أبها وما أدراك ما أبها
الأحد - 07 أغسطس 2022
Sun - 07 Aug 2022
في صباح السادس من الشهر الثامن لعام 2022، وبصفتي من أهل أبها الراسخين في حبها، قررت أن أصافح وجهها هذا الصباح مبكرا، كانت الليلة السابقة ماطرة والأجواء المصاحبة لكتابة هذه الأسطر تشي بجمال مختلف وصباح آخاذ فريد.
حملت نفسي المعتقة بحب هذه المدينة ورحت أتجول في شوارعها أرصد الجمال في أعلى درجات حضوره، وأشاهد زوار المنطقة وهم يوثقون لحظاتهم الجميلة فيها، في مشهد يجعلك تتعجب كثيرا منهم، ليحضر السؤال «لماذا لا يعيش هؤلاء تلك اللحظات الجميلة بدلا من أرشفتها وتوثيقها في أجهزتهم النقالة؟» ربما يعود الأمر لقيمة تلك اللحظات وندرتها وهذا ما يجعلهم يحتفظون بها ككنز من المشاعر والذكريات يعاد تعاطيه في قادم الأيام في أماكنهم المختلفة.
ذهبت لشارع الفن وهو بالمناسبة شارع صغير، ولكنه مليء بالتفاصيل التي تجعل الزائر للمكان يدهش من سمعته التي تسبقه وتتجاوزه، وعندما يراه يوقن أن هذه المدينة بمعالمها الجميلة تظل أيقونة حلم وحياة مختلفة عن سائر الأماكن والبلدان، ومن هناك بدأت رصد ما يمكن تصويره كتابيا والحديث عنه في هذه الأسطر البسيطة.
نحن في شهر أغسطس وهو شهر الحر المعروف والمتعارف عليه، ولكن أبها في هذا الصباح تغرد خارج السرب؛ فأجواؤها ربيعية خالصة وخاصة، ودرجة الحرارة لا تتجاوز العشرين، في لحظة تجعل الزائر للمكان يتعطش لهذه الأجواء وتجعله يتساءل ما الذي يجري حصرا هذا المكان؟
أنخت مشاعري وسروري في أحد المقاهي على جادة هذا الشارع -الفن- ورحت أرقب وأراقب حركات الزوار وطرائق تفاعلهم مع هذه المتعة، فمن قائل وهو يهاتف صاحب له: الجو هنا غير والأمطار غزيرة، نحن ننتظرك يا أبا فلان، عدل بوصلة اتجاهك في هذا الصيف وأدرها نحو أبها البهية، وآخر يرسل صورا عابرة ومعبرة لأصدقاء له في أطراف الأرض ويقول لهم: نحن نعيش في أغسطس، أجواء باردة جدا والضباب يكسو المنطقة ودرجات الحرارة تلامس الصفر، ويضحك في متعة وزهو، ويختم لقطته بتلك الابتسامة العذبة وهو يقول: من أبها البهية فلان يحييكم بأطيب تحية.
جميلة أبها وأجمل ما في هذا الجمال تنوعه، فأهل أبها يعشقون مدينتهم ويرون فيها كل أسفار الجمال والخيال، (الأبهاوي) يغار على مدينته وينشد دائما أن تكون هي الأجمل والأكمل، ولذلك لا حدود لسقف تطلعات أهلها ولا حدود لمطالبهم ومتطلباتهم بأن تبقى مدينتهم الأبهى والأحلى.
وللشعراء والفنانين مواقف أصلية وأصيلة مع هذه المدينة، فقد استأثرت بكثير من القصائد المغناة، وأصبحت تلك الأغاني لزمة من لزماتها، وشكلا من أشكال حضورها وبقائها في نفوس أهلها وزوارها، وتظل رائعة الفنان طلال مداح «لا تلوموني في هواها» الأغنية الأقرب لأبها وأهلها وزوارها، كون كلماتها ولحنها تجسدان فرادة هذه المدينة، وتجل مختلف لصوت الأرض وهو يعلن للزمان والمكان أن عشقه لهذه المدينة يتجاوز كل حدود المشاعر التي يمكن لإنسان أن يشعر بها تجاه مدينته.
أبها اليوم على مستوى التنمية أمام أهم منعطف في تاريخها، فهيئة تطوير عسير للتو أنشئت، ومشاريع البنى التحتية أعلن عن إعادة صياغتها من جديد بما يخدم المنطقة عموما وأبها خاصة، كونها أيقونة هذا الجمال، وأميرها الهمام يعيد دوزنة وضبط المجهودات المختلفة ليصيغ مع أهلها ملحمة بناء جديدة تضع هذه المدينة في المكان الأمثل والمكانة الأكمل، والمتأمل في الحراك الذي يجري في أبها، يؤمن أنها قادرة على استيعاب أحلام أهلها وزوارها، متى ما تضافرت الجهود ورتبت الأولويات بتنسيق يتواءم مع رؤيتنا الوطنية ويخدم تطلعاتنا المستقبلية لتكون هذه المدينة وجهة كثير من الزوار المتعطشين للجمال المختلف المعتق بحسن أبها وأصالة أهلها.
