لماذا أحد عشر كوكبا والشمس والقمر؟

يراودني كثيرا التساؤل الذي يوقعني في سجال وجدال مع ذاتي في كل مرة أقرأ أو أستمع فيها لسورة يوسف؛ وهو لماذا يوسف عليه السلام عندما كان صغيرا رأى بمنامه أحد عشر كوكبا وما علاقة الكواكب بالبشر ولماذا قص ما رآه لوالده يعقوب عليه السلام الذي تبين أن تلك الرؤية لم تكن في مصلحة ابنه يوسف وعلاقته بإخوته؟

هذا المقال أعقد فيه مقارنة بين أخوة يوسف بالكواكب وكذلك أبويه بالشمس والقمر والذي سأوضحه من خلال ذكر خصائص الكواكب بصفة عامة وسلوكيات بعض الأخوة من جهة الأب أو ناحية الأم من إمكانية حدوث الشحناء والتباغض بينهم.

عندما قرأت في علم الفلك من مختلف المصادر الورقية والالكترونية وجدت أن الشمس هذا الكوكب العظيم لها حركات متعددة صعودا ونزولا بالإضافة إلى جريانها المستدام مثلما يجري الماء في مساره، وتقوم الشمس وهي أكبر الكواكب بالالتفاف حول الكواكب وتقوم الكواكب بدورانها حولها وهي مجموعتها الشمسية التي تمثل دور الأب أو الزوج مع أسرته والذي يسعى نهارا للخروج وجلب الرزق وحين يرجع يلتفون حوله تعزيزا وتقديرا.

القمر والذي يصغر حجمه كثيرا عن الشمس يستمد ضوءه من انعكاس أشعتها ليلا وهو ما يمثل الأمان والاطمئنان وهو دور الأم أو الزوجة في التمثيل الرمزي لدور السكن والتي تتقوى من دور الرجل وقوامته في جلب الرزق لها ولأبنائها بسعيه وجريانه نهارا ليستقر في مسكنه وهو ما أثبته علماء الفلك بأن الشمس تجري بحثا لذلك الاستقرار مصداقا لقوله تعالى (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم) سورة يس الآية 38.

هذا النظام الشمسي في دوران الكواكب حول الشمس بسرعات ومسافات مختلفة ينتج عنه أحيانا تعثر وتبعثر بين الكواكب بسبب اختلال وخروج كوكب عن مساره الصحيح فيحدث انفجار في المجرة مثلما حدث تماما من عصبة الأخوة مع يوسف وأخوه من الخروج عن الصواب والحق بالغيرة والحقد التي حصلت داخل البيت الواحد والذي يتمثل في المجرة.

من خلال هذه المقارنة ربما أجد أن يعقوب عليه السلام يمثل الشمس والأبناء جميعهم يمثلون تلك الكواكب في جريانها وهم في فلك يسبحون حوله فمنهم القريب ومنهم البعيد والصغير والكبير إلا أن هنالك كوكبين مختلفين تماما يسيران عكس الكواكب الأخرى سبحان الخالق بحسب ما أثبته علماء الفلك مؤخرا وهما «الزهرة» و»أورانوس» وفي رأيي الخاص أجد أنهما يمثلان موقف يوسف وشقيقه بنيامين عن أولئك الأخوة من أبيه.

جميع الكواكب تدور من الغرب للشرق عدا الزهرة وأورانوس لديهما ما يسمى بالدوران التراجعي أي الدوران المحوري في اتجاه معاكس لدوران الشمس، حيث يدور كوكب الزهرة حول محوره من الشرق للغرب بينما يميل أورانوس على محوره بشدة فيعتبر فعليا يدور حول محوره وعلى جانبه.

في هذه المقارنة ربما وجدت إجابات شافية لتساؤلاتي ورأيي الخاص يمثلني أحببت مشاركته مع القراء الأعزاء من باب المعرفة.

@Yos123Omar