أحمد محمد الألمعي

الغرب وحقوق المثليين في الدول الإسلامية

الأربعاء - 20 يوليو 2022

Wed - 20 Jul 2022

سبق أن كتبت في موضوع المثليين من زاوية طبية ونفسية، ولكن ما دعاني للكتابة مرة أخرى في هذا الموضوع هو انتشار مقطع فيديو لزفاف اثنين من الشباب المثليين من إحدى الدول في الخليج مؤخرا، وكان الزفاف كما يبدو في حضور أهل وأقارب «العروسين» كما ظهر في الفيديو المتداول. وقد أثار هذا الفيديو الاستغراب لكل من شاهده، كما أثار حفيظة الكثيرين الذين علقوا بسخط أحيانا على من سمح بحدوث هذا الاحتفال، وبالسخرية اللاذعة أحيانا أخرى، فنحن في النهاية نعيش في مجتمعات إسلامية محافظة وتتمسك بالدين والتقاليد.

وكي نكون واقعيين، فهناك شريحة من المجتمع الذين ينتمون إلى فئة المثليين (مجتمع الميم من الجنسين) أو«الليبراليين» ممن يدعم مثل هذه الحقوق ونسمع أصواتهم تتعالى خارج أوطانهم في الغرب حيث يلاقون الدعم والتشجيع. من المثير للفضول هذا الدعم الكبير من حكومات الغرب والزخم الإعلامي المرافق له، والضغط الذي تمارسه بعض المنظمات الدولية على الدول الإسلامية لمنح المثليين «حقوقهم» من مبدأ أنها ضمن مبادئ حقوق الإنسان، متجاهلين الاختلاف الكبير في الثقافة والدين والعادات، بل وتمادوا إلى محاولة نشر هذه الثقافة الدخيلة في مجتمعاتنا من خلال الأبواب الخلفية بشكل مقزز وغير قانوني.

كما رأينا عن طريق المواد الإعلامية التي تشمل قصصا وأفلاما ذات محتوى يشجع هذه الأفكار بشكل غير مباشر ويسوقها للأطفال. وقد أثارت شركة أفلام نت فليكس الجدل وكانت هدفا لهجوم متواصل بسبب تركيزها على تسويق الأفكار المثلية فيما تعرضه من مواد، ومن المعروف دعم مجتمع هوليوود الليبرالي لهذه الأفكار وتسويقها، كما رأينا سفارات بعض الدول الغربية ترفع أعلام بألوان قوس قزح التي ترمز للمثلية على مبانيها.

عندما تم حظر هذه الممارسات في المملكة، رأينا ذلك الهجوم المسعور على الدولة والقيادة ووصفها «بالنظام القمعي الذي لا يحترم حقوق الإنسان». وقد أخذت المملكة وعدة دول أخرى موقفا حازما في هذا الشأن، فقد رفضت إدراج فقرة عن دعم حقوق المثليين في ميثاق الأمم المتحدة عن تعزيز الديمقراطية هذا العام، كما رفضت المملكة وضع أي رموز وأعلام تشير إلى المثلية أثناء تنظيم سباق سيارات الفورمولا في المملكة، مما سبب الحنق والغضب الشديد لدى بعض منظمات ما يسمى حقوق الإنسان، الذين حاولوا منع المملكة من تنظيم سباق السيارات بدون تحقيق أي نجاح في جهودهم، بينما أذعنت دول أخرى لتلك المطالب في قرار مستغرب على أمل الظهور بمظهر النظام المتحضر الداعم لحقوق الإنسان.

من يعتقد أن الجدل في موضوع حقوق المثليين في الغرب انتهى وأن موضوع ضمان حقوقهم أمر مسلم به فهو مخطئ، فبرغم وضع الكثير من القوانين التي تحمي المثليين كفئة مجتمعية، فلا زال المثليين يتجنبون أي ممارسات واضحة في الأماكن العامة، فلهم نواديهم وأماكنهم الخاصة حيث يمكنهم التصرف بأمان، ولا زالت هناك مجموعات كثيرة من المجتمعات الغربية ترفض أفكارهم لعدة أسباب، كما أننا نقرأ في الأخبار بشكل دوري عن اعتداءات على المثليين من قبل أفراد ومنظمات تضمر لهم الكراهية.

وتحاول المنظمات الدفاع عن حقوق المثليين بإدراج تعاليم حول المثلية الجنسية في المدارس العامة في الغرب للتغلب على مشاعر الكراهية ضدهم ظنا منهم أن ذلك سيلعب دورا مهما في تحويل الأفكار العامة حول الأفراد المثليين، كما تستمر جهودهم في عدة مجالات ويحاولون بشتى الطرق والوسائل إيهام الجميع بأن المثلية طبيعة إنسانية وأن غالبية المجتمعات حول العالم تتقبل ذلك، ولكن نرى نظرة مغايرة في كثير من الدول، على سبيل المثال علق الرئيس بوتين عندما رأى علم بألوان قوس قزح معلق على السفارة الأمريكية في موسكو «أن العلم يقول شيء ما عن العاملين بداخلها» في إشارة ساخرة منه بأنهم مثليين، علما بأن روسيا شرعت قوانين تحدد بأن الزواج هو رباط بين رجل وامرأة في إشارة واضحة إلى تحريم ممارسات وزواج المثليين وقس على ذلك في كثير من الدول الأخرى.

@almaiahmad2