برجس حمود البرجس

«قمة جدة».. والطرح الراقي

الثلاثاء - 19 يوليو 2022

Tue - 19 Jul 2022

المواضيع التي طرحتها المملكة خلال القمة تعبر عن اهتمامات المملكة للمنطقة والعالم، بينما مع الأسف الإعلام الأمريكي كان ينتظر طرح قضايا ليست ذات أهمية اقتصاديا ولا سياسيا ولا اجتماعيا. ولي العهد - حفظه الله - خلال ترؤسه للقمة وضع النقاط على الحروف ووضح بكل شفافية ركائز أساسية لتأمين استقرار وأمن المنطقة ولتأمين وقود النفط العالمي والطاقة النظيفة.

الجميع لاحظ طرح المملكة خلال انعقاد «قمة جدة للأمن والتنمية»، طرح بالغ الأهمية بالتوضيح والتحذير من عدم إقبال الدول والشركات النفطية العالمية على الاستثمار بالنفط والطاقة النظيفة. ربما هذا أصعب ما سيواجهه العالم خلال سنوات ليست طويلة، فالإمدادات النفطية العالمية قد تواجه صعوبة إذا ما تم العمل على الاستثمار بالصناعة النفطية، فعدد السيارات التي تعتمد على البنزين والديزل سيزداد حتى وإن زاد عدد السيارات الكهربائية، والنفط بطبيعته يحتاج إلى استثمارات ليبقى بنفس مستوى الإنتاج ناهيك عن الزيادة.

خلال انعقاد «قمة جدة للأمن والتنمية» أكد ولي العهد -حفظه الله- وجوب وأهمية الاستمرار بضخ الاستثمارات في الطاقة النظيفة، وذكر بأن المملكة سبق أن أعلنت عن زيادة طاقتها الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يوميا من النفط. رسالة واضحة منه بأهمية الاستثمار في الطاقة تفاديا لأي نقص ينتج بسبب تنامي الطلب على النفط والذي ربما يتسبب في عدم تلبية دول العالم للطلب على النفط أو بأقل تقدير صعوبة تلبيته. أيضا جميع الدراسات تشير إلى أن مستوى الإنتاج للنفط سينخفض عند بعض الدول.

وأكد حفظه الله بأن الاقتصاد العالمي مرتبط باستقرار أسعار الطاقة المرتبطة بالاستثمارات بتلك الصناعة. وتحدث عن التحديات البيئية التي يواجهها العالم حاليا وعلى رأسها التغير المناخي، والتعامل معها بواقعية ومسؤولية لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تبني نهج متوازن وذلك بالانتقال المتدرج والمسؤول نحو مصادر طاقة أكثر ديمومة.

وتحدث عن التحديات التي تواجه المنطقة والعالم وأكد على أهمية مواجهتها، وعن أهمية تكثيف التعاون المشترك في إطار مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، التي تقوم على احترام سيادة الدول وقيمها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحترام استقلالها وسلامة أراضيها. كما تحدث عن تأسيس عهد جديد من التعاون المشترك لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين دول المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية لخدمة المصالح المشتركة وتعزيز الأمن والتنمية في هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع.

تحدث ولي العهد -حفظه الله- عن أمن واستقرار المنطقة وازدهار شعوبها واقتصادها، فقد تضمن حديثه عن إيران واستقرار الأوضاع في اليمن، وكذلك سوريا وليبيا وما يحتاجانه لاكتمال منظومة الأمن والاستقرار والازدهار، وكذلك العراق والقضية الفلسطينية. وضمن حديثه -حفظه الله- دعا إيران لأن تكون جزءا من الهوية مع دول المنطقة والالتزام بمبادئ الشرعية الدولية وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وأن تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ووضح أنه امتداد لرؤية المملكة الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة فقد دعمت جميع الجهود الرامية للوصول إلى حل سياسي يمني-يمني، كما بذلت مساعيها لتثبيت الهدنة الحالية، وستستمر الجهود في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق. وأكد ولي العهد بأن معاناة الشعبين السوري والليبي الشقيقين يتطلب إيجاد حلول سياسية واقعية لاكتمال منظومة الأمن والاستقرار والازدهار لهما.

وأكد حفظه الله بسرور المملكة والمنطقة بما يشهده العراق مؤخرا من تحسن في أمنه واستقراره والرخاء والازدهار الذي يعيشه شعبه، وأشاد بتوقيع اتفاقيتي الربط الكهربائي بين المملكة والعراق وكذلك مع دول مجلس التعاون، وأضاف أن ازدهار المنطقة ورخاءها يتطلب الإسراع في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقا لمبادئ وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

كان هذا مستوى الطرح الراقي والذي يمثل المملكة ويعبر عن اهتماماتها بالحاضر والمستقبل، ويعبر عن اهتمام دول المنطقة وكذلك على المستوى العالمي. اهتمامات سياسية واقتصادية واجتماعية، أمن وأمان ورخاء وازدهار، صحة وبيئة، تعلم وابتكار؛ هنيئا لنا بهذا الطرح الراقي.

Barjasbh@