عاصم الطخيس

(My daughter’s killer) عندما يفعل الأب المستحيل

الثلاثاء - 19 يوليو 2022

Tue - 19 Jul 2022

قليل هي الأفلام أو المسلسلات والأفلام الوثائقية التي تتحدث عن تضحية الأب من أجل عائلته وأطفاله، وقد يعود هذا الشيء من منظور اجتماعي أنه واجب إلزامي على الأب أن يقوم بذلك ولا يحق له المديح أو الثناء على فعله، إلا أن الأب حتى إن لم يتحدث عن أفعاله كما تفعل الأمهات لكن أفعاله هي التي تتحدث عنه وعن تضحياته وإن لم تلاحظها العائلة حينها. قد يكون الفيلم الوثائقي (My daughter’s killer) هو أفضل مثال على تضحية الأب وفعله المستحيل من أجل تحقيق العدالة لابنته المقتولة بينما والدتها لم تفعل شيئا وعلى العكس من ذلك، كانت غافلة وساذجة وهي على علاقة مع القاتل طوال هذه السنوات.

تقع أحداث الفيلم الوثائقي في فرنسا وألمانيا حيث تقع جريمة قتل لفتاة لم تبلغ الرابعة عشرة تدعى كالينكا (Kalinka) من عمرها وذلك عام 1982 في ألمانيا ويتم إبلاغ والدها أندريه بامبيرسكي (André Bamberski) القاطن في فرنسا عن الحادثة من خلال طليقته ووالدة كالينكا، دانييل (Danielle) وأن زوجها آنذاك الدكتور ديتر كرومباخ (Dieter Krombach) قد حقنها بعقاقير كالسيوم وحديد إثر تعرضها لضربة شمس، ولكنها فارقت الحياة.

القضية شائكة: كون الجريمة حصلت في ألمانيا والمتهم ألماني والضحية فرنسية، لم يكن هناك أي تحقيق جنائي في الواقعة وكان هناك تكتم وعبث بالأدلة منذ البداية وحتى عندما تسلم أندريه تقرير الطب الشرعي كان مكتوبا بطريقة تحتوي على الكثير من الهفوات والأخطاء في تحديد سبب الوفاة وأعادوه كون كالينكا كان لديها ارتجاع في المريء عندما تقيأت وماتت من ذلك. إلا أن أندريه لم يستسلم وتابع مقاضاتهم وذهب لألمانيا ونشر العديد من المنشورات التي تحتوي على صورة ديتر كرومباخ كونه قاتلا ولم ينل جزاءه، ولكن تم حبسه في مخفر الشرطة وقتها ومطالبته بالعودة لفرنسا. هنا برأت المحكمة الألمانية ديتر من أي جريمة وأصبح طليقا حرا.

العدالة الفرنسية: قام أندريه برفع القضية ضمن المحاكم الفرنسية والتي قامت بالبحث والتحري وبعد عدة مداولات تم الحكم من خلال الأدلة وإعادة فحص الجثة أن جميع أعضائها الداخلية والتناسلية غير موجودة.

مما أكد للمحكمة أن هناك فسادا ضمن الشرطة والطب الشرعي الألماني وبذلك صدر بحق ديتر مذكرة سجن في فرنسا، ولكن ألمانيا رفضت تسليمه كون المحكمة الألمانية قالت حكمها. توقفت القضية، ولكن أندريه لم يستسلم وتابع المضي قدما في البحث عن ضحايا تعرض لهم ديتر قد يكونون شهود عيان على تحرشاته الجنسية وخيانته لمهنة الطب.

الحل الأخير: في عام 2009 وبعد أكثر من 30 عاما على موت كالينكا، قام أندريه بتتبع ديتر لآخر مكان إقامة له وهناك استأجر غرفة ضمن الفندق ووضع إعلانات مفادها أن ديتر مطلوب للعدالة الفرنسية ويحتاج من يساعده في جلبه لفرنسا. ضمن ساعات من فعله ذلك، جاءه أنطون كراسنيكي (Anton Krasniqi) ووعده أنه سيخطف ديتر من ألمانيا ويدخله فرنسا ويلقيه عند باب مركز الشرطة وهذا بالضبط ما فعله أنطون وبذلك تنتهي مماطلة ديتر ويحكم عليه بالسجن 15 عاما وتوفي في عام 2020.

AsimAltokhais@