السؤال في الدين هو طريق اليقين
الخميس - 28 يوليو 2022
Thu - 28 Jul 2022
قد يكون الحديث في موضوع كهذا أشبه بأن تسير في طريق ممتلئ بالألغام والخطوة الخاطئة قد تكلفك الكثير خصوصا وأن الانفجارات غالبا ما تكون مدمرة، ولكني سأحاول جاهدا أن أكون حذرا في خطواتي أو بالأصح بانتقاء كلماتي لأحافظ على سلامتي وسلامة الجميع.
في العالم الجديد الذي نعيش فيه أصبحت معايير الحياة مختلفة تماما عما كانت عليه قبل عشرات السنوات، فاليوم لم يعد من الممكن أن تخاطب أحد أفراد الجيل الحالي بذات اللغة التي كنت تتحدث بها في الماضي وذلك لاعتبارات عديدة، لعل أبرزها تحول العالم إلى قرية صغيرة من خلال الهواتف الذكية ووسائل التقنية وغيرها، وهذا بحد ذاته جعل من يعيش في شمال الأرض يعلم ويتأثر بما يحدث في جنوبها وبلا إرادة منه، هذا يعني أن المتغيرات المحيطة والمؤثرات أصبحت تجبرنا في أن نغير طريقة تعاملنا مع الواقع لكي نبقى في دائرة الحياة ولا نخسر حتى أقرب المقربين إلينا.
ما أريد إيصاله من خلال كلامي أن الجيل الجديد اليوم بحاجة لمن يتحدث معه بلغته ومفاهيمه التي تشكلت وتحديدا في الشأن الديني، فلا يمكنك اليوم أن تخبر أحدهم بتحريم شيء معين دون أن تفسر أو تحلل لكي تقنعه بذلك، لغة الحوار اليوم أصبحت أهم من أي شيء آخر فهي وحدها من تستطيع أن تفتح الآفاق لجميع الأطراف، أعلم أن كلامي قد يكون مرفوضا لدى البعض خصوصا وأنهم يرون أن الشؤون الدينية تندرج تحت المسلمات ولا نقاش فيها، ولكن هذا أمر غير صحيح أبدا وتحديدا في الزمن الراهن؛ لأن الجيل الجديد بات يشكك ويفكر ويتساءل وهذا حق مشروع لهم ومن حقهم أن يجدوا من يتناقش معهم وفقا للغة العقل والمنطق.
لماذا نخشى من العقلية النقدية والمتسائلة؟ لماذا لا نواجه أبنائنا بكل صراحة وجرأة؟ لماذا نجعلهم يتعرضون لأزمات نفسية بسبب خوفهم من السؤال؟ فيما مضى قد يكون هناك قيودا اجتماعية تمنع ذلك ولكن هذا زمان انتهى، أما اليوم نحن منفتحون على العالم الآخر وعلينا أن نستوعب ما يدور في أذهان أبنائنا حتى وإن كانت أفكارهم لا تعجبنا، أصحاب العقول الشجاعة والإيمان الحقيقي لا يخشون من هذه المواجهات مع أبنائهم؛ لأنهم يعلمون جيدا كيف يتحاورون وعلى ماذا يستندون.
الأمر الذي لابد أن يستوعبه أولئك الأشخاص الذين يرفضون الحوار مع أبنائهم في المسائل الدينية هو أن أبناءهم أقرب للابتعاد عن الدين من غيرهم؛ لأنهم مع أبسط فكرة مشبوهة قد يغيرون انتماءهم بل ويصبحوا في قناعاتهم الجديدة متطرفين! الابتعاد عن الحوار معهم لا يحميهم بل يدمرهم ويجعلهم يموتون في أماكنهم ومن ثم يجعلكم تخسرونهم بأبشع صورة وتندمون ولكن لا يفيد الندم بعد ذلك! إن تقوية إيمانهم بأيديكم حتى وإن كانوا لا يعرفون الإيمان من الأساس، ولكن مفصلية هذا الأمر أنتم من تحددونها من خلال تعاطيكم السليم مع الموقف.
أعتقد أن زمن تحريم السؤال بات شيئا من الجاهلية وأن الجهل لم يعد له مكان في زمن العلم والمعرفة، ولذلك نحن بحاجة إلى أن نفعّل لغة السؤال لا بل ونحفز أبناءنا على طرح الأسئلة حتى نستطيع أن نعزز الفكر الديني إليهم بما يتواكب مع مجريات الواقع الحالي، الأمر الملفت والأكثر إيجابية هو أنهم قد يقومون بطرح بعض الأسئلة التي لا نمتلك أجوبة لها وهذا يعني بأننا سنقوم بعملية البحث معهم وهذا سيسهم في تعزيز الثقة فيما بيننا على أننا لا زلنا نبحث حتى يومنا هذا ولا وجود للقطعيات التي لا تخضع لمجريات هذا العالم المتجدد.
