خليفة الظواهري إرهابي يعيش في إيران

الثلاثاء - 02 أغسطس 2022

Tue - 02 Aug 2022

بينما استيقظ العالم أمس على الطريقة الهوليودية التي اصطادت بها الولايات المتحدة الأمريكية، زعيم تنظيم القاعدة ورأس حربة الإرهاب أيمن الظواهري، تتجه العيون نحو إرهابي يعيش في إيران يسمى سيف العدل، يتوقع أن يتولى زعامة التنظيم الإرهابي في السنوات المقبلة.

كواليس مثيرة وتفاصيل مهمة شهدتها عملية اغتيال الظواهري التي جاءت بالتواكب مع ذكرى تحرير الكويت، وبعد 11 عاما من عملية اغتيال مؤسس وزعيم القاعدة أسامة بن لادن في مايو 2011م.

عملية نفذتها طائرة مسيرة تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في أفغانستان، في أكبر ضربة للتنظيم المتشدد، وسط احتفالية أمريكية بعدم سقوط ضحايا.

وكشفت وكالة أنباء أفغانية مستقلة عن أن اثنين من مرافقي أيمن الظواهري قتلا معه بالغارة الأمريكية، وهما من أقارب سراج الدين حقاني وزير الداخلية في حكومة حركة طالبان.

اصطادوه بالشرفة

وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية، فإن العملية نفذها الـ»سي آي ايه» بعد تعليمات دقيقة تتبعت الإرهابي أيمن الظواهري على مدار فترة طويلة.

وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية، إن الظواهري كان على شرفة منزله في كابول عندما تم استهدافه بصواريخ «هيلفاير»، بعد ساعة من شروق الشمس في نهاية يوليو، وأنه لم يكن هناك جنود أمريكيون على الأرض في أفغانستان.

وفي التفاصيل يقول مسؤول أمريكي إن الرئيس بايدن أعطى الضوء الأخضر لتنفيذ الضربة في 25 يوليو، بينما كان في العزل بسبب إصابته بكوفيد.

وجاءت العملية الأمريكية بعد عام تقريبا إلا 6 أسابيع من الظهور العلني الأخير لأيمن الظواهري في مقطع مصور، وارتبط الظهور الأخير العلني للظواهري بالذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر.

وبحسب مسؤول أمريكي، فإنهم رصدوا مجتمع الاستخبارات الظواهري بالمنزل الآمن وأمضوا شهورا في تأكيد هويته وأسلوب حياته، فضلا عن تتبع تحركاته وسلوكه، بحسب المسؤول.

ساعات الاغتيال

وتولت المخابرات الأمريكية العملية لأسباب عدة. وبحسب مسؤول في الوكالة، فإن الهدف من وراء تولي المهمة من قبل جهاز المخابرات هو الحفاظ على سريتها المطلقة.

ومن الأسباب أيضا أن الجيش الأمريكي لا يجري عمليات على الأرض في أفغانستان بعد انسحاب الولايات المتحدة، التزاما بالاتفاقات الموقعة مع طالبان في الدوحة.

وقال الضابط السابق في الاستخبارات الأمريكية، ميك ميلروي، في تعقيب على العملية، «إن الضربة الناجحة التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، كانت نتيجة لساعات لا تعد ولا تحصى من العمل».

إعلان بايدن

وعقب العملية أطل بايدن في خطاب تلفزيوني قال فيه إنه يأمل أن يساعد مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر على «طي الصفحة».

وأضاف «آمل أن يسمح لهم هذا الإجراء الحاسم بطي الصفحة»، على هذه الهجمات التي خطط لها تنظيم القاعدة وزعيمه حينها أسامة بن لادن الذي خلفه الظواهري.

وقدم بايدن مبررات أمريكية لاستهداف الظواهري، مؤكدا أنه «كان مسؤولا عن مقتل عدد من الأمريكيين في هجمات مختلفة»، مضيفا أن العدالة تحققت بعد مقتله.

