أحمد يوسف الراجح

إلى متى عبث المقاولين؟

السبت - 30 يوليو 2022

Sat - 30 Jul 2022

الكثير يسأل دائما لماذا المنازل الجديدة رديئة رغم وجود المكاتب الاستشارية والهندسية وتواجد المواد المختلفة والعمالة المختلفة؟ فسرعان ما نجد تصدعا في الجدران وتسريبا بالمياه لفيلا عمرها 6 أشهر، أين تكمن المشكلة؟ هذا ما بحثت عنه فوجدت أنه «عبث مقاولين».

هنالك حرفية وأسرار في بناء الفلل والمنازل لا يعرفها إلا من يمارس أو مطلع على البناء بشكل دائم.. مثل سمك السقف العلوي الذي يجب أن يكون من 15 سم إلى 16 سم، أو عدم استخدام بلاط الأرضيات العادية للأركان، أو الجسور الخرسانية التي يجب عدم تجاهلها، أو استخدام مواد بناء جيدة الصنع، أو من ناحية المستخدمين الذين يأتون بمخططات تفوق إمكانياتهم المادية، أو بطلبات غير صحيحة، ناهيك عن تغير سعر التكلفة والبناء بين يوم وآخر ويدخلون في دوامة أخرى والكثير من الأمور اللازمة التي يجهلها الكثير.

جشع المقاولين أدى حتى إلى ضياع المهنة والبناء الصحيح، أصبح العمال الجدد يتعلمون البناء بشكل خاطئ أو لا يكونون عمال بناء بالأساس، والكثير منا يدخل في دوامة المقاولين في الطلبات الحقيقية والطلبات الزائفة، وعند حدوث أي ملاحظة تأتي المشاكل والاختلافات.

الحل هو أن يتم دمج الشركات والمؤسسات والمكاتب الهندسية للمقاولات وخصخصتها وأن تشرف وزارة الإسكان على عملها والتنفيذ من خلال عمالة مدربة، وإيجاد سعر متوسط للمواد وضمانات مقدمة للمستخدم، نعم نحتاج إلى جهة تخالف فورا دون الرجوع لأي جهة أخرى، هذا ما سيحد من مشاكل المكاتب، يجب أن نتعامل مع جهة تخالف وتنصف، المكاتب الاستشارية أو الهندسية لا تكفي اليوم، وفي مثال ناجح وحي أمامنا سوق الاستقدام حينما تم تخصيصه وتنفيذه كشركات أسهم بشكل كبير في تلاعب سماسرة الاستقدام.

مكاتب المقاولات الفردية قد انتهى وقتها، والوقت اليوم يلزم وجود جهة واضحة لا مكاتب فردية وعمالة غير مدربة.