عادل الحميدان

الصيدليات.. حالة خاصة

الاثنين - 04 يوليو 2022

Mon - 04 Jul 2022

تمثل المساحات الكبيرة التي تشغلها الصيدليات رغم تنامي أعدادها في شوارعنا بشكل لافت ظاهرة تستحق التأمل، خاصة أن ذلك يحدث في وقت تسعى فيه معظم المؤسسات الربحية إلى خفض مصروفاتها، وزيادة إيراداتها من خلال الحلول التقنية، وتنامي معدلات التسوق الالكتروني في المملكة.

ندرك حقيقة أن الصيدليات لم تعد مستودعا لبيع الأدوية فقط، وأن نشاطها بات يشمل عرض مئات المنتجات التي تشمل مستلزمات الأطفال، ومستحضرات التجميل والعناية بالجسم، والأجهزة الطبية، والمكملات الغذائية وغيرها، إلا أن ذلك لا يقدم تبريرا منطقيا لشغل هذه المساحات.

وما يزيد في ضبابية المشهد هو أن معظم الصيدليات وخاصة الكبرى منها تتنافس في تقديم خدمات البيع عبر منصاتها الالكترونية، مع عروض وتخفيضات شبه دائمة على منتجات مختارة.. فلماذا هذه المساحات؟

من المؤكد أنه لا يوجد عاقل يسعى للخسارة، ولكن الظاهرة في حد ذاتها تبدو مثيرة للاهتمام، خاصة أن تكلفة استئجار ما تصل مساحته إلى 300 متر في شارع تجاري مهم بمدينة مثل الرياض قد توصلنا إلى مبالغ تكتب بالسبع خانات.

فهل العائد من بيع معجون أسنان أو شامبو أو صبغة شعر يغطي تكلفة الإيجار أو حتى تكلفة فاتورة الكهرباء؟.. وهل يسمح بذلك هامش الربح من بيع الأدوية؟.. ولماذا لا نشاهد مثل هذه المساحات في دول أخرى منها دول مجاورة تشبهنا من حيث دخل الفرد وحتى في نوعية الأمراض؟

كما أن وجود صيدلاني واحد يساعده شخص لا تعرف وظيفته على وجه التحديد (يقيس الحرارة، ويطلب تطبيق توكلنا، ويفرغ كرتونا أحيانا) في أكثر من 95% من هذه الصيدليات باستثناء صيدليات المستشفيات لا يعطي أي انطباع بأن إقبال الزبائن كبير.

التساؤلات في موضوع الصيدليات تتفرع.. فحتى مع صدور قرار التوطين التدريجي لمهنة الصيدلة.. لم تسعد العين برؤية أبناء وبنات الوطن في تلك المساحات الشاسعة، والأعجب من ذلك وجود جنسية واحدة في غالبية الصيدليات.

وقبل التوقف عن طرح الأسئلة التي بنيت على أرض الفضول، فإننا نسأل الله أن يرزق الجميع من واسع فضله.

@Unitedadel