فاطمة محمد الحسيني

المرأة بين الجاهلية والإسلام

السبت - 16 يوليو 2022

Sat - 16 Jul 2022

عانت المرأة عبر العصور وفي الجاهلية قبل الإسلام من الظلم والاضطهاد، وعاشت مسلوبة الحقوق وجردوها من إنسانيتها ونعتوها بالعورة واعتبروها نقطة سوداء وعارا، بل حرموها من الحق في الحياة ودفنوها طفلة حية تحت التراب، ثم جعلوها سلعة وهدية وجارية، حالها حال أثاث المنزل يتوارثها الورثة ضمن الأموال والممتلكات.

إن هذه النظرة الذكورية القاسية لا شك كانت وصمة عار في جبين ذلك التاريخ الذي عاشت فيه المرأة أحلك لحظات حياتها، تناضل لأجل حقوقها ومكانتها المهمشة بل المعدومة.

بزوغ الإسلام يفجر ثورة على الظلم الذكوري

لم يكن هناك من يستطيع أن ينتفض على واقع المرأة الكئيب قبل الإسلام، رغم حالات الاستياء من البعض، فقد كانت دماء الجاهلية تأبى إلا أن تبقى المرأة قابعة في سجنها لا تهمس ببنت شفة، ولا يحق لها أن تتنفس نسائم الحرية، لكن الإسلام عندما أشرق بنوره وعدالته فجر تلك المفاهيم المغلوطة وقام على تلك العادات الذكورية التي لا ترتقي إلى الإنسانية في شيء، لقد تغيرت المعادلات والأوزان من الظلم إلى العدالة، فمنطق الإسلام هو إرادة الله القائمة على المساواة والعدالة بين عباده، مزيلا الفروقات الجنسية والعنصرية والقومية، فالجميع سواسية كأسنان المشط، ولا فرق بين عربي ولا أعجمي، ولا أبيض ولا أسود، ولا بين رجل ولا امرأة إلا بالعمل الصالح، فالتمييز الوحيد هو بالعمل والإيمان «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، ولا شك أننا نتذكر أن المرأة كانت من أوائل من شهروا إسلامهم كالسيدة خديجة وسمية وغيرهما، فقد شعرت بالأمان وأعيد لها حقها ومكانتها، بكل بساطة لقد أعيدت لها الحياة، فقد ولدت حرة في كنف عدالة الإسلام.

ولا بأس أن نضرب مثالا هنا عما قالته السيدة سمية أم سيدنا عمار عن عبادة الأصنام: «إن آلهة ترضى بهذا الظلم لا تستحق أن تعبد»، وقد أسلمت وتعرضت للتعذيب وكانت من الشهداء لأنها تمسكت بهذا الدين العظيم الذي أعاد لها حريتها.

المرأة المسلمة تسطر إنجازاتها.. المرأة السعودية نموذجا

لقد أوصل الإسلام المرأة لأرقى المقامات ومكنها من حقوقها، فقد أصبحت تمتلك الثقة الكاملة في قدراتها، فقد منحها المكانة ودفعها لممارسة دورها في المجتمع وخوض غمار التحديات ومواجهتها بالعمل وحسن التدبير والكفاءة، حتى أصبحت تتصدر الكثير من الأعمال والمهن بمختلف أنواعها وتفلح فيها، بل وتترك بصمتها المميزة.

إننا نرى اليوم، بل ومنذ فجر الإسلام نساء عظيمات خلدن أسماءهن بما حققن من إنجازات حفرها التاريخ بحبر من ذهب، فنجد المرأة وهي في بيتها مدبرة ومربية حكيمة، وفي المدرسة معلمة عظيمة تنشئ أجيالا تربيهم وتزرع فيهم العلم والأخلاق، ونراها في الحكومة وزيرة وفي البرلمان نائبا تعبر عن صوت المواطن ونراها في السلك الدبلوماسي وفي القوى الأمنية، وإن المرأة السعودية نموذج على ذلك، فقد وصلت إلى مجلس الشورى والمجلس البلدي، وعلى الصعيد الإسلامي نراها مبلغة وداعية تحمل الدعوة في قلبها وعقلها وروحها.

كما لا ننسى أن على خطى نهج الإسلام تحظى المرأة السعودية باهتمام فريد من نوعه لدى قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذي أولى اهتماما كبيرا بالمرأة بل شهدت عصرها الذهبي في رؤية المملكة 2030، فالمرأة أصبحت تمارس حقها في القيادة والرياضة والفن والمهن المتعددة وفي الصحافة والإعلام، وفي كل النشاطات حتى على صعيد الفن والسينما أو المسرح.

وبذلك تكون المرأة المسلمة قد قطعت أشواطا كبيرة بفضل ما منحها الإسلام من حقوق لتتصدر الأجواء دون تهاون أو تنازل أو شعور بأي احتقار أو تنازل عن أي مكانة، ضمن الضوابط والموازين الشرعية التي وضعها الشارع الحكيم.

@Elhusseinif