دعوات للإسراف والترف، والاستحقاق بلا جهد أو عمل، يعممون تجاربهم التافهة الهشة على الآخرين، فلا هم علماء ولا هم أصحاب مهن حقيقية، مجموعة من التافهات والتافهين، خدعوا أنفسهم وخدعوا الملايين، بنصائحهم الحمقاء وأفكارهم البلهاء.
العقل يقول والحكمة تؤكد، أن الإنسان لا ينبغي له أن يقف كثيرا أمام التفاهات، لأن وصفها يدل عليها، ولكن الدراسات العلمية، والخبرات التربوية، تخبرنا أن هذه التفاهات تترك أثرا سلبيا كبيرا في نفوس وعقول أبنائنا، فيتأثرون بها وجدانيا وسلوكيا، في الماضي كان الأهل يمتلكون مساحة كبيرة في حياة أبنائهم، لكن هذه المساحة تقلصت وتراجعت أمام تغول التفاهة وأهلها، تقول الكاتبة التربوية (بيجي أومارا): «الطريقة التي نتحدث بها مع أبنائنا تصبح هي صوتهم الداخلي».
شاهدت مؤخرا تصريحا لمطربة شهيرة تزوجت أكثر من مرة، خاضت خلال زيجاتها الكثير من الصراعات (الفضائحية) تقول فيه: «يا بنات لا تتزوجوا».
من أعطى هذه الجاهلة وأشباهها الحق في إسداء نصائح بلهاء دون الرد عليها، من خلال ذات المنصات، ليتم نقد كلامها من قبل تربويين ومتخصصين لإيضاح أن أمثال هذه الأقوال هي مجرد هراء، وأن تجارب الأفراد الشخصية لا يجب تعميمها على الآخرين، بهذه الطريقة المؤذية، حتى لا تغرر بمن يسمعها أو يقتدي بها.
وأخرى تحظى بمتابعة كبيرة تجعل من ابنتيها مادة دسمة للذئاب البشرية وأصحاب النفوس الضعيفة، من خلال تصويرهما بطريقة حيوانية وضيعة، لتعزز شهرتها البائسة التي ما اكتسبتها إلا بذات الطريقة السيئة وهي تصور للعالم عورتها وعورها، لأنها لا ترى الحياة إلا بعين الدنيا الفانية، أما عين الآخرة التي تراقب الله في الأفعال والأقوال، وتستغفر وتتوب إن هي زلت وعثرت، فهي مطموسة اختيارا، نسأل الله السلامة والعافية، ويوجد مثلها عينات من هنا وهناك، تتفاوت في درجات الخسة والدناءة، وليست الحماقات محصورة على التافهات، فالتافهون لهم نصيب الأسد منها، وعليها وبها يتنافسون.
وأخرى تنصح الفتيات بالاهتمام بالمال وجعله أعلى سلم الأولويات، دون الاهتمام بطرق الحصول عليه، وفي الغالب أنها طرق محرمة شرعا، ومرفوضة عرفا، وللأسف فإن التركيز المبالغ فيه على الماديات هو السمة الأغلب والأكثر حضورا على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ديدن أغلب مروجي الإعلانات ولا غرابة، فهذه هي وظيفتهم طوال الأربع والعشرين ساعة، والتي تطعمهم الخبز والشهد بلا حد، دون أدنى اهتمام إن كان حلالا طيبا، أو حراما خبيثا، ودون اكتراث للنتائج الكارثية لأفعالهم، من إفساد أخلاقي، وانحطاط سلوكي، وخراب للبيوت المطمئنة، وتصدع للأسر المستقرة، فهم في النهاية مجرد لوحات إعلانية متحركة، تفرز الكثير من الترهات العبثية، وتنتج العديد من الترهلات الفكرية.
basem_slr@
العقل يقول والحكمة تؤكد، أن الإنسان لا ينبغي له أن يقف كثيرا أمام التفاهات، لأن وصفها يدل عليها، ولكن الدراسات العلمية، والخبرات التربوية، تخبرنا أن هذه التفاهات تترك أثرا سلبيا كبيرا في نفوس وعقول أبنائنا، فيتأثرون بها وجدانيا وسلوكيا، في الماضي كان الأهل يمتلكون مساحة كبيرة في حياة أبنائهم، لكن هذه المساحة تقلصت وتراجعت أمام تغول التفاهة وأهلها، تقول الكاتبة التربوية (بيجي أومارا): «الطريقة التي نتحدث بها مع أبنائنا تصبح هي صوتهم الداخلي».
شاهدت مؤخرا تصريحا لمطربة شهيرة تزوجت أكثر من مرة، خاضت خلال زيجاتها الكثير من الصراعات (الفضائحية) تقول فيه: «يا بنات لا تتزوجوا».
من أعطى هذه الجاهلة وأشباهها الحق في إسداء نصائح بلهاء دون الرد عليها، من خلال ذات المنصات، ليتم نقد كلامها من قبل تربويين ومتخصصين لإيضاح أن أمثال هذه الأقوال هي مجرد هراء، وأن تجارب الأفراد الشخصية لا يجب تعميمها على الآخرين، بهذه الطريقة المؤذية، حتى لا تغرر بمن يسمعها أو يقتدي بها.
وأخرى تحظى بمتابعة كبيرة تجعل من ابنتيها مادة دسمة للذئاب البشرية وأصحاب النفوس الضعيفة، من خلال تصويرهما بطريقة حيوانية وضيعة، لتعزز شهرتها البائسة التي ما اكتسبتها إلا بذات الطريقة السيئة وهي تصور للعالم عورتها وعورها، لأنها لا ترى الحياة إلا بعين الدنيا الفانية، أما عين الآخرة التي تراقب الله في الأفعال والأقوال، وتستغفر وتتوب إن هي زلت وعثرت، فهي مطموسة اختيارا، نسأل الله السلامة والعافية، ويوجد مثلها عينات من هنا وهناك، تتفاوت في درجات الخسة والدناءة، وليست الحماقات محصورة على التافهات، فالتافهون لهم نصيب الأسد منها، وعليها وبها يتنافسون.
وأخرى تنصح الفتيات بالاهتمام بالمال وجعله أعلى سلم الأولويات، دون الاهتمام بطرق الحصول عليه، وفي الغالب أنها طرق محرمة شرعا، ومرفوضة عرفا، وللأسف فإن التركيز المبالغ فيه على الماديات هو السمة الأغلب والأكثر حضورا على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ديدن أغلب مروجي الإعلانات ولا غرابة، فهذه هي وظيفتهم طوال الأربع والعشرين ساعة، والتي تطعمهم الخبز والشهد بلا حد، دون أدنى اهتمام إن كان حلالا طيبا، أو حراما خبيثا، ودون اكتراث للنتائج الكارثية لأفعالهم، من إفساد أخلاقي، وانحطاط سلوكي، وخراب للبيوت المطمئنة، وتصدع للأسر المستقرة، فهم في النهاية مجرد لوحات إعلانية متحركة، تفرز الكثير من الترهات العبثية، وتنتج العديد من الترهلات الفكرية.
basem_slr@