شكرا معالي وزير الصحة
الأحد - 17 يوليو 2022
Sun - 17 Jul 2022
في مشاهد أخاذة وفريدة، سطر وزير الصحة أبعادا إنسانية وقيادية عظيمة، عندما سجل تقديره وشكره لبعض الممارسين الصحيين وهم يقومون بواجبهم الديني والوطني تجاه ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة، صور الوفاء تلك أصلت لمفهوم إداري أصيل، وهو تلمس الجوانب الإنسانية للعاملين من قبل قائدهم، وإشعارهم بقيمتهم وقيمة ما يقدمونه من خدمات وإن كانت واجبة عليهم، إلا أن تجويدها واستمراريتها يحتاج إلى مثل تلك اللمسات الإنسانية الحانية، التي أظهرها بنبل واقتدار وزير الصحة فهد الجلاجل تجاه بعض العاملين في وزارته في تلك المناسبة الإيمانية العظيمة.
لعل أجمل تلك الصور وأندرها، عندما قبل معالي الوزير رأس ذلك الممرض الذي خدم أكثر من أربعين عاما ضيوف الرحمن، تلك القبلة التي طبعها الوزير الجلاجل قبل أن تعكس إنسانيته، فهي تعكس مدى قدرته واحترافيته في فهم وتفهم احتياجات الممارس الصحي وتقديرها، ثم يأتي بعد ذلك تلك الرسائل المبعوثة، والتي أدرك العاملون من خلالها أن العمل المتقن وصاحبه يستحقان التقدير والاحترام، وأن ذلك المشهد الجميل لمعالي الوزير وموظفيه، هو ما ينبغي أن يكون ويسود في بيئاتنا الإدارية على اختلافها وتعدد مهامها.
أسرتني كإنسان قبلة معالي الوزير، وأسرني أكثر تفاعل الممارسين الصحيين مع تلك القبلة المبادرة وأصدائها الكبيرة التي جعلت الكثير يتساءلون؛ لماذا لا يحاكي المديرون في بيئاتهم نهج معالي الوزير الجلاجل؟
قبل الإجابة على هذا السؤال، دعونا نأخذ نظرة تشريحية لواقعنا الإداري، فالمشهد ينبئ بشيء من حالات التعنيف والتعسف والقهر، التي يمارسها بعض المديرين تجاه فئة خاصة من موظفيهم، هذا البعض يعيشون أزمات نفسية بليغة، تقودهم دائما إلى التفكير في الأذية منهجا وسياسة عند التعاطي مع موظفيهم، خذ مثلا الموظف الذي يقترح على مديره اقتراحا بناء في مجموعة واتسية، تجد أن هذا المدير المعتوه يضعه كما يقول إخواننا المصريون (في دماغه)، ودماغ هذا المدير ملوث بكثير من صور القهر والألم المبكرة والتي تجعله دائما ما يترجم بعضها في صور تعسفية ضد موظفيه، الذين يملكون الرأي والتجربة والرؤية والروية.
هذا النوع من المديرين يدير منظومته وهو محمل بكثير من الأمراض النفسية المستعصية، والتي تظهر في طريقة تعاطيه مع الأحداث والمتغيرات، فتجده في بعض المواقف نظاميا صرفا، وخاصة عندما يكون المستهدف ليس من محبيه والمحسوبين عليه، وتارات تجده في منتهى التسيب والتساهل والإهمال، تجاه موظف مستهتر وغير منتج لكنه محسوب عليه كونه من جلسائه أو من عشيرته الأقربين المخلصين لشخصه الضعيف وليس للعمل وأهدافه.
إن المرحلة المقبلة من حراكنا الصحي والإداري عموما، تقتضي اختيار قيادات أكثر ولاء للأفكار الإبداعية والمنتجة، البعيدة عن التشخيص والشخصنة، التي تقتل المواهب وتعطل مسيرة نجاح العمل وديمومة إنتاجيته، وذلك يكون وفق القواعد والإجراءات المنظمة للمنظمة والعاملين، ولذلك اقترح ومن خلال هذا المنبر أن يؤخذ في الاعتبار وقبل الشروع في ترشيح القيادات الإدارية في منظوماتنا المختلفة قياس مستوى السواء النفسي لهم ومعرفة شيء من تاريخهم الوظيفي السابق، ودراسة مدى ملائمتهم للمهام الإشرافية التي ستوكل إليهم مستقبلا.
