هاشتاقات من الحضيض للترند

الخميس - 18 أغسطس 2016

Thu - 18 Aug 2016

لا يخفى علينا تكالب الحياة وكثرة مغرياتها بأوجه الفساد المتعددة التي لم تترك بابا إلا وطرقته، فواقع تويتر اليوم يشهد هذا التطور الملحوظ ويقوم بدور فعال وخطير في تشكيل وصياغة الحالة المجتمعية وكمية التفاعل المشارك فيها جميع الأطراف بحرية وشفافية، وبحكم تلك المساحة المفتوحة بدون أدنى حدود ورقابة، تكمن الطبيعة الخطرة لهذه الشبكة الاجتماعية المثيرة.

هاشتاق تلك العلامة الأكثر إثارة وجدلا لصنع أي حدث كان سلبيا أو إيجابيا، وما نراه اليوم من هاشتاقات يندى لها الجبين لخروجها عن المألوف وعن الذوق العام أحببت طرحها خشية ألا تتحول إلى ظاهرة خطيرة، وتحديدا في أوساط الأجيال الشابة التي تدمن تويتر وتتأثر كثيرا بعالمه والذي أصبح سلاحا ذا حدين في مجتمعنا الافتراضي والذي تجاوزت فيه الخطوط الحمراء، ومن المؤسف جدا قمة في الانحطاط ويصل للترند.

في عجالة أحببت أن تشاطروني الحديث، ولعلي أجد تجاوبا لسؤالي الحائر أين يكمن الخلل في المجتمع أو رواد مواقع التواصل أم تراها في العقليات وتدني التفكير والفراغ النفسي والعاطفي والمدهش جدا سرعة التفاعل من قبل الجنسين، فلماذا لا يتم حجب الهاشتاق المنحرف ومحاسبة متبنيه، وبث الوعي بوسائل الإعلام التي أصبحت بمتناول الأيدي وعدم الانصياع والانجراف لما يطرح الآن فتويتر مليء بالأشخاص المجهولين هدفهم إشغال الرأي العام بشتى الوسائل، ومن هذا المنبر وصحيفة مكة بالذات أطالب الجميع بنبذ تلك الهاشتاقات التافهة وعدم التجاوب معها أو بالأحرى تجاهلها.

الموضوع حساس ويجب أن يعيه بشدة كل مواطن، بلوى مجتمعنا في المؤثرات الخارجية والداخلية، حتى لا تعد الهاشتاقات صدمة ثقافية نجهل كيفية مواجهتها فما يحدث في العلن على الشبكات قد يكون حالة استثنائية لدى البعض نتيجة سوء استغلال الحرية المتاحة في فضاءات الانترنت، حتى لا تغدو ظاهرة تصعب السيطرة عليها.