ووفقا لتأكيدات بايدن، لم تدخر الولايات المتحدة جهدا في الوصول إلى أخطر رجل في تنظيم القاعدة، ورصدت مكافأة ضخمة لمن يدلي بمعلومات عن موقعه، بلغت قيمتها 25 مليون دولار.

تحديد مكانه

وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس جو بايدن «إن الظواهري كان مختبئا منذ سنوات، وإن عملية تحديد مكانه وقتله كانت نتيجة عمل دقيق ودؤوب لمجتمع مكافحة الإرهاب والمخابرات».

وقدم المسؤول كواليس العملية العسكرية وأوضح أنه لسنوات عدة كانت الحكومة الأمريكية على علم بشبكة قدرت أنها تدعم الظواهري، وعلى مدار العام الماضي بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، كان المسؤولون يراقبون المؤشرات على وجود القاعدة في البلاد.

وهذا العام حدد المسؤولون أن عائلة الظواهري - زوجته وابنته وأطفالها - انتقلوا إلى منزل آمن في كابول قبل أن يحددوا أن الظواهري في المكان نفسه.

وأشار المسؤول إلى أنه على مدى أشهر عدة ازدادت ثقة مسؤولي المخابرات في أنهم حددوا هوية الظواهري بشكل صحيح في المنزل الآمن في كابول.

وفي أوائل أبريل بدأوا في إطلاع كبار مسؤولي الإدارة، وبعد ذلك أطلع جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، الرئيس جو بايدن على تلك التفاصيل لاتخاذ القرار المناسب.

حياة الظواهري

وقال المسؤول «لقد تمكنا من تحديد نمط حياة الظواهري من خلال مصادر معلومات مستقلة عدة لتوجيه العملية».

وأضاف أنه فور وصول الظواهري إلى المنزل الآمن في كابول، لم يصل إلى علم المسؤولين أنه غادره ورصدوه في شرفته - حيث استُهدف في نهاية المطاف - في مناسبات عدة.

وحقق المسؤولون في طريقة بناء المنزل الآمن وطبيعته ودققوا في قاطني المنزل للتأكد من أن الولايات المتحدة يمكن أن تنفذ بثقة عملية لقتل الظواهري دون تهديد سلامة المبنى وتقليل المخاطر على المدنيين وعائلة الظواهري، بحسب المسؤول.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، عقد الرئيس اجتماعات مع كبار المستشارين وأعضاء الإدارة لفحص معلومات المخابرات وتقييم أفضل مسار للعمل. وفي أول يوليو أطلع أعضاء الإدارة، ومن بينهم وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) بايدن على عملية مقترحة في غرفة العمليات بالبيت الأبيض.

الزعيم الجديد

وتتجه العيون نحو الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة الذي سيخلف الظواهري، حيث يشير المراقبون إلى أنه سيف العدل المصري، الملقب بـ»سيف الانتقام»، والذي يقيم في إيران.

ظهر اسمه على نطاق واسع حينما سرت شائعات بوفاة الظواهري، نفاها مرات عدة، حتى تأكد مقتله بغارة أمريكية في كابول، وذكرت صحيفة «ديلي ميل» تفاصيل عن الزعيم الجديد المحتمل للتنظيم، مؤكدة أنه «تعهد بإعادة التنظيم إلى سابق عهده كأيام زعيمه الراحل أسامة بن لادن».

ويلاحق عدد من وكالات الاستخبارات بينها المملكة المتحدة والولايات المتحدة سيف الانتقام، ووضعت مكافأة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي لضبطه.

ويعتقد خبير بريطاني في مجال الإرهاب أنه بالمقارنة مع الظواهري، فمن المرجح أن يكون سيف أكثر فاعلية، وحتى أكثر من أسامة بن لادن.

الحرس الأسود

وتورط سيف العدل في أنشطة القاعدة منذ حوالي 30 عاما، ورصدت مكافأة قدرها 7.5 ملايين جنيه إسترليني لمن يقتله بعد تفجيرات السفارة الأمريكية في نيروبي ودار السلام عام 1998، والتي خلفت 224 قتيلا. وكان عضوا قياديا في وحدة الحماية المباشرة التابعة لبن لادن في أفغانستان، وأطلق عليه اسم «الحرس الأسود»، ووصف مصدر الزعيم الجديد المحتمل لتنظيم القاعدة الإرهابي بالقول «مقتل المدنيين لم يكن يحدث له أي نوع من تأنيب الضمير».

