ممدوح محمد سبحي

حقيقة المعلم المحسود!

السبت - 20 أغسطس 2016

Sat - 20 Aug 2016

يقضي المعلمون إجازتهم (الإجبارية) السنوية والتي تعد الأطول في هذا العام خلال السنوات العشر الأخيرة، وكون المعلمين أكبر شريحة في المجتمع نجدهم تحت المجهر ونجد حسادهم كثرا، وإذا أحسنا الظن نقول: غابطوهم كثر.



إجازة ثلاثة أشهر مدفوعة الرواتب، رواتب جيدة ما شاء الله ولكن هذا الظاهر للناس، في المقابل تجد معاناة المعلم طوال العام من ضغط حصص وكثافة أعداد الطلاب داخل الفصول، كثير منا لديه عدد من الأبناء والذين قد لا يتجاوزون أصابع اليد لا يستطيع أن يتحمل تدريسهم جميعا وفي وقت واحد ولا لساعة واحدة فقط، فما بالك بعدد كبير من الطلاب يتجاوز أصابع اليدين والرجلين أضعافا مضاعفة؟



كذلك كثرة الأعباء والمتطلبات من الإدارة والمدير والمشرف وولي الأمر فضلا عن متطلبات الحياة اليومية الشخصية والأسرية لا بدل سكن ولا تأمين طبيا تأسيا بباقي المهن.. وفي ظل ثورة التغير في أساليب التدريس والتقويم يجد المعلم نفسه ملزما بتطبيق استراتيجيات تدريسية حديثة وكذلك أساليب تقويم ورصد الكترونية وأنواع جديدة من التحضير الكتابي قد يكون من الصعب على بعض المعلمين خصوصا من تجاوزت خدمتهم الـ20 عاما التعامل أو التكيف معها بالسرعة التي تطلبها الإدارة والمدير والمشرف.



أما المعلمات فمعاناتهن تحتاج إلى مقالات لوصفها، فما هذه الإجازة إلا استراحة محارب استعدادا للمعارك القادمة، فالإجازة المحسود عليها المعلم هي إجبارية تفرض عليه - تاريخ العودة وتاريخ بدء الإجازة - فنجد في فترة إجازة المعلم ازدحاما في كل شيء وغلاء في كل شيء، في المقابل في باقي الوظائف الأخرى يحق للموظف أن يتمتع بإجازته في أي شهر في السنة ويمكن أن يقوم بتجميع أيام الإجازات ويحتفظ بها كرصيد له، أما المعلم فيأخذ إجازته إجباريا وليس له غير الاضطرارية أو المرضية أو مرافقة لمريض أو استثنائية بدون راتب.



فرفقا بالمعلمين واستبدلوا الحسد بالدعاء لهم وطلب العون لهم حتى تعود هيبة المعلم الأب وليس المعلم الموظف.