أخيرا انتهى زمن التبعية المسيرة بالإجبار وأصبحنا اليوم في زمن النقد والبحث والاختيار وعليكم أن تعلموا أن السؤال في الدين هو طريق اليقين.
Alsadiq20m@
في العالم الجديد الذي نعيش فيه أصبحت معايير الحياة مختلفة تماما عما كانت عليه قبل عشرات السنوات، فاليوم لم يعد من الممكن أن تخاطب أحد أفراد الجيل الحالي بذات اللغة التي كنت تتحدث بها في الماضي وذلك لاعتبارات عديدة، لعل أبرزها تحول العالم إلى قرية صغيرة من خلال الهواتف الذكية ووسائل التقنية وغيرها، وهذا بحد ذاته جعل من يعيش في شمال الأرض يعلم ويتأثر بما يحدث في جنوبها وبلا إرادة منه، هذا يعني أن المتغيرات المحيطة والمؤثرات أصبحت تجبرنا في أن نغير طريقة تعاملنا مع الواقع لكي نبقى في دائرة الحياة ولا نخسر حتى أقرب المقربين إلينا.
ما أريد إيصاله من خلال كلامي أن الجيل الجديد اليوم بحاجة لمن يتحدث معه بلغته ومفاهيمه التي تشكلت وتحديدا في الشأن الديني، فلا يمكنك اليوم أن تخبر أحدهم بتحريم شيء معين دون أن تفسر أو تحلل لكي تقنعه بذلك، لغة الحوار اليوم أصبحت أهم من أي شيء آخر فهي وحدها من تستطيع أن تفتح الآفاق لجميع الأطراف، أعلم أن كلامي قد يكون مرفوضا لدى البعض خصوصا وأنهم يرون أن الشؤون الدينية تندرج تحت المسلمات ولا نقاش فيها، ولكن هذا أمر غير صحيح أبدا وتحديدا في الزمن الراهن؛ لأن الجيل الجديد بات يشكك ويفكر ويتساءل وهذا حق مشروع لهم ومن حقهم أن يجدوا من يتناقش معهم وفقا للغة العقل والمنطق.
لماذا نخشى من العقلية النقدية والمتسائلة؟ لماذا لا نواجه أبنائنا بكل صراحة وجرأة؟ لماذا نجعلهم يتعرضون لأزمات نفسية بسبب خوفهم من السؤال؟ فيما مضى قد يكون هناك قيودا اجتماعية تمنع ذلك ولكن هذا زمان انتهى، أما اليوم نحن منفتحون على العالم الآخر وعلينا أن نستوعب ما يدور في أذهان أبنائنا حتى وإن كانت أفكارهم لا تعجبنا، أصحاب العقول الشجاعة والإيمان الحقيقي لا يخشون من هذه المواجهات مع أبنائهم؛ لأنهم يعلمون جيدا كيف يتحاورون وعلى ماذا يستندون.
الأمر الذي لابد أن يستوعبه أولئك الأشخاص الذين يرفضون الحوار مع أبنائهم في المسائل الدينية هو أن أبناءهم أقرب للابتعاد عن الدين من غيرهم؛ لأنهم مع أبسط فكرة مشبوهة قد يغيرون انتماءهم بل ويصبحوا في قناعاتهم الجديدة متطرفين! الابتعاد عن الحوار معهم لا يحميهم بل يدمرهم ويجعلهم يموتون في أماكنهم ومن ثم يجعلكم تخسرونهم بأبشع صورة وتندمون ولكن لا يفيد الندم بعد ذلك! إن تقوية إيمانهم بأيديكم حتى وإن كانوا لا يعرفون الإيمان من الأساس، ولكن مفصلية هذا الأمر أنتم من تحددونها من خلال تعاطيكم السليم مع الموقف.
أعتقد أن زمن تحريم السؤال بات شيئا من الجاهلية وأن الجهل لم يعد له مكان في زمن العلم والمعرفة، ولذلك نحن بحاجة إلى أن نفعّل لغة السؤال لا بل ونحفز أبناءنا على طرح الأسئلة حتى نستطيع أن نعزز الفكر الديني إليهم بما يتواكب مع مجريات الواقع الحالي، الأمر الملفت والأكثر إيجابية هو أنهم قد يقومون بطرح بعض الأسئلة التي لا نمتلك أجوبة لها وهذا يعني بأننا سنقوم بعملية البحث معهم وهذا سيسهم في تعزيز الثقة فيما بيننا على أننا لا زلنا نبحث حتى يومنا هذا ولا وجود للقطعيات التي لا تخضع لمجريات هذا العالم المتجدد.
أخيرا انتهى زمن التبعية المسيرة بالإجبار وأصبحنا اليوم في زمن النقد والبحث والاختيار وعليكم أن تعلموا أن السؤال في الدين هو طريق اليقين.
Alsadiq20m@