عادل الحميدان

في مواجهة الانحراف

الأربعاء - 27 يوليو 2022

Wed - 27 Jul 2022

حدثان لافتان شهدتهما الأيام الماضية على صعيد وسائل التواصل الاجتماعي، يتمثل الأول في استجابة سريعة من إدارة منصة يوتيوب لمطالب سعودية بإزالة الإعلانات التي تتعارض مع القيم الإسلامية، وهو الإجراء الذي يؤكد وجاهة رأي الحكومة السعودية واعترافا يجب أن يحترم من قبل المنصة بوجود التجاوزات.

في حين كان الحدث الثاني تتويجا لتعاون بين المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) وإدارة تطبيق (تيلغرام) بإزالة نحو 1.2 مليون محتوى متطرف خلال الأسابيع القليلة الماضية ليرتفع عدد ما تمت إزالته إلى 1.8 مليون من المواد التي تنشر التطرف.

ورغم أهمية الحدثين ودلالتهما إلا أنهما لم ينالا وكما هو متوقع الزخم المعتاد في كبريات المؤسسات الإعلامية الغربية التي تتفنن عند تناولها الشأن السعودي في طمس الحقائق وتغيير المفاهيم، لتصبح حماية المجتمع من الأفكار الضالة قمعا لحرية الرأي، وردع مخالفي الأنظمة انتهاكا لحقوق الإنسان.

بالعودة إلى الحدثين المهمين للسعوديين ومعهم كل من يبحث عن بيئة الكترونية نقية خالية من سموم التطرف وتلوث الانحلال على حد سواء، نجد أن التحرك الحكومي بدأ يؤتي ثماره، ويجب مواصلته ودعمه شعبيا وإعلاميا حتى تدرك الشركات المالكة لهذه المنصات والتطبيقات أن المجتمع بأكمله يرفض ما لا يتوافق مع معتقده وقيمه.

قضية استهداف المملكة من قبل دول ومنظمات ليست من باب اعتناق نظرية المؤامرة، ولا يمكن اعتبارها من قبيل الصدفة، فجولة سريعة على المحتوى المدفوع الثمن في الشبكة العنكبوتية، ومنصات التواصل الاجتماعي تؤكد ما نشير إليه.

في المملكة لدينا معايير مختلفة يجب أن يحترمها الغرب والشرق فيما يتعلق بما يناسبنا أو يتنافى مع قيمنا، وأي حديث عن حرية الرأي أو حقوق الإنسان فهو من قبيل الابتزاز الذي لم يعد مجديا في العلاقات بين الدول في عالم اليوم.

رسالة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في قمة جدة للأمن والتنمية إلى العالم أجمع كانت واضحة ومحددة، وهي أن على الآخرين أن يحترموا قيمنا النبيلة كما نحترم قيمهم، وهو ما يقطع الطريق على أي محاولات لفرض ما يريده الآخر أياً كان هذا الآخر علينا.

Unitedadel@