وتشير تقارير إلى أن الزعيم الجديد الخطير يتطلع إلى بناء علاقات مع داعش وإيران وطالبان أفغانستان.

وقال عنه الكولونيل ريتشارد كيمب، الذي كان يراقب سيف للحكومة البريطانية منذ نحو 20 عاما، «هناك تعاون بين مجموعات مثل هذه، لكن سيف يحظى باحترام كبير لدرجة أنه يمكن أن يشكل تعاونا أكبر أو اندماجا».

كاريزما بن لادن

وأكد كيمب، في تصريحات سابقة، أن القائد الجديد المحتمل يمكن أن يجعل القاعدة منظمة وأكثر فاعلية بكثير مما كانت عليه منذ بضع سنوات.

وترك مقتل بن لادن في عملية أمريكية عام 2011 الجماعة في أيدي الظواهري، الذي افتقد إلى «كاريزما» بن لادن وقدرته على حشد المتطرفين في جميع أنحاء العالم.

وقالت الحكومة الأمريكية إن مقتل حمزة نجل بن لادن، أدى إلى إزاحة رجل يُنظر إليه على أنه وريث محتمل لقيادة القاعدة.

وأفرز التنظيم عددا من الجماعات في جميع أنحاء العالم التي تحمل اسمه، بما في ذلك في منطقة الساحل الأفريقي وفي باكستان وفي الصومال واليمن كذلك.

كيف اصطاد هيلفاير الظواهري؟

  • صاروخ متطور من نوع جو - أرض، ويتميز بالدقة

  • يطلق من طائرة مسيرة ويبلغ وزنه 45 كجم

  • يعد من إنتاج شركة لوكهيد مارتن

  • يصل مداه إلى 49 كلم كحد أقصى

  • موجه بالرادار والليزر وينفذ ضربات دقيقة عدة

  • يمكن إطلاقه من منصات جوية وبحرية وأرضية عدة


سيف العدل.. خليفة الظواهري:


  • يسمونه سيف الانتقام

  • يعيش في إيران

  • مصري الجنسية

  • كان قياديا بوحدة حماية أسامة بن لادن

  • تورط بأنشطة إرهابية على مدار 30 عاما

  • تعهد بإعادة القاعدة لسابق عهدها

  • 10 ملايين لمن يدلي بمعلومات عنه




قالوا عن مقتل الظواهري:

«قيادات الإرهاب تزعمت التخطيط والتنفيذ لعمليات إرهابية مقيتة في الولايات المتحدة والسعودية وعدد من دول العالم الأخرى».

بيان للخارجية السعودية«العملية تكريم لقيادة الرئيس جو بايدن، وأعضاء مجتمع الاستخبارات الذين عملوا لعقود من الزمن لأجل هذه اللحظة».

براك أوباما - رئيس أمريكا الأسبق

«الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في حكومتها حققت في الحادث ووجدت في تحقيقاتها الأولية أن الهجوم نفذ بطائرات أمريكية دون طيار».

ذبيح الله مجاهد - المتحدث باسم طالبان

«طالبان انتهكت على نحو صارخ اتفاق الدوحة من خلال استضافة زعيم تنظيم القاعدة وإيوائه».

أنتوني بلينكن - وزير الخارجية الأمريكي

«إعلان مقتل زعيم القاعدة بالتزامن مع ذكرى غزو الكويت فرصة للمنطقة للتأمل في عبثية التطرف والإرهاب، والمغامرات العسكرية المتهورة».

أنور قرقاش - المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات

«مقتل أيمن الظواهري خطوة نحو عالم أكثر أمانا. ستواصل كندا العمل مع شركائنا في العالم لمواجهة التهديدات الإرهابية».

جاستن ترودو - رئيس الوزراء الكندي