عادل الحميدان

السلوك في تويتر

الاثنين - 27 يونيو 2022

Mon - 27 Jun 2022

في الفضاء الالكتروني يمكن ملاحظة التشابه الذي يصل في كثير من الأحيان إلى مرحلة التطابق في المحتوى الإخباري، فما تبثه هيئة أو وسيلة إعلامية أو شخصية مؤثرة يتم تكراره وإعادة نشره حرفيا في مئات الحسابات بما في ذلك حسابات وسائل إعلامية.

هذا السلوك يدفع عادة نسبة كبيرة من المتلقين إلى الاكتفاء بمتابعة بأقل عدد ممكن من الحسابات ذات الطابع الإخباري، فيما يتم اللجوء إلى الوسوم المرتبطة بالحدث لمعرفة المزيد أو متابعة الجديد، والأهم من ذلك الوقوف على ردود الفعل واتجاهات الرأي العام حول الحدث.

في كثير من الأحيان تسرق بعض الردود الضوء من الخبر الأصلي، وتتحول في حد ذاتها إلى مادة يتم تداولها على نطاق واسع وتطغى على الحدث الأول، وتجعل منه مجرد خلفية يمكن الاكتفاء بالعنوان الرئيس منها فقط في أفضل الأحوال.

خلال الأيام الماضية تناقلت وسائل الإعلام قيام ماركوس راشفورد لاعب نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي بمقاضاة شاب يعيش في محافظة الشرقية بمصر بسبب تغريدات عنصرية، وجاءت غالبية ردود الفعل من إعلاميين ورواد مواقع التواصل متعاطفة مع المغرد الشاب مع الإشارة إلى فراغ اللاعب لتعقب المسيئين إليه.

وكالعادة سادت ردود الفعل، حيث أخفت أحاديث الإعلاميين والمحللين القضية الأساس، فلم نعرف أصل المشكلة، ولم نقرأ آراء أطراف القضية ولا مسارها.

وبمناسبة الحديث عن قضية راشفورد مع الشاب المصري، فإن الرياضة في مجتمعنا هي النموذج الأفضل لقضية تغير مسار أي حدث في وسائل التواصل الاجتماعي، ففي الشأن الرياضي المحلي يؤسس الحوار على اعتبار مفترض لتعارض المصالح، فكل ما تصدره جهة سواء كانت اتحادا أو هيئة أو ناديا أو لاعبا يتم تصنيفه على أنه استهداف لفئة مع توفير شبهة أن هذا القرار يصب في مصلحة فئة معينة.

تغريدة واحدة من رئيس ناد أو عضو اتحاد أو لاعب كفيلة بإشعال حرب ضروس بين معسكرين وربما أكثر، حيث تنصب المشانق وتطلق الاتهامات وتوزع الشتائم، وفي أحسن الأحوال ومع تصعيد الموضوع ونظرا لطبيعتنا المتسامحة ينتهي الأمر بتعويض معنوي للمضرور يأتي غالبا بشكل اعتذار علني.

مع تزايد الإساءات نحتاج إلى مليون راشفورد مع التوقف عن ممارسة التسامح مع المسيئين، فالعبرة في الجزاء والردع العام يضاف إلى الردع الخاص، ولو انتهت قضايا بسجن أو غرامات رادعة لقرأ كل شخص تغريدته مئة مرة قبل أن يرسلها لتعكر صفو سمائنا.

Unitedadel@