محمد العبدالرحيم

اقتصاديات المستقبل

الثلاثاء - 05 يوليو 2022

Tue - 05 Jul 2022

بعد بيان الأمير الملكي ولي العهد محمد بن سلمان عن الأولويات الوطنية في البحث والتطوير والابتكار، وكما أوضح البيان أن هذه الأولويات استندت على أربعة محاور وهي [صحة الإنسان، استدامة البيئة والاحتياجات الأساسية، الريادة في الصناعة، الريادة في اقتصاديات المستقبل].

في هذا المقال سنتحدث عن اقتصاديات المستقبل، وهي أحد محاور الأولويات الوطنية في البحث والتطوير والابتكار.

حتى نستطيع الوصول إلى المفهوم بشكل عميق علينا معرفة أولا كيف يرتبط الاقتصاد بالعلوم الأخرى.

أولا: الاقتصاد هو علم قائم بذاته، ومن البديهي أن يكون لدى هذا العلم بعض المشكلات، ولحلها والوصول إلى تفسير هذه المشكلات يضطر الاقتصادي أن يفسر المشكلات من خلال العلوم الأخرى.

فمثلا: نجد أن هناك مشكلات في الاستثمار وعدم كفاءة الإنفاق بوزارة التعليم، فنرغب أن نصل إلى حلول لهذه المشكلات الاقتصادية، فنبدأ بحل المشكلات الاقتصادية في ضوء التعليم، ومن هنا نشأ لنا علم اقتصاديات التعليم، وهكذا في العلوم الأخرى كاقتصاديات الصحة والاقتصاديات النفسية واقتصاديات الموارد البشرية وغيرها من الاقتصاديات.

ثانيا: نتيجة لعلم استشراف المستقبل من خلال الأبحاث العلمية التي تضع تصورا مقترحا ورؤية مستقبلية وغيرها من المصطلحات الدالة على استشراف المستقبل ساهمت بشكل كبير في ظهور مصطلح اقتصاديات المستقبل.

ويقصد به دراسة الاقتصاد من خلال الدراسات المستقبلية لوضع الخطط والاستراتيجيات لمزيد من النمو والتطور الاقتصادي، وكذلك لمواجهة المخاطر الاقتصادية المحتملة والتي تضر بالاقتصاد ووضع الحلول المستقبلية المقترحة التي تساهم في تجنب المخاطر أو التقليل منها وتساهم كذلك في التوازن الاقتصادي.

ومن ضمن العلوم الاقتصادية مستقبلا سيمر علينا مصطلحات حديثة، ومنها (اقتصاديات المدن الذكية، اقتصاديات حاضنات الأعمال، اقتصاديات الفضاء) وهذه المصطلحات ظهورها نتيجة لرؤية المملكة 2030، ونتيجة كذلك لدعم البحث العلمي والابتكار.

والاقتصاديات تشمل بعدين هما (الاستثمار، والترشيد في الإنفاق) ومن خلال منطلق الأولويات الوطنية في البحث والتطوير والابتكار، نجد أن (الاستثمار) هو البعد المنشود في هذه المرحلة، وعليه فإن اقتصاديات المستقبل تستند على أربعة أركان وهي:


  1. الدراسات المستقبلية واستشراف المستقبل.



  2. تطوير العملية التعليمية ومواكبة التكنولوجيا الحديثة.



  3. الاقتصاد القائم على المعرفة.



  4. الوحدة الوطنية للمجتمع.






ويتم تغذية هذه الأركان من خلال الاستثمار في رأس المال البشري بالتدريب من قبل المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة، استقطاب العلماء والمفكرين، تنمية المواهب الوطنية لاستشراف المستقبل، دعم حاضنات الأعمال، إنشاء المدن الذكية.

ومن أهم الاستراتيجيات التي تساهم في تفعيل اقتصاديات المستقبل (الاقتصاد الأخضر، والثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي).

وحكومة المملكة العربية السعودية مشكورة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، قد وضعت في المقام الأول من رؤية 2030 تنمية هذا البلد وتطويره، وهذا ما نشاهده من خلال الدعم السخي من قبل القيادة للبحث والابتكار وفي المجالات التنموية الأخرى.

@M_A_H_Z1990