شاهر النهاري

فريق روح الوطن السعودي

الاثنين - 25 يوليو 2022

Mon - 25 Jul 2022

من أهم عوامل نصر أي فريق وطني وضوح رؤيته، وتنوع تركيبته، وقدراته، وعمق ثقافته، وتفاني أفراده، وتكامل أدوار مكوناته بهرمونية مدروسة، وقوة بصيرة، وشمولية نهج، ويقظة، واستعداد للمفاجآت، والتعب في التحضير والمران، حتى لا يظهر منهم بادرة عجز، أو استخفاف بالفريق المقابل، والتعامل مع الحدث انطلاقا من أرض الواقع، وعدم ترك المصادفات تموج، وتنتج الحيرة والشتات، والتردد وتستدعي الهزيمة.

كل فرد من الفريق مهم بقيمته وتخصصه وأدواره، التي يحسنها، بتناغم مع روح وحرفية ومميزات بقية الفريق.

وتميز أداء اللاعب يحضر بتكامل تمازج الفريق، هجوما ودفاعا، كونه يعطي الثقة بالقدرة وبلوغ الأهداف بطاقات متجددة وجدية وعمق وانسيابية وتبادل مراكز، بروح رياضية تعرف وتحترم الفريق المقابل، وحتى وإن خسرت معركة، فهي لا تفرط بالحرب.

وروح التوافق أساسية جذرية لكل فريق يغازل النصر، برؤية وروية، فريق يعرف قائده، ويتميز بحسن أداء أدواره، ويعتمد التعبئة المتأنية، ودراسة الفرص، وخطف المستحيلات، وتكوين الخطط وتجريبها، بكل الاحتمالات، لتظهر على شكل أهداف إعجازية يقتنصها رأس الحربة، بمساعدة ودعم وتكاتف وتضحيات كامل الفريق.

ومناسبة كلامي هنا ليس رياضيا بالكامل، ولكني أود الإشادة بالفريق الحكومي الدبلوماسي السعودي، الذي مثل دولتنا أمام الفريق الأمريكي المرعب، وبقية الفرق العربية المشاركة في قمم جدة.

فريق سعودي شاب مدهش متمكن متناغم واثق الخطوة، متنوع الشخوص والإمكانيات والقوى الناعمة والثقة سيشهد له التاريخ والمواقف، بحنكته وروعة شبابه، وعمق معرفته وحرافة أفراده وتكامل واجباتهم وأدوارهم، وإدهاش العالم بلباقة تحكمهم وتمريراتهم، وسيطرتهم على ميدان التحاور، وتسديد الأهداف الثمينة، برأس الحربة المبدع محمد بن سلمان، متناغما مع تمكن الجناحين والوسط، والظهيرين المتكئين على شمولية قدرات دفاعهم وحراسة مرماهم، الداعمة لخطوات تقدمهم، وتحركاتهم، وبما يجعل المدرجات تشتعل محبة بنجابتهم ولياقتهم ويقظتهم، وثقة تبديلاتهم، وتناغم روعتهم.

فريق دبلوماسي فذ لم يتم اختيار أعضائه عبثا، فكل منهم كفء يمتلك العمق السياسي والتفاوضي، والخبرة في تغطية موضعه تبادليا، وعدم الاستخفاف بالخصم، ومد الأيادي بدلا عن محاولة كسر الأذرع.

كل فرد ممن شاركوا على طاولة الحوار كان له لسان حصيف وعلم وتخصص، وتمكن لا يجربه لأول مرة، وكل منهم يخلق القوة والدهاء، والعمق والممارسة، وكيفية تطبيقها على طاولة الميدان، بعقلانية منطقية، وتشعب قانوني، وقوة ناعمة، وطاقة، وعلم اقتصاد، وعسكرية، ومعرفة مجتمعية، وقدرة اقناع واستجلاب الحقوق دون رخص أو تحايل وادعاء إصابات، ولا بمبالغات وعنف وأكتف قانونية قد تفقد الفريق فرص الفوز العظيم.

فريق لم يصبح بطلا صدفة، ولا بتفرد وتناسي مشورة أجيال الطيبين، وبامتلاك الكفاءات الفاعلة خارج الملعب والكثير من البذل والتهيئة، والتدريب، والعون الثقافي، والإعلامي، والدعم الشعبي، لتكون المحصلة نبراس تميز في شتى الخطوات، وبروح رياضية، تعمل من أجل عزة الوطن، وتحوز البطولات باسمه، ومن أجل غده المشرق، المحفز لأشبال المستقبل، والمعمق للمشاعر والأواصر بين الأرض والشعب، وتقديم الأفضل، على الميدان وبشمولية زوايا المعمورة، متمثلين طموح كل شاب وشابة، وطفل سعودي، وكل شيخ تهل عينه بمدامع الفرح، وهو يشهد الأحفاد يقودون أعظم فريق بطل، لبلوغ أغلى منصات النصر، عن استحقاق بين الأمم، سيسطره التاريخ، ويفتخر به كل من لمعت بعينه غبطة كؤوس النصر، يحوزها بروح الوطن السعودي.

shaheralnahari@