سعود عبدالرحمن الشريف

خدمة العملاء أخلاق!

الاحد - 31 يوليو 2022

Sun - 31 Jul 2022

الأخلاق هي قيم حسنة يتميز بها الإنسان عن غيره وهي التي يعرف بها فلان من علان، فهذا أخلاقه حسنة وهذا أخلاقه سيئة، وهذا رحل وترك أثرا والكل يدعو له، وهذا رحل وترك أثرا والكل يدعو عليه، وعلى فكرة سيسألون عن أخلاقك ويعرفون من أنت! عموما حتى تصبح ذا أخلاق طيبة يجب عليك أن تجعل سلوكياتك طيبة بشكل مستمر لتصبح عادة لديك وتكون هي أخلاقك التي يعرفك الناس بها، وسأذكرك بحديثه -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه رضي الله عنهم (أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال -صلى الله عليه وسلم-: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار).

أتريد أن تكون المفلس؟ جرب أن تتعامل مع العملاء بشكل سيئ، جرب أن تفرق بينهم في التعامل لأجل عنصريتك ومزاجك وتقييمك الشخصي لهم، جرب أن تؤخر إنجاز معاملاتهم ومصالحهم دقائق أو ساعات أو حتى أياما والتي من الممكن أن تكلف العميل أياما وشهورا وليالي لم ينم فيها، كل همه متى تخلص معاملتي، واحذر أن يكون تعاملك مع العملاء انتقاما من عملك أو مديرك المباشر، وتقول كما ظلموني سأنفر العملاء وأقصر في عملي، وممكن تأتيك دعوة مظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.

أيوه كذا تمام عدل الجلسة وركز معي.. جاوبني الآن كيف تتعامل مع ضيوفك في وسط بيتك! ألست تتعامل معهم بالصبر والتغافل والمرونة وحسن الخلق والكرم، إذن كل المطلوب منك أنك تتعامل مع هؤلاء المستفيدين والعملاء البشر كتعاملك مع ضيوفك، بغض النظر عما تنص عليه لائحة العمل الداخلية للتعامل مع المستفيدين، وبغض النظر عن واجباتك الوظيفية تجاه التعامل مع الجمهور وبغض النظر عن العقوبات التي ستطالك حين تعاملك مع المستفيدين بتقصير، الأجمل والأفضل هو أن تتعامل معهم بأخلاق الإسلام وعطاء الإنسانية ورحمه البشرية، أن يكون تعاملك معهم نابعا من رغبة صادقة داخلك في خدمتهم بكل أخلاق وبكل إنسانية ورحمة، فالعطاء الذي تقدمه لغيرك يعود لك ولو بعد حين، والابتسامة التي تطلقها في وجه أحدهم تكسب بها أجرا وتسعد بها بشرا وكذلك تسعد نفسك لذلك يا أخي الكريم وأختي الكريمة، المستفيد يريد فقط ابتسامة صادقة وسرعة في الخدمة وإتقان في المهام واهتمام في الشكوى وصبر على النقد، وعدم شخصنة التفاصيل، وأن تضع نفسك مكانه.

يقول الله تعالى: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) بحسب التفسير لهذا الآية الكريمة بأنه عندما تعمل خير وتحسن للناس تجد كل خير، ومن تحترم وتقدر العميل كبير السن وتصبر على العميل صغير السن وتراعي العميل المحتار وتساعد العميل المحتاج وتبادر لخدمته فوق طاقتك ومهامك مع تبسمك في وجه المتذمر الشاكي المعترض، وتتفهم موقفه وسبب غضبه، أليست هذه أخلاق؟

ختاما.. كيف تحب أن يتعامل معك مقدم الخدمة؟ ألست تريده أن يتعامل معك بالحسنى وسرعة الخدمة وتقبل الشكوى، وتريد أيضا اهتمامه بكل تفاصيل حصولك على الخدمة لتكون راضيا، لذلك تخيل نفسك المستفيد وقت تقديمك الخدمة وأفعل ما ستفعله مع نفسك.

@stws11