عاصم الطخيس

فيلم (Miracle in cell No.7) يبكي الحجر

الثلاثاء - 02 أغسطس 2022

Tue - 02 Aug 2022

عندما نشاهد فيلما يحرك ويؤجج مشاعرنا في كل مشهد منه، فذلك دليل قاطع على تناسق وتناغم بين قوة نص السيناريو واحترافية التمثيل ونظرة المخرج وشجاعة المنتج للظهور بمثل هذا العمل الذي شبه انعدم في وقتنا الحاضر.

الفيلم التركي (Miracle in cell no.7) والمقتبس من الفيلم الكوري الجنوبي لنفس العنوان، إلا أن النسخة التركية تأثيرها أكثر وأقوى في رأيي الشخصي.

يعود سبب ذلك كون الثقافة والتقاليد التركية قريبة من التقاليد والثقافة العربية لحد كبير ونعرف كذلك معنى قوة السلطة وتجبرها عندما تتاح لهم الفرصة وخصوصا في الدول العسكرية.

الفيلم يأخذنا في توقيت مهم وكذلك يسلط الضوء على كيفية معيشة الناس وسيطرة الحكم والجيش التركي في الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي.

قصة الفيلم تتمحور حول قصة حب بين أب مختل عقليا وابنته التي تبلغ من العمر ست سنوات ويتم اتهام الأب بقتل ابنة الجنرال، ولكن السجن يتحول ليكون منزلهم طوال هذه المدة وبناء العلاقات التي لا تموت مع مرور الزمن. كتب السيناريو كل من أوزجي أفنديو غلو (Özge Efendioglu) وكوبيلاي تات (Kubilay Tat) وهو ومن بطولة كل من آراس بولوت إينيملي (Aras Bulut Iynemli) في دور ميمو، نيسا صوفيا أكسونغور (Nisa Sofiya Aksongur) في دور أوفا (Ova) ودنيز بايسال (Deniz Baysal) في دور المعلمة المينا (Mine) وهو

من إخراج محمد ادا اوزتكين (Mehmet Ada Öztekin). يمتد الفيلم لمدة ساعتين واثنتي عشرة دقيقة وهو من النوع الدرامي وكما أنه حقق تقييما عاليا على موقع IMDB بواقع 8.2/10 وهو في تزايد مستمر من حيث المشاهدة والترتيب العام للأفلام.

إذا أردنا التحدث عن الفيلم من الناحية التقنية والفنية يمكنني القول إن التصوير بحد ذاته كان ممتعا وغير تقليدي لفيلم تركي كما عهدناها من مسلسلاتهم وطريقة التصوير التي تبدو في أحيان كثيرة وكأنها صورت من دون ميزانية، لكن الفيلم كان من بدايته إلى نهايته ممتع من الناحية البصرية وكذلك الألوان وتداخلاتها من المحيط والبيئة التي حولها كان لها تأثير عميق على الشخصيات وعلى المشاهد.

وإذا أردنا التحدث عن تطور الشخصيات في الفيلم بشكل عام فيكاد لا يوجد شخصية ليس لها تطور شخصية وحتى إن كان تواجدها قليل على الشاشة، بل كان ما شد انتباهي أكثر من غيره كيف أن هذا التغير غير متكلف وجاء بشكل طبيعي كما هي طبيعة البشر. بالرغم من مدة الفيلم الطويلة نوعا ما، إلا أنه يكاد لا يوجد مشهد ممل وليس له فائدة ضمن الأحداث أو استرجاع الذكريات، فكل مشهد مرتبط مع المشهد الذي يليه أو يأتي بعد وقت لتحفيز ذاكرة المشاهدين.

رأيي الشخصي أنه أفضل فيلم درامي حتى الآن شاهدته وبالرغم من صعوبة ذرف الدموع بالنسبة لي، إلا أن الفيلم فجر بركان من المشاعر والدموع التي غلبت على معظم الفيلم ويعود ذلك للاستثمار الصحيح في الشخصيات وبناء التعاطف معهم بشكل فعلي ومع كل مشهد يزيد ارتباطك بهم. الفيلم يجعلك تفكر مليا بإنسانيتك ومن لا يبكي يجب عليه مراجعة إنسانيته التي فقدها مع مرور الوقت.

AsimAltokhais@