المضايقة في بيئة العمل
الثلاثاء - 05 يوليو 2022
Tue - 05 Jul 2022
كان البعض منا يعتقد أنه بمجرد أن ينهي مراحله الدراسية سيتوقف معها ما كان يعانيه من إزعاج ومضايقات، ولكنه سرعان ما اكتشف زيف اعتقاده، فور أن خالفه الحظ بالعمل في بيئة سيئة.
وللعمل في ظل ظروف جيدة وتآزرية، أضحى الأفراد في حاجة لتوافر بيئة إيجابية ومناخ يسوده الاحترام المتبادل والتعاون.
وعلى الرغم من أن التعاون يعد بمثابة الأساس لنجاح المنظمات وتقدمها، إلا أنه ليس كل أشكال التعاون مفيدا للمنظمة، فالضعيف منها يؤثر سلبا على المنظمات ويقوض إنتاجيتها، وعندما يضعف التعاون ما بين الأفراد في بيئة العمل، فإن ذلك قد يكون سببا في ظهور العلاقات السيئة فيها، ومنها على سبيل المثال: التنمر والعدوانية وقلة الاحترام والمناخ السلبي والمضايقات، وهو ما قد يؤدي إلى تكوين اتجاهات ومشاعر سلبية لدى عامليها.
وعندما تتدهور العلاقات في بيئة العمل وتضعف، فإنها سرعان ما تتحول بسهولة إلى مضايقة، وتتعدد أسباب المضايقات وتتنوع، لتراوح ما بين ضعف القيادة والخصائص الفردية المميزة لضحاياها، والتي تجعلهم أكثر عرضة من غيرهم للمضايقة.
وجدير بالذكر، أنه قد تم استخدام لفظ المضايقة لأول مرة في عام 1990 بواسطة Lymann، والذي عرفه بأنه «يعبر عن الاعتداء اللفظي والتنمر والتحرش والتجاهل المتعمد والمتكرر لزميل ما أو مجموعة من الزملاء».
ولقد انتهى Lymann من 300 مقابلة شخصية أجراها مع عدد من الأفراد -الذين تعرضوا للمضايقة في بيئة العمل- إلى أنه يوجد 45 سلوكا محددا يمارسه المضايقون ضد ضحاياهم، هذه السلوكيات المحددة يمكن تصنيفها ضمن خمس فئات رئيسة، تتمثل في:
وعندما يتعرض الفرد للمضايقة، فإنه يبدأ تدريجيا في فقد كل من تأثيره ومصداقيته وثقته وكرامته وقدرته على اتخاذ القرار وصحته وحماسه للعمل واحترام الآخرين له وأصدقائه، بل وقد يمتد الأمر إلى خسارة أسرته أيضا، ذلك أنه عندما يعاني الفرد من المضايقة، فانه ينقل معاناته إلى أفراد أسرته (الزوج أو الزوجة والوالدين والأبناء والأخوة)، حينئذ تبدأ الضغوط في ملاحقة أفراد الأسرة، والذين يسارعون إلى دعمه للتخفيف من معاناته وإحباطه، غير أن هذا الدعم الأسري لن يدوم طويلا، حيث ينتهى بمجرد أن يتم استنزاف موارد الأسرة، وفي هذه المرحلة يدرك أفراد الأسرة أن الضحية قد أصبح مهددا لسلامتها وتماسكها، وهو ما يدفعهم إلى الحماية الذاتية للأسرة واتهام الضحية بالضعف وأنه يستحق ما يتعرض له من معاناة ومضايقات، حينها تتضاعف معاناة الضحية، حيث لم تعد معاناته قاصرة على المضايقة في العمل فحسب، بل أضيف إليها حرمانه من الدعم الأسري، والتي لم يعد يشغل أفرادها سوى سلامة الأسرة، ولم تعد تهتم بتاتا بدعمه.
ويتمخض عن المضايقة العديد من الآثار الخطيرة والمدمرة للضحية، ومنها على سبيل المثال: الاكتئاب والقلق والتوتر وعدم القدرة على التكيف ومشكلات النوم والاضطراب الفكري ومزعجات الأحلام والأمراض مثل: (زيادة سرعة ضربات القلب، صعوبة التنفس، المعدة، الجهاز الهضمي) والإقصاء الاجتماعي والعجز المهني، والاستقالة أو لربما يصل به الأمر إلى الانتحار، وهو ما ينعكس بدوره سلبا على إنتاجية المنظمة وسمعتها وأرباحها، ويقوض نموها وتقدمها.
وعطفا على ما سبق، فإنه لا يمكن اعتبار المضايقة ظاهرة بناءة أو صراعا عاديا، ولا أزمة ستنتهي في غضون فترة زمنية قصيرة، بل هي سلسلة من الاعتداءات والاضطهادات والإهانات التي يتم توجيهها ببطء نحو الضحية، والتي قد يستمر مداها لمدة زمنية طويلة، هذه الظاهرة تتميز بأنها قوية جدا ومعوقة، وإذا ما نجحت الإدارة في تحديدها والتدخل في الوقت المناسب لإيقافها، حينئذ تنتهي آثارها المدمرة على كل من المستويين الفردي والتنظيمي.
وللعمل في ظل ظروف جيدة وتآزرية، أضحى الأفراد في حاجة لتوافر بيئة إيجابية ومناخ يسوده الاحترام المتبادل والتعاون.
