عمر عبدالله السعدون

موت الغرب الحتمي (المثلية أنموذجا)

الخميس - 21 يوليو 2022

Thu - 21 Jul 2022

إن كتاب «موت الغرب» للمؤلف الأمريكي «باتريك جيه بوكانن» وهو سياسي ومفكر أمريكي كاثوليكي معروف، عمل في منصب مستشار لثلاثة من رؤساء أمريكا، ورشح نفسه لانتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2000م عن حزب الإصلاح، ويعد هذا الكتاب هزة لإيقاظ المجتمع الغربي (لو كانوا يعقلون)، وهو استشراف للمستقبل بأن الغرب متجه للموت وسيكون موته حتميا، وذلك من خلال طريقين:

الأول: الموت الأخلاقي والقيمي، مما جعل الغرب آلات تسير بلا أخلاق ولا قيم تحكم حياته ويسير عليها بخطى ثابتة، فلا رادع عندهم إلا القانون والعقاب، وليس لديهم روادع أخلاقية قيمية.

وأمة بلا قيم وأخلاق هي أمة متجهة إلى الموت والفناء والاضمحلال، وأن الموت الذي يلوح في أفق الغرب هو موت حتمي وسيكون أحد أسبابه السقوط الأخلاقى الذي ألغى كل القيم التربوية والأسرية والأخلاقية التقليدية، وما الدعم الرسمي والشعبي من الغرب لهذه (المثلية الشاذة) والساقطة أخلاقيا وفطريا، إلا مثالا صارخا على انعدام الأخلاق والقيم الفطرية والدينية والإنسانية لدى الغرب.

ووجود معارضات شعبية غربية باهتة ضعيفة عندهم لهذا الانحراف الأخلاقي ومنهم هذا الكاتب، فإنها لا تسمن ولا تغني من جوع أمام هذا الانحراف الأخلاقي الممنهج وحسبك (بالمثلية الغربية) المنحلة من الفطرة والإنسانية والمدعومة ماديا ومعنويا، بل ويجرم ويعاقب من يقف في وجهها، وهذا قمة السقوط الأخلاقي حمانا الله وإياكم منه.

أما الطريق الثاني فهو: الموت الديموغرافي والبيولوجي، ويظهر هذا بوضوح في العائلة الغربية وفي السجلات الحكومية التي تشير إلى اضمحلال القوى البشرية في الغرب كما تشير إلى النقص السكاني (بالموت الطبيعي بالإضافة إلى قلة المواليد ودعاوى الإجهاض والعلاقات خارج نطاق الزوجية والمثلية المنحرفة) مما سيزيد من الجراح والسقوط المؤدي لموت الغرب، وهذه الشيخوخة وهذا الضعف لا شفاء منه كما يقول الكاتب إلا باستقدام مزيد من المهاجرين الشبان.

ويقول الكاتب: إن الموت المقبل مريع ومخيف، لأنه وباء ومرض من صنع أيدينا مما يحول الغرب عموما وأوروبا بشكل خاص إلى «قارة للعجائز»، ولا يشك شاك في سقوط الغرب الحتمي الذي سبقه سقوط أخلاقي وقيمي قبل ذلك.. ولهذا يجب أن لا يكون الغرب قدوة ولا نموذجا لنا نحن المسلمين في كل مناحي الحياة، وليتنا نكتفي بأخذ منهم أحسن ما لديهم من صناعة وإدارة ونحوها، مما تعمله أعداد محدودة بالنسبة لعدد سكان الغرب، وهي ما تسمى بـ «النقاط المضيئة» لديهم، وهي ما يركز عليه الإعلام الغربي لإظهار تفوقهم والتعتيم الإعلامي والإهمال لبذور فنائهم وموتهم الحتمي بسبب انحرافهم عن الإنسانية والفطرة النقية.