وبالعودة للإجابة على سؤالنا السابق، نقول إن ثقافة الاختلاف ما زالت مفقودة في مجتمعاتنا الإدارية، ومنهج التسلط هو الأقرب والطابع السائد عند البعض من هؤلاء المديرين الموتورين، وبالتالي يكون التصرف الأخلاقي الصحيح في هذه البيئات هو الاستثناء، والخطأ تكون له السيادة في تلك المجتمعات، وهذا ما جعل مسلك الوزير (الاستثناء) يأخذ كل تلك المكانة الكبيرة في النفوس كونه جسد بحكمته وحنكته ودماثة خلقه صورة ما زالت غريبة على مشهدنا الوظيفي، وخاصة من المديرين المتعالين والمتعالمين المتعجرفين الذين مازال يسكنهم خوف التبسط والتفاهم مع موظفيهم، كونهم يظنون أن هذا المستوى من التعامل، سيفقدهم هيبتهم أمام الجميع، وهذا خطأ تثبته تجارب العظماء والمميزين، وآخرها تصرف معالي الوزير ونبله، والذي أثبت للتجربة وللجميع، أن القائد العظيم هو من يقدر ويحترم موظفيه، مهما كانت رتبهم ومستوياتهم الوظيفية، وأن القائد المميز تكون أفعاله نبراسا يقتدي بها الموظفون، فهل يتعظ بعض المديرين المخالفين وينهجون نهج وزيرهم المتفق عليه عند الجميع؟
alaseery2@
لعل أجمل تلك الصور وأندرها، عندما قبل معالي الوزير رأس ذلك الممرض الذي خدم أكثر من أربعين عاما ضيوف الرحمن، تلك القبلة التي طبعها الوزير الجلاجل قبل أن تعكس إنسانيته، فهي تعكس مدى قدرته واحترافيته في فهم وتفهم احتياجات الممارس الصحي وتقديرها، ثم يأتي بعد ذلك تلك الرسائل المبعوثة، والتي أدرك العاملون من خلالها أن العمل المتقن وصاحبه يستحقان التقدير والاحترام، وأن ذلك المشهد الجميل لمعالي الوزير وموظفيه، هو ما ينبغي أن يكون ويسود في بيئاتنا الإدارية على اختلافها وتعدد مهامها.
أسرتني كإنسان قبلة معالي الوزير، وأسرني أكثر تفاعل الممارسين الصحيين مع تلك القبلة المبادرة وأصدائها الكبيرة التي جعلت الكثير يتساءلون؛ لماذا لا يحاكي المديرون في بيئاتهم نهج معالي الوزير الجلاجل؟
قبل الإجابة على هذا السؤال، دعونا نأخذ نظرة تشريحية لواقعنا الإداري، فالمشهد ينبئ بشيء من حالات التعنيف والتعسف والقهر، التي يمارسها بعض المديرين تجاه فئة خاصة من موظفيهم، هذا البعض يعيشون أزمات نفسية بليغة، تقودهم دائما إلى التفكير في الأذية منهجا وسياسة عند التعاطي مع موظفيهم، خذ مثلا الموظف الذي يقترح على مديره اقتراحا بناء في مجموعة واتسية، تجد أن هذا المدير المعتوه يضعه كما يقول إخواننا المصريون (في دماغه)، ودماغ هذا المدير ملوث بكثير من صور القهر والألم المبكرة والتي تجعله دائما ما يترجم بعضها في صور تعسفية ضد موظفيه، الذين يملكون الرأي والتجربة والرؤية والروية.
هذا النوع من المديرين يدير منظومته وهو محمل بكثير من الأمراض النفسية المستعصية، والتي تظهر في طريقة تعاطيه مع الأحداث والمتغيرات، فتجده في بعض المواقف نظاميا صرفا، وخاصة عندما يكون المستهدف ليس من محبيه والمحسوبين عليه، وتارات تجده في منتهى التسيب والتساهل والإهمال، تجاه موظف مستهتر وغير منتج لكنه محسوب عليه كونه من جلسائه أو من عشيرته الأقربين المخلصين لشخصه الضعيف وليس للعمل وأهدافه.
إن المرحلة المقبلة من حراكنا الصحي والإداري عموما، تقتضي اختيار قيادات أكثر ولاء للأفكار الإبداعية والمنتجة، البعيدة عن التشخيص والشخصنة، التي تقتل المواهب وتعطل مسيرة نجاح العمل وديمومة إنتاجيته، وذلك يكون وفق القواعد والإجراءات المنظمة للمنظمة والعاملين، ولذلك اقترح ومن خلال هذا المنبر أن يؤخذ في الاعتبار وقبل الشروع في ترشيح القيادات الإدارية في منظوماتنا المختلفة قياس مستوى السواء النفسي لهم ومعرفة شيء من تاريخهم الوظيفي السابق، ودراسة مدى ملائمتهم للمهام الإشرافية التي ستوكل إليهم مستقبلا.
وبالعودة للإجابة على سؤالنا السابق، نقول إن ثقافة الاختلاف ما زالت مفقودة في مجتمعاتنا الإدارية، ومنهج التسلط هو الأقرب والطابع السائد عند البعض من هؤلاء المديرين الموتورين، وبالتالي يكون التصرف الأخلاقي الصحيح في هذه البيئات هو الاستثناء، والخطأ تكون له السيادة في تلك المجتمعات، وهذا ما جعل مسلك الوزير (الاستثناء) يأخذ كل تلك المكانة الكبيرة في النفوس كونه جسد بحكمته وحنكته ودماثة خلقه صورة ما زالت غريبة على مشهدنا الوظيفي، وخاصة من المديرين المتعالين والمتعالمين المتعجرفين الذين مازال يسكنهم خوف التبسط والتفاهم مع موظفيهم، كونهم يظنون أن هذا المستوى من التعامل، سيفقدهم هيبتهم أمام الجميع، وهذا خطأ تثبته تجارب العظماء والمميزين، وآخرها تصرف معالي الوزير ونبله، والذي أثبت للتجربة وللجميع، أن القائد العظيم هو من يقدر ويحترم موظفيه، مهما كانت رتبهم ومستوياتهم الوظيفية، وأن القائد المميز تكون أفعاله نبراسا يقتدي بها الموظفون، فهل يتعظ بعض المديرين المخالفين وينهجون نهج وزيرهم المتفق عليه عند الجميع؟
alaseery2@