alaseery2@
حملت نفسي المعتقة بحب هذه المدينة ورحت أتجول في شوارعها أرصد الجمال في أعلى درجات حضوره، وأشاهد زوار المنطقة وهم يوثقون لحظاتهم الجميلة فيها، في مشهد يجعلك تتعجب كثيرا منهم، ليحضر السؤال «لماذا لا يعيش هؤلاء تلك اللحظات الجميلة بدلا من أرشفتها وتوثيقها في أجهزتهم النقالة؟» ربما يعود الأمر لقيمة تلك اللحظات وندرتها وهذا ما يجعلهم يحتفظون بها ككنز من المشاعر والذكريات يعاد تعاطيه في قادم الأيام في أماكنهم المختلفة.
ذهبت لشارع الفن وهو بالمناسبة شارع صغير، ولكنه مليء بالتفاصيل التي تجعل الزائر للمكان يدهش من سمعته التي تسبقه وتتجاوزه، وعندما يراه يوقن أن هذه المدينة بمعالمها الجميلة تظل أيقونة حلم وحياة مختلفة عن سائر الأماكن والبلدان، ومن هناك بدأت رصد ما يمكن تصويره كتابيا والحديث عنه في هذه الأسطر البسيطة.
نحن في شهر أغسطس وهو شهر الحر المعروف والمتعارف عليه، ولكن أبها في هذا الصباح تغرد خارج السرب؛ فأجواؤها ربيعية خالصة وخاصة، ودرجة الحرارة لا تتجاوز العشرين، في لحظة تجعل الزائر للمكان يتعطش لهذه الأجواء وتجعله يتساءل ما الذي يجري حصرا هذا المكان؟
أنخت مشاعري وسروري في أحد المقاهي على جادة هذا الشارع -الفن- ورحت أرقب وأراقب حركات الزوار وطرائق تفاعلهم مع هذه المتعة، فمن قائل وهو يهاتف صاحب له: الجو هنا غير والأمطار غزيرة، نحن ننتظرك يا أبا فلان، عدل بوصلة اتجاهك في هذا الصيف وأدرها نحو أبها البهية، وآخر يرسل صورا عابرة ومعبرة لأصدقاء له في أطراف الأرض ويقول لهم: نحن نعيش في أغسطس، أجواء باردة جدا والضباب يكسو المنطقة ودرجات الحرارة تلامس الصفر، ويضحك في متعة وزهو، ويختم لقطته بتلك الابتسامة العذبة وهو يقول: من أبها البهية فلان يحييكم بأطيب تحية.
جميلة أبها وأجمل ما في هذا الجمال تنوعه، فأهل أبها يعشقون مدينتهم ويرون فيها كل أسفار الجمال والخيال، (الأبهاوي) يغار على مدينته وينشد دائما أن تكون هي الأجمل والأكمل، ولذلك لا حدود لسقف تطلعات أهلها ولا حدود لمطالبهم ومتطلباتهم بأن تبقى مدينتهم الأبهى والأحلى.
وللشعراء والفنانين مواقف أصلية وأصيلة مع هذه المدينة، فقد استأثرت بكثير من القصائد المغناة، وأصبحت تلك الأغاني لزمة من لزماتها، وشكلا من أشكال حضورها وبقائها في نفوس أهلها وزوارها، وتظل رائعة الفنان طلال مداح «لا تلوموني في هواها» الأغنية الأقرب لأبها وأهلها وزوارها، كون كلماتها ولحنها تجسدان فرادة هذه المدينة، وتجل مختلف لصوت الأرض وهو يعلن للزمان والمكان أن عشقه لهذه المدينة يتجاوز كل حدود المشاعر التي يمكن لإنسان أن يشعر بها تجاه مدينته.
أبها اليوم على مستوى التنمية أمام أهم منعطف في تاريخها، فهيئة تطوير عسير للتو أنشئت، ومشاريع البنى التحتية أعلن عن إعادة صياغتها من جديد بما يخدم المنطقة عموما وأبها خاصة، كونها أيقونة هذا الجمال، وأميرها الهمام يعيد دوزنة وضبط المجهودات المختلفة ليصيغ مع أهلها ملحمة بناء جديدة تضع هذه المدينة في المكان الأمثل والمكانة الأكمل، والمتأمل في الحراك الذي يجري في أبها، يؤمن أنها قادرة على استيعاب أحلام أهلها وزوارها، متى ما تضافرت الجهود ورتبت الأولويات بتنسيق يتواءم مع رؤيتنا الوطنية ويخدم تطلعاتنا المستقبلية لتكون هذه المدينة وجهة كثير من الزوار المتعطشين للجمال المختلف المعتق بحسن أبها وأصالة أهلها.
alaseery2@