وعلى الرغم من أن التعاون يعد بمثابة الأساس لنجاح المنظمات وتقدمها، إلا أنه ليس كل أشكال التعاون مفيدا للمنظمة، فالضعيف منها يؤثر سلبا على المنظمات ويقوض إنتاجيتها، وعندما يضعف التعاون ما بين الأفراد في بيئة العمل، فإن ذلك قد يكون سببا في ظهور العلاقات السيئة فيها، ومنها على سبيل المثال: التنمر والعدوانية وقلة الاحترام والمناخ السلبي والمضايقات، وهو ما قد يؤدي إلى تكوين اتجاهات ومشاعر سلبية لدى عامليها.
وعندما تتدهور العلاقات في بيئة العمل وتضعف، فإنها سرعان ما تتحول بسهولة إلى مضايقة، وتتعدد أسباب المضايقات وتتنوع، لتراوح ما بين ضعف القيادة والخصائص الفردية المميزة لضحاياها، والتي تجعلهم أكثر عرضة من غيرهم للمضايقة.
وجدير بالذكر، أنه قد تم استخدام لفظ المضايقة لأول مرة في عام 1990 بواسطة Lymann، والذي عرفه بأنه «يعبر عن الاعتداء اللفظي والتنمر والتحرش والتجاهل المتعمد والمتكرر لزميل ما أو مجموعة من الزملاء».
ولقد انتهى Lymann من 300 مقابلة شخصية أجراها مع عدد من الأفراد -الذين تعرضوا للمضايقة في بيئة العمل- إلى أنه يوجد 45 سلوكا محددا يمارسه المضايقون ضد ضحاياهم، هذه السلوكيات المحددة يمكن تصنيفها ضمن خمس فئات رئيسة، تتمثل في:
- الأفعال التي تحول دون تعبير الضحية عن رأيه: حيث يعجز الفرد (الضحية) عن التعبير عن رأيه أمام رؤسائه، إما بسبب مقاطعتهم له عند التحدث أو بسبب عدم السماح له بعرض وجهة نظره، أو تعرضه للإهانة أو الاستخفاف أو النقد على الصعيدين المهني والشخصي.
- الأفعال التي تستهدف عزل الضحية: وذلك من خلال قيام المضايقين بعزل الضحية وتجنب الحديث معه، وإذا ما حاول الضحية بدء الحديث معهم، فإنهم إما أن يتجاهلوا الرد عليه، أو يردون عليه بعدوانية.
- التشكيك المهني في الضحية: وذلك بعدم تكليف الضحية بمهام عمل ذات أهمية، وإنما يعهد إليه بالمهام غير ضرورية.
- الازدراء والاحتقار من قبل زملاء العمل: ومنها قيام زملائه بإطلاق الشائعات والنكات المتنوعة عليه، واغتيابه والتهكم والسخرية من معتقداته السياسية والدينية.
- الأفعال والتصرفات المضرة بصحة الضحية: وذلك بتعمد تكليفه بالمهام الخطرة أو الضارة بصحته أو تهديده بالعنف والاعتداء البدني.
وعندما يتعرض الفرد للمضايقة، فإنه يبدأ تدريجيا في فقد كل من تأثيره ومصداقيته وثقته وكرامته وقدرته على اتخاذ القرار وصحته وحماسه للعمل واحترام الآخرين له وأصدقائه، بل وقد يمتد الأمر إلى خسارة أسرته أيضا، ذلك أنه عندما يعاني الفرد من المضايقة، فانه ينقل معاناته إلى أفراد أسرته (الزوج أو الزوجة والوالدين والأبناء والأخوة)، حينئذ تبدأ الضغوط في ملاحقة أفراد الأسرة، والذين يسارعون إلى دعمه للتخفيف من معاناته وإحباطه، غير أن هذا الدعم الأسري لن يدوم طويلا، حيث ينتهى بمجرد أن يتم استنزاف موارد الأسرة، وفي هذه المرحلة يدرك أفراد الأسرة أن الضحية قد أصبح مهددا لسلامتها وتماسكها، وهو ما يدفعهم إلى الحماية الذاتية للأسرة واتهام الضحية بالضعف وأنه يستحق ما يتعرض له من معاناة ومضايقات، حينها تتضاعف معاناة الضحية، حيث لم تعد معاناته قاصرة على المضايقة في العمل فحسب، بل أضيف إليها حرمانه من الدعم الأسري، والتي لم يعد يشغل أفرادها سوى سلامة الأسرة، ولم تعد تهتم بتاتا بدعمه.
ويتمخض عن المضايقة العديد من الآثار الخطيرة والمدمرة للضحية، ومنها على سبيل المثال: الاكتئاب والقلق والتوتر وعدم القدرة على التكيف ومشكلات النوم والاضطراب الفكري ومزعجات الأحلام والأمراض مثل: (زيادة سرعة ضربات القلب، صعوبة التنفس، المعدة، الجهاز الهضمي) والإقصاء الاجتماعي والعجز المهني، والاستقالة أو لربما يصل به الأمر إلى الانتحار، وهو ما ينعكس بدوره سلبا على إنتاجية المنظمة وسمعتها وأرباحها، ويقوض نموها وتقدمها.
وعطفا على ما سبق، فإنه لا يمكن اعتبار المضايقة ظاهرة بناءة أو صراعا عاديا، ولا أزمة ستنتهي في غضون فترة زمنية قصيرة، بل هي سلسلة من الاعتداءات والاضطهادات والإهانات التي يتم توجيهها ببطء نحو الضحية، والتي قد يستمر مداها لمدة زمنية طويلة، هذه الظاهرة تتميز بأنها قوية جدا ومعوقة، وإذا ما نجحت الإدارة في تحديدها والتدخل في الوقت المناسب لإيقافها، حينئذ تنتهي آثارها المدمرة على كل من المستويين الفردي والتنظيمي.