عبدالرحمن الزهراني

جامعة أرامكو وجامعة سابك المنتظرة!

الثلاثاء - 05 يوليو 2022

Tue - 05 Jul 2022

تولي جميع المنظمات الحكومية والأهلية في مختلف المجالات عملية تدريب وتأهيل منسوبيها، سواء القدامى أو حديثي التخرج، وتعمل على توفير فرص للتأهيل والتدريب في أماكن العمل كجزء من مهام المنشآت والمنظمات، حيث تعتبر أن عملية التدريب هي الوسيلة الرئيسة لتنمية مهارات العاملين لديها وجعلهم من أصحاب القدرات العالية، ومن ثم يتحسن أداؤهم وتزيد إنتاجية المنظمة، غير أن التدريب لا يمكن أن يكون واقعيا ومتميزا إلا بأساس معرفي ونظري يبنى عليه، ودراسة علمية لتحديد الاحتياجات التدريبية وخلق البرامج التأهيلية المناسبة لرفع كفاءة العاملين بمختلف تخصصاتهم ودرجاتهم العلمية؛ لذا كانت حاجة المنظمات المختلفة إلى التعليم وبرامجه المختلفة.

ونظرا لحاجة المنظمات والشركات المختلفة إلى التعليم والتدريب والتأهيل، هذه الحاجة تعتبر سببا واقعيا ومنطقيا في ظهور ما يسمى جامعات الشركات، إضافة إلى أن التعليم في الجامعات التقليدية تسبب في خلق فجوة معرفية ومهارية بين أهداف الشركات وما تقدمه الجامعات التقليدية من برامج تعليمية وتدريبية، لذلك عرفت جامعات الشركات بأنها مؤسسات لدعم التعليم العالي بهدف سد الفجوة التدريبية لدى الشركات، فكل شركة لها احتياجاتها وطبيعة عملها وتحتاج إلى نوعية معينة من التدريب لا توفره الجامعات التقليدية، ومن ثم فإن جامعات الشركات ليست مصمّمة للتنافس مع مؤسسات التعليم العالي التقليدية، بل أنشئت بهدف أساسي هو تلبية احتياجات الشركات مع التركيز على مبدأ التعليم مدى الحياة، والعلاقة بينهما علاقة تكاملية وليست تنافسية، لأنها تؤدي إلى توفير مميزات للطرفين.

من مهام وأوليات جامعات الشركات القيام بالدور الذي أنشئت من أجله وهو دمج الجانب النظري في الجانب التطبيقي؛ أي التركيز على التدريب والتعليم في ذات الوقت، وهذا ما يجعل جامعات الشركات مختلفة بعض الشيء عن الجامعات التقليدية، حيث إنها تركز على الجوانب التطبيقية في عملية التدريب أكثر من الجوانب النظرية، وإن كانت الجامعات التقليدية تركز على الجانب النظري بشكل كبير وجزء بسيط للجانب التطبيقي أو التدريبي، ولكن بشكل أقل من تركيز جامعات الشركات، حيث تعمل جامعات الشركات على التركيز على التدريب وبرامجها المختلفة استنادا إلى أسس معرفية تركز على الجوانب ذات الأهمية الفعلية لهذا التدريب، حيث إن جامعات الشركات هي جامعات ربحية موجهه لتحقيق أهداف الشركة نفسها ورفع مستوى إنتاجيتها وكفاءة منسوبيها.

ولو نظرنا لهذا الجانب في الشركات العملاقة لدينا في المملكة العربية السعودية مثل شركة أرامكو وشركة سابك وشركة الكهرباء لوجدنا أن لديها مراكز للتدريب من أجل تدريب وتأهيل موظفيها تحت شعار التدريب أثناء الخدمة، أو الموظفين الجدد الذين التحقوا مؤخرا بالشركة، هذه المراكز أنشئت منذ فترات طويلة وفق أهداف تسعى هذه الشركات لتحقيقها من خلال التدريب بشقيه العملي الذي يعتمد على المهارة، والشق الآخر النظري الذي يركز على الجانب المعرفي، ولكن مع التطور السريع والانفجار المعرفي يبدو أن بعضها دون المستوى، فمثلا لدى شركة أرامكو مركز تدريب وتجدهم يدربون موظفيهم الجدد والقدامى في كليات أخرى تابعة لجامعات أخرى وهذا يدل دلالة واضحة أن مركز تدريب أرامكو غير مؤهل ولا يمتلك مدربين، أو معامل للقيام بهذا الدور على الوجه المطلوب.

وهنا نجدها فرصة لدعوة شركة أرامكو العملاقة وشركة سابك وشركة الكهرباء والبنوك المحلية ذات الأرباح المليارية لإنشاء جامعات بأسمائها تمنح درجة البكالوريوس في بداية الأمر وتركز مناهجها على الجانب المهاري الذي يعد مطلبا أساسيا للقيام بمهام وأعمال هذه الشركات فهي قادرة على إنشاء هذه الجامعات والتي لن تكلفها أكثر من 1% من أرباحها السنوية، خصوصا أن معظم الشركات والبنوك العملاقة في المملكة العربية السعودية مؤهلة بقوتها المالية والتجارية والصناعية ونتمنى أن تكون لها جامعات بأسمائها ولكن للأسف جميعها تكتفي بمراكز تدريب دون المستوى، والبعض الآخر يعتبر هذا الأمر آخر اهتماماته ويكتفون بتدريب منسوبيهم في مراكز تدريب أهلية لا تمتلك من المقومات سوى جدران خرسانية وسبورات تقليدية.

فهل سنرى قريبا جامعة باسم أرامكو وأخرى باسم سابك على أرض الواقع؟ تعزز من مكانتها وترفع من إنتاجها وتسهم في زيادة أرباحها؟ سؤال يبحث عن إجابة!

@DrAlzahrani11