ناصر عليان الخياري

تصريح عضو الشورى المستفز جدا!

السبت - 20 أغسطس 2016

Sat - 20 Aug 2016

لا أعرف ما الدافع الذي دفع عضو مجلس الشورى إلى تصريحات لا تمت للمهنية ولا للباقة بصلة رغم زعمه أن ما قاله جاء منطلقا من مهنيته كمختص بالتنمية الإدارية! مع أنه لم يتطرق لشيء متصل بعلم الإدارة، ولا بالموضوعية المعتبرة عند تداول الآراء، فقد قال إن المتقاعدين مدلعون، وإن عليهم الاتجاه إلى العمل بالقطاع الخاص بدلا من المطالبة بالنظر بمدى ملاءمة راتب التقاعد للواقع المعيشي لهم، وهو هنا يجعلنا نخلط الخيبة بالبكاء، فالخيبة أن يكون هذا وعي عضو شورى، والبكاء لأن ما قاله تجنٍ كبير ومغالطة جسيمة للواقع، إذ إن المتقاعد بلغ السن النظامية للتقاعد، وبذلك يكون في عمر لا يقبل به القطاع الخاص، كما أنه يعتبر مستهلكا بعرف القطاع الخاص الذي لن يفضل المتقاعد على آلاف الشباب الباحثين عن العمل! فهذه المغالطة ما كان ينبغي أن يقع بها لو كان يمتلك القليل من الوعي والإدراك للواقع.



هذا العضو جاء ليبرر بمحادثة مع قناة فضائية، وليته لم يفعل، فقد قال -تعليقا على أن المواطن يسأل: «مواطن مين.. وبطيخ مين ..»! هل يعقل أن يكون هذا منطق عضو شورى، وهل يعقل أن تكون هذه لغة مهنية، وهل يعقل أن يكون المواطن في نظر هذا العضو عبئا على الوطن كالبطيخ عبئا على السيارة التي تحمله؟



في الحدود هناك يقف المواطن مدافعا عن وطنه، باذلا الروح دون أن يدنس ترابه، في الداخل يقف رجال الأمن سدا منيعا دون اختراق أمننا ويدفعون حياتهم دون الأرواح والممتلكات، في المدارس يبذل المعلمون طاقاتهم في سبيل تنشئة أجيال ترث الوطن وتحافظ عليه مثلما ورثوه من الآباء والأجداد، في المستشفيات تتفانى الطبيبة والممرضة خدمة للمرضى... وغيرهم الكثير ممن يخدمون الوطن في مختلف المجالات، أليس هؤلاء مواطنين؟



هل هذه الملايين من المواطنين كلهم فاشلون وبلا إنتاجية كما زعم هذا العضو قائلا إنهم يتدلعون؟



ما هذا المصطلح الركيك غير العلمي وغير الموضوعي الذي ينطلق منه في تحليل الواقع وبناء آرائه ولماذا غضب حينما سأله المذيع: عن الامتيازات التي يتقاضاها عضو الشورى؟