سعد باسلوم

الطب التكميلي وصناعة العافية ودورهما في تدوير عجلة الاقتصاد

الاثنين - 01 أغسطس 2022

Mon - 01 Aug 2022

صدر تقرير لمعهد العافية العالمي (Global wellness institute) عام 2018 متحدثا عن الوضع العالمي لاقتصاديات الاستثمار في العافية، وأيضا عن الوضع الإقليمي لكل جزء من العالم بما فيها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفریقیا.

أشار التقرير إلى أن الإنفاق العالمي في مجال العافية قد زاد في الفترة ما بين عام 2015 إلى عام 2017 من 3.7 تریلیونات دولار إلى 4.2 تریلیونات دولار بنسبة زيادة سنوية تقدر بـ 6.4% وھو ما قارب ضعف نمو الاقتصاد العالمي.

یبلغ حجم العائد المحقق من بعض قطاعات اقتصاد العافیة في عام 2017 على المستوى العالمي ما يلي: الطب التكميلي والتقلیدي 360 مليار دولار، والسياحة الصحية 639 مليار دولار، واللياقة البدنية والمعالجات الیدویة والعقلية 595 مليار دولار، كما تحقق المنتجعات الصحية 119 مليار دولار، كما حقق قطاع الينابيع الحرارية/ المعدنية 56.7 مليار دولار.

في مجال المنتجعات الصحية فقد بلغ الحجم الاقتصادي للأرباح المحققة في الشرق الأوسط وشمال أفریقیا في عام 2017 ما یوازي 2.8 مليار دولار. تحتل المملكة العربية السعودية المركز الثاني على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفریقیا في هذا القطاع بوجود 510 منشآت یعمل فیھا حوالي 9298 موظفا، وقد حققت دخلا في عام 2017 بلغ 347 ملیون دولار.

أما في مجال السياحة الصحية (سياحة العافية) وھي أحد القطاعات الواعدة في العالم فإن منطقة الشرق الأوسط قد استقبلت 11 ملیون رحلة في عام 2017 وحققت دخلا یعادل 10.7 مليارات دولار، تحتل السعودية المركز السادس على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعدد رحلات بلغ 700 ألف رحلة ودخل وصل إلى 492 مليون دولار.

أما في مجال برامج العافية والصحة في أماكن العمل فتحتل المملكة المركز الثاني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتغطية 2.5 مليون عامل بتكلفة 286 مليون دولار.

أما بالنسبة للطب التكميلي كقطاع علاجي ووقائي فإنه طبقا لما جاء في استراتيجية منظمة الصحة العالمية للطب التقليدي والتكميلي (2014 – 2023) فإن ھناك تزايدا في الطلب العالمي على ھذه المنتجات والممارسات، بل إن قطاع الطب التكميلي یلعب دورا بارزا في التنمية الاقتصادية لعدد من البلاد حول العالم، كما أن استخدام الطب التكميلي في الرعاية الصحية قد ینتج إلى تخفيض فعلي في تكاليفها.

ومن خلال تلك المعطيات والأرقام فإن صناعة العافية والطب التكميلي من الممكن أن يكون لهما دور كبير ومؤثر في تدوير عجلة الاقتصاد وبما يتماشى مع رؤية المملكة 2030. إن هناك عددا من المشروعات يمكن أن تؤدي لدعم هذا الدور وذلك لتمتع المملكة بالثروات الطبيعية والموارد اللازمة من أجل هذا. فإتاحة دراسات الجدوى للمستثمرين بغرض جذب وزيادة الاستثمارات الوطنية والعالمية في مجال الطب التكميلي وتسهيل الإجراءات مما يساعد في تدوير عجلة الاقتصاد ويوفر آلاف فرص العمل.

وزيادة الابتعاث والتعليم الطبي الوطني في مجال الطب التكميلي سيتيح الكوادر البشرية السعودية لإدارة المرحلة ويوفر ريادة المملكة في مجال التعليم الطبي وخاصة في مجال الطب التكميلي.

إن تشجيع الاستثمارات في مجال المنتجعات السياحية لتكون المملكة في المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وعمل وتصميم وإتاحة البرامج الخاصة بالسياحة الصحية (سياحة العافية) الداخلية والخارجية بالتعاون بين الجهات المعنية مع استهداف 2 مليون رحلة خلال 3 سنوات وجعلها ضمن مشروعات وبرامج رؤية المملكة 2030 مما سيدعم تدوير عجلة الاقتصاد.

وأيضا العمل على حصر ثروات المملكة الطبيعية من النباتات العشبية مع حصر استخداماتها الطبية والعمل على دعم الطب العربي والإسلامي وإتاحة المنتجات العشبية الطبيعية للمملكة العربية السعودية للعالم من خلال إنشاء أكبر مصنع لتصنيع المنتجات العشبية في المنطقة مما سيوفر آلاف فرص العمل ورافدا للدخل القومي للمملكة مثلما تمثل منتجات الطب الصيني والطب الهندي رافدا هاما من الدخل القومي للصين والهند.

الأمنيات كبيرة والمستقبل مشرق لصناعة العافية والطب التكميلي حتى بعد ما يمر بالعالم من فترة وباء كوفيد-19، ولذلك أطرح عددا من الأسباب منها: زيادة الاهتمام بالمنتجات الطبيعية والزيادة المعرفية والثقافية بأهمية الصحة وزيادة الاهتمام والوعي الخاص باتباع نمط حياة صحي، والاهتمام بالاستثمار والإنفاق على المنتجات والخدمات الطبيعية والصحية الخاصة عند أغلب سكان العالم. وللحديث بقية.

@SaadBaslom