سعد باسلوم

الطب التكميلي كرافد لتحقيق رؤية المملكة 2030

الاثنين - 25 يوليو 2022

Mon - 25 Jul 2022

منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 والتي ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية، وهي: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح؛ وطموحاتنا تزداد ولا تنتهي، وكلما ازدادت الإنجازات ازداد الطموح ووصل إلى عنان السماء. ومن منطلق تخصصي في مجال الطب التكميلي فقد ازداد طموحي في المشاركة الفعالة للطب التكميلي ليكون رافدا من روافد تحقيق رؤية المملكة 2030.

لقد شملت رؤية المملكة الطموحة أهدافا رئيسية منها: تمكين حياة عامرة وصحية، وتنمية وتنوع الاقتصاد، وزيادة معدلات التوظيف. وهذه الأهداف يمثل الطب التكميلي رافدا هاما لها من خلال دعم استخدامه ودعم برامجه يمكن توفير حياة صحية للمجتمع تتنوع فيها الخيارات العلاجية. ومن خلال إتاحة وتسهيل الاستثمارات في البرامج الأكاديمية ومراكز التدريب وإنشاء عيادات ومستشفيات الطب التكميلي والإدماجي والذي بدوره سوف يكون رافدا هاما في تحقيق أهداف التنمية والتنوع الاقتصادي مما يؤدي إلى توفير آلاف فرص العمل في مجال التدريب والإدارة والخدمات العلاجية والوقائية الخاصة بالطب التكميلي.

كما يمكن أن يساهم الطب التكميلي كإضافة مؤثرة في العديد من برامج الرؤية ونذكر منها على سبيل المثال برنامج إعادة هيكلة القطاع الصحي في المملكة ليكون نظاما صحيا شاملا يهدف إلى تعزيز الصحة العامة، والوقاية من الأمراض وهنا يكمن دور الطب التكميلي ليساهم في هذا التحول من خلال تفعيل خدمات الطب التكميلي وبرامجه الوقائية والعلاجية وإتاحته كخيار من خيارات الرعاية الصحية بالمملكة. إن منظمة الصحة العالمية تذكر في تقريرها الصادر عام 2019 عن حالة الطب التكميلي في العالم ما يلي: «في العالم المثالي، سيكون الطب التقليدي (التكميلي) خيارا يقدمه النظام الصحي الذي يعمل بصورة جيدة والمرتكز على الناس ويوازن بين الخدمات العلاجية والوقائية».

كما يمكن أن يسهم الطب التكميلي في برنامج تنمية القدرات البشرية من خلال تحضير الشباب للعمل في مجال الطب التكميلي وسوقه الواعد وتلبية الاحتياجات المتزايدة لهذا القطاع في المملكة العربية السعودية وتوفير فرص التدريب والتعليم في ممارسات الطب التكميلي المختلفة، ودعم افتتاح عيادات ومجمعات ومستشفيات في مجال الطب التكميلي من خلال تسهيل الإجراءات وتوفير التمويل مما يعزز ثقافة العمل وريادة الأعمال لدى الشباب.

ويمكن أن يكون الطب التكميلي أيضا داعما لبرنامج جودة الحياة حيث إن إدخال برامج مثل برامج العافية في بيئة العمل والتي تعتمد على عدد من خدمات الطب التكميلي والإدماجي، وتهدف إلى تقليل الضغوط وتحسين التركيز والإنتاجية وتوفير بيئة العمل المساعدة على الابتكار والإبداع. كما يمكن أن تشمل هذه البرامج برامج مجتمعية عامة للحث على ممارسة الرياضة ومنها الرياضات التأملية واتباع أساليب الحياة الصحية ومقاومة الضغوط النفسية مما يسهم في ارتفاع جودة الحياة لدى المجتمع.

كما يمكن أن يكون الطب التكميلي مساهما فعالا في مشاريع الرؤية العملاقة مثل مشروع نيوم ومشروع البحر الأحمر وروشن وغيرها من المشروعات العظيمة، وذلك من خلال إنشاء المنتجعات الصحية ومنشآت تقديم الرعاية الصحية التكاملية، وذلك من خلال إتاحة خيارات الطب التكميلي العلاجية والوقائية مع خدمات الرعاية الصحية في هذه المنشآت مما يرفع جودة الخدمات الصحية في هذه المشروعات ويرفع من جودة الحياة بها أيضا.

الخلاصة أن الطب التكميلي والذي يتمتع باستعمال كبير في المجتمع السعودي يصل إلى 64% طبقا لآخر استطلاع قام به المركز الوطني للطب البديل والتكميلي يحمل مستقبلا واعدا ويمكن أن يكون رافدا هاما من روافد تحقيق رؤية المملكة 2030 في العديد من النواحي الصحية والاقتصادية، حيث يمكن أن يوفر ويشجع الاستثمارات الوطنية ويجذب الاستثمارات الخارجية ويوفر آلاف فرص العمل، كما سوف يدعم النظام الصحي ويجعله أكثر شمولا ويوفر كل الخيارات العلاجية ليجعله أكثر تكاملا، كما أنه يدعم صحة المجتمع ورفاهيته ككل ويعمل على إتاحة كل الخيارات العلاجية والوقائية الممكنة ويعمل على رفع جودة الحياة.

SaadBaslom@