تلميحات أمريكية تغضب الليبيين

السفير دعا لبقاء الحكومتين والمراقبون اعتبروها دعوة صريحة لتقسيم البلاد
السفير دعا لبقاء الحكومتين والمراقبون اعتبروها دعوة صريحة لتقسيم البلاد

الخميس - 30 يونيو 2022

Thu - 30 Jun 2022

أثارت تصريحات حديثة للسفير الأمريكي في ليبيا ريتشارد نورلاند جدلا عربيا واسعا، بعدما أشار إلى إمكانية التصالح بين أطراف الأزمة الحالية في ظل وجود حكومتي فتحي باشاغا وعبدالحميد الدبيبة، تلميحا إلى إمكانية تقسيم ليبيا إلى دولتين أو أكثر.

واستنفرت الأطراف الليبية للتنديد بالتصريحات الأمريكية الجديدة واعتبرتها مساسا بسيادة الدولة وغير مقبولة، فيما فشلت المفاوضات التي جرت أمس في جنيف، بين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري.

وتحدث السفير الأمريكي نورلاند في مقابلة مع وكالة الأنباء الإنجليزية «رويترز» قائلا «من الممكن إجراء انتخابات وطنية من دون حل المواجهة بين الحكومتين المتنافستين»، مشيرا إلى أن «آلية للإشراف على الإنفاق قد تساعد في الحكم لفترة موقتة».

وأعرب عن «تفاؤله بأن تنهي محادثات جنيف الأزمة»، لافتا إلى وجود طرق للمضي قدما من دون حكومة ليبية واحدة، بحيث يمكن للفصائل التي هيمنت على أجزاء مختلفة من البلاد أن تقود تلك المناطق بشكل منفصل نحو انتخابات وطنية»، وأضاف، «واقع المشهد السياسي الليبي هو أنه لا يمكن لأي جهة أن تنتج وحدها نتيجة».

مقترحات مشبوهة

وقوبلت التصريحات باعتراض واسع من أطراف كثيرة في البلاد، على رأسها البرلمان، الذي أعرب عدد من أعضائه، في بيان، عن «قلقهم من تصريحات السفير الأمريكي في شأن الانتخابات والحل السياسي التي تتضمن رسائل خطيرة شأنها تعميق الأزمة».

ورفض النواب، في البيان، «بشكل قاطع تصريحات نورلاند حول إجراء الانتخابات تحت إشراف حكومات متعددة بالدولة، لأنه سيشكل خطرا على سلامة العملية الانتخابية ونتائجها، وسيضفي الشرعية على جهات متعددة تغتصب السلطة».

واعتبر النواب هذه التصريحات، «تدخلا مباشرا غير مقبول في الشأن الليبي بأي حال من الأحوال، وندعو البعثة الأممية وكل الدول إلى احترام سيادة ليبيا واستقلالها ووقف التدخلات السافرة والتصريحات المستفزة، والمقترحات المشبوهة لإدارة موارد البلاد وفرض الوصاية عليها».

3 دول

وتحدثت صحيفة «الجارديان» البريطانية قبل سنوات عن خطة أمريكية لتقسيم ليبيا إلى 3 دول صغيرة، وأشارت إلى أن مراسليها، جوليا برغر، وستيفاني كيرشغاسنر، حصلا على تلك الخطة، التي رسمها مسؤول كبير في البيت الأبيض، على حد وصفهم، لدبلوماسي أوروبي.

وقالت: المسؤول الكبير في البيت الأبيض، مكلف من قبل ترمب بملف السياسة الخارجية، وكان في أحد الاجتماعات مع دبلوماسي أوروبي، وشرح له خطة الإدارة الأمريكية لحل الأزمة في ليبيا بتقسيمها إلى 3 دول، ورسمها للدبلوماسي الأوروبي.

وألمحت الصحيفة البريطانية إلى أن المسؤول الكبير في البيت الأبيض، ربما يكون مساعد ترمب في العلاقات الخارجية، سباستيان غوركا، الذي سبق وواجه انتقادات كبيرة، بسبب علاقاته الواسعة باليمين المتطرف في المجر.

اعتراض أوروبي

وفي المقابل، رد الدبلوماسي الأوروبي على غوركا بقوله «التقسيم ربما يكون أسوأ الحلول التي يمكن تصورها في ليبيا، لأنه لن تنهي النزاع أبدا بل سيفجره بصورة أكبر».

ومضت «الغارديان»: «تعتمد خطة التقسيم الأمريكية لـ»ليبيا» خريطة الولايات العثمانية القديمة، التي كانت في البلاد، والتي تعتمد على وجود دويلة «برقة» في الشرق، و»طرابلس» في الغرب، و»فزان» في الجنوب.

ودافع مسؤول أمريكي سابق عن تلك الخطة، خلال لقائه بالدبلوماسي الأوروبي قائلا: «خريطة التقسيم الجديدة لليبيا، ستسمح بكل سهولة بالقضاء على التطرف، ومنع الإرهاب من التسلل إلى أوروبا والولايات المتحدة».

فشل المفاوضات

وكشف مصدر مقرب من المجلس الأعلى للدولة في ليبيا عن انتهاء لقاء رئيس المجلس خالد المشري، مع رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، اليوم الخميس في جنيف، والذي ترعاه البعثة الأممية، «دون تحقيق توافق حول باقي مولد الوثيقة الدستورية».

وقال المصدر، «إن الطرفين سيعودان إلى ليبيا من أجل عرض ما توصلوا إليه على مجلسي النواب والدولة»، موضحا أن هذا يأتي تنفيذا لطلب مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، ستيفاني وليامز، بعد عدم تحقيق التوافق المنشود.

وكانت البعثة الأممية قد أبلغت الصحفيين بإلغاء مؤتمر صحفي لوليامز كان مقررا أمس الأول ، وأحاطت البعثة الصحفيين علما باستمرار مشاورات الرئيسين.

لماذا فشلت مفاوضات المسار الدستوري الليبي؟

  • شروط الترشح لمنصب رئيس الدولة.

  • خلاف على المادة المتعلقة بازدواج الجنسية.

  • يصر مجلس الدولة على إقصاء مزدوجي الجنسية.

  • يرفض مجلس النواب ذلك ويصر على أحقية ترشحهم.

  • المادة تتعلق بترشح قائد القوات المسلحة خليفة حفتر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية.