سعد باسلوم

الطب التكميلي.. مقدمة علمية

الثلاثاء - 05 يوليو 2022

Tue - 05 Jul 2022

تُعرّف منظمة الصحة العالمية الطب التكميلي على أنه: مجموعة واسعة من ممارسات الرعاية الصحية، التي ليست جزءا من ثقافة وتقاليد البلد نفسه أو الطب التقليدي (الشعبي) فيه.

وهي أيضا خارج نطاق ممارسات الطب الغربي الحديث، بينما تُعرّف المنظمة الطب التقليدي (الشعبي) على أنه حصيلة مجمل المعارف والمهارات والممارسات القائمة على النظريات والمعتقدات والخبرات المتأصلة في ثقافات الشعوب، سواء كانت قابلة للشرح والتفسير أم لا، والتي تستعمل في حفظ الصحة، وفي الوقاية من الأمراض البدنية والنفسية، وتشخيصها، وتخفيف أعراضها ومعالجتها.

ولتوضيح الفرق بين الطب الشعبي والتكميلي كمسمى فإن العلاج بالحجامة والأعشاب هو من وسائل الطب التقليدي (الشعبي) في المملكة العربية السعودية، بينما العلاج بالوخز الإبري هو من الطب التكميلي؛ حيث إن استخدامه لا يدخل ضمن الثقافة والمعتقدات الشعبية والتاريخية في المملكة، بينما الوخز الإبري هو من وسائل الطب التقليدي (الشعبي) في الصين على سبيل المثال.

إن الطب التكميلي والتقليدي (الشعبي) يستخدم تقريبا في كل مكان بالعالم، حيث إنه يمثل جزءا أساسيا من ثقافة الشعوب وتراثها وتاريخها الحضاري فقد ذكرت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الصادر عام 2019 عن حالة الطب التكميلي بالعالم أن 88% من دول العالم (170 دولة) تستخدم الطب التكميلي بينما لم تتلق منظمة الصحة العالمية ردا من باقي الدول الأعضاء الذين يمثلون 12% عن معدل الاستخدام.

كما أن هناك دليلا صادرا عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية عام 2014 عن طرق ووسائل توثيق الطب التقليدي (الشعبي) والمعارف الخاصة به.

ومن ناحية أخرى فقد دعمت الولايات المتحدة الأمريكية استخدام وسائل الطب التكميلي من خلال إنشائها المركز الوطني الأمريكي للطب البديل والتكميلي والذي تحول اسمه إلى المركز الوطني الأمريكي للصحة التكميلية والاندماجية، وقد قام المركز الأمريكي بتصنيف ممارسات الطب التكميلي بعدد من التصنيفات آخرها هو هذا التصنيف الذي قسم ممارسات الطب التكميلي إلى أربع فئات رئيسة هي:

  1. مجموعة الممارسات الغذائية: مثل النظم الغذائية الخاصة والمكملات الغذائية والأعشاب.

  2. مجموعة الممارسات النفسية: مثل: التأمل والإيحاء والعلاج بالاسترخاء.

  3. مجموعة الممارسات اليدوية: وتشمل العلاج بالوخز الإبري والتدليك العلاجي وتقويم العمود الفقري وتقويم العظام والمفاصل.

  4. مجموعة الممارسات المختلطة: مثل الممارسات التي تشمل الأساليب البدنية والنفسية معا مثل: «اليوجا» و»التاي تشي» وبعض أساليب العلاج بالفن.




وختاما تدعم منظمة الصحة العالمية استخدام ممارسات الطب التكميلي على أساس من الدليل والبرهان العلمي وتبادل المعلومات الخاصة بالفاعلية والمأمونية ودعم الأبحاث العلمية في مجال الطب التكميلي ودعم إدماج ممارسات الطب التكميلي في الرعاية الصحية الأولية، ولتحقيق تلك الأهداف فقد قامت منظمة الصحة العالمية بنشر استراتيجيتها الأولى للطب التقليدي والتكميلي لتنفيذها ما بين 2002 – 2005.

ثم كان القرار ذو الرقم (ج ص ع 13-62) الصادر عن جمعية الصحة العالمية عام 2009 قد طلب إلى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تحديث استراتيجية الطب التقليدي (الشعبي) التي اعتمدتها المنظمة في الفترة 2005- 2002 ومن ثم صدرت استراتيجية منظمة الصحة العالمية للطب التقليدي والتكميلي 2014 – 2023.

كما أصدرت عددا من الأدلة الخاصة بإرشادات المأمونية والممارسة السريرية والتدريب الخاصة بعدد من ممارسات الطب التكميلي.

@SaadBaslom