عادل الحميدان

مرحبا فخامة الرئيس

الجمعة - 15 يوليو 2022

Fri - 15 Jul 2022

اختار الرئيس الأمريكي جو بايدن صحيفة واشنطن بوست المعروفة بعدائها لكل ما هو سعودي لنشر مقاله الذي خصصه للحديث عن زيارته المرتقبة للمملكة.

في المقال الذي حمل عنوانا مباشرا (لماذا سأذهب إلى السعودية) بدا واضحا أن الرئيس يحاول تبرير إقدامه على هذه الزيارة كما لو كان مجبرا على القيام بها.

بايدن حرص على سرد الأفكار التي قادته في الماضي لاتخاذ موقف سلبي من المملكة، قبل أن يتطرق إلى أهمية المملكة ودورها في تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

رسالة الرئيس عبر واشنطن بوست لسان حال الحزب الديموقراطي طغى عليها الطابع الإنشائي، ولم تحمل ما يمكن وضعه في مسار عملي يقود للإجابة على تساؤلات يطرحها المواطن الأمريكي العادي حول مسائل الطاقة ومؤشرات التضخم.

لا نعلم حقيقة من وجه السؤال الذي تفضل فخامة الرئيس بالإجابة عليه، هل هم من المؤيدين الذين استغربوا تحوله المفاجئ، أم من المعارضين الذين رقصوا على تناقضاته.

وعلى غير المعتاد لم يجد خطاب الرئيس بايدن صدى كبيرا خارج الولايات المتحدة، وهذا ما يؤكد فهم العالم لطبيعة العلاقة بين ما يمكن أن يقال وما يجب أن يفعل في دوائر السياسة الأمريكية قبل أي استحقاق انتخابي.

ففي نوفمبر المقبل سيخوض الحزب الديموقراطي معركة الانتخابات النصفية دون مخالب بفقدانه لقاعدة شعبية كبيرة نتيجة فشل الإدارة في تحقيق ما وعدت بتحقيقه داخليا.

ولسوء حظ الإدارة الديموقراطية أن العام الجاري شهد منعطفا مهما في صراع القوة على الصعيد العالمي، فقد عقد القيصر بوتين العزم على استعادة أمجاد الإمبراطورية الروسية، مستغلا انشغال البيت الأمريكي بمعارك الإجهاض وحقوق المثليين.

أمام بايدن فرصة قد تكون الأولى والأخيرة لإثبات حرص إدارته على علاقات طبيعية مع حلفاء بلاده، إضافة إلى قدرتها في الحفاظ على المكتسبات التي حققتها بالعمل الجاد والثقة المبنية على الاحترام المتبادل.

Unitedadel@