علي الحجي

الفجوة بين درجات اختبارات قياس والثانوية العامة

السبت - 16 يوليو 2022

Sat - 16 Jul 2022

أثارت تغريدة نسبت لعضو مجلس الشورى السابق طلال البكري يقول فيها «ملفت للنظر أن تكون معظم نتائج الطلاب والطالبات بتقدير امتياز، وهذا مؤشر خطير على انتفاء الفروق الفردية، ودليل واضح على وجود خلل في المنظومة التعليمية» انتهى.

في الماضي كان المعيار الأوحد للمفاضلة في الجامعات هو معدل الثانوية العامة، وتضيف بعضها المقابلة الشخصية كإجراء إضافي للتأكد من سلامة المتقدم أكثر منها قياس لقدراته، عندها كانت أفضل الفرص التعليمية تتاح للطلاب الحاصلين على أعلى النسب في الثانوية العامة، وبالتالي كانت تذهب لخريجي المدارس الأهلية، والمدارس التي لديها معايير أسهل في إعطاء الدرجات، في حين يذهب خريجو المدارس الأكثر صرامة للتخصصات الأقل، وهذا ما دعا بعض المعلمين للتعاطف أكثر مع طلابهم ومنحهم درجات أكثر تحت مبرر فتح مجال الفرص أمامهم كون المنافسة أقل عدالة، وأن الأمر متعلق بمستقبل الطالب، ونوع من الكفارة عن التقصير إن وجد، وغير ذلك من المبررات.

الآن مع وجود اختبارات محكية تجريها مؤسسة خارجية مستقلة (قياس) أصبحت المفاضلة أكثر موضوعية وعدالة، وأصبحت الجامعات لا تعتمد على درجة الثانوية العامة إلا بنسبة 30%، فيما تذهب 70% لاختبارات قياس.

الملفت للنظر هو تباين الفجوة من طالب لآخر ومؤسسة وأخرى بين درجتي الثانوية واختبارات قياس، وهذا ما دعا بعض المؤسسات والشركات التي تقدم فرص التدريب والتعليم المنتهي بالتوظيف لاستبعاد الطلاب الذين تتجاوز الفجوة نسبة معينة، فليس من الطبيعي مثلا أن يحصل طالب على 100% في الثانوية العامة في حين تكون درجته في اختباري القدرات والتحصيلي 50-60%، فالوضع الطبيعي هو تقارب درجات المرحلة الثانوية مع درجات الاختبارات المحكية.

ولعل من أسباب هذه الفجوة التفاوت بين محتوى ومستوى أسئلة قياس وما يقدم في المرحلة الثانوية، أو مشكلة في آلية التقييم في المدارس لأسباب تتعلق بالوعي أو ضعف المتابعة، يجبر معها نقص الأداء بزيادة التقييم، وربما لأسباب أخرى تتعلق بما يترتب على التقييم للطالب والمعلم.

ختاما التقييم وسيلة للتقويم والتحسين وليس غاية، ولا بد من توازي الدرجة مع المحتوى المعرفي والمهاري الذي يحصل عليه الطالب، فالدرجة ستنتهي بدخوله الجامعة، أما المحتوى المعرفي والمهاري فهو الأداة التي تدفعه للنجاح طوال حياته.

@aziz33