محمد عبدالكريم المطيري

المواطن المدلع

السبت - 20 أغسطس 2016

Sat - 20 Aug 2016

لك الله أيها المواطن «البطيخ السعودي»! المتقاعد، من أفنى عمره في العمل الحكومي وآن له أن يرتاح ..»مدلع» بسبب أنه أراد بعضا من حقه وقليلا من العرفان ورد الجميل.



والطالب المتخرج من الثانوية صاحب المعدل المرتفع ضرب بنسبته عرض الحائط بسبب أن درجتي القياس والتحصيلي متدنيتان ودون المستوى، ولتذهب اثنتا عشرة سنة من الدراسة أدراج الرياح.



المبتعث المغترب الذي يلاقي ما يلاقي في غربته متعال ومتطلب وبلا خبرة وخطيئته الوحيدة أنه قرر أن يكمل تحصيله العلمي وأن يطارد طموحه.



حينما تكون هناك فجوة بين من يفترض أن يكون صاحب قرار وبين المواطن وهمومه واحتياجاته وطلباته ووضعه المادي، ستظهر كلمات كـ «كفاية دلع»، و»بلا مواطن بلا بطيخ»، ولن تكف عن الظهور حتى يمثل المواطن من هو أعلم بصعوبات الحياة ومن ذاق مرارتها. التفاوت الحاصل بين المواطن الكادح والشريحة التي تمثله آخذ في الاتساع. نريد مزيدا من الفهم أولا لأوضاع جميع شرائح المجتمع حتى تتم صناعة القرار بما يناسب احتياجاته.



أحشفا وسوء كيلة يا عضو مجلس الشورى؟ إن لم تكونوا لأجل المواطن ومعه فلا تكونوا ضده.



حين ينغمس الشخص في ذاته ومجتمعه القريب حيث الرفاهية وراحة البال لا يخطر على باله أن هناك في الحارات المجاورة والقرى والمدن المجاورة أناسا تكدح لتعيش ولا ترغب إلا في الكفاف.



نطالب عضو الشورى وكل من يشبهه أن يخطوا خارج دائرتهم الآمنة والمترفة، وأن يمعنوا النظر في تلك الدائرة الكبيرة التي تحتوي العديد من الرجال أصحاب الجلد والصبر والملابس الرثة.. كرماء الأنفس، أنقياء الدواخل، من يعطون بلا منة ولا يسألون الناس إلحافا.



حينما لا يستطيع المواطن أن يختار من يمثله، وحين لا يملك السلطة ضد من أساء التمثيل، يخبو صوته ويصبح غير مسموع وتصل عنه صورة مشوهة وغير وافية لأصحاب القرار لتصدر قرارات غير ذات نفع، لأنها تستهدف ممثلي المواطن أكثر من المواطن نفسه.



يجدر بأعضاء مجلس الشورى أن ينصتوا، لأن للمواطن في ظل الإعلام المفتوح صوتا أعلى منهم، وألا ينسوا أن صوت المواطن الغاضب قوي الأثر.