محمد عبدالله القرني

مترو الرياض والتشغيل المجهول

الاحد - 26 يونيو 2022

Sun - 26 Jun 2022

منذ انطلاق أعمال مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام في الرياض منتصف أبريل 2014 وإعلان انتهاء المشروع بالكامل بنهاية عام 2018 تيقنت بأن ذلك الأمر يبدو صعبا للغاية بسبب أن المشروع يبدأ من الصفر، أي أنه ليس إضافة خطوط جديدة على مترو مهيأ مسبقا، ومع مرور الزمن ومضي 3 أعوام، وفي العام 2017 أعلن أمير الرياض في ذلك الوقت بأنه تم إنجاز ما نسبته 48% أي أنه قبل التشغيل المعلن بسنة كان هنالك 52% من المشروع لم تكتمل بعد، هنا أيقنت تماما أنه من الصعب انتهاء العمل في الوقت المحدد، وكان ذلك بمثابة أول تأجيل افتتاح للمشروع، وفي تلك السنة تم العمل بوتيرة سريعة حتى أعلن أمير الرياض في العام 2018 أنه تم إنجاز 75% من العمل وأعلن حينها أن الافتتاح سيكون العام القادم أي في العام 2019، وبعد مرور عام ووصولا إلى العام 2019 تم التأجيل مرة أخرى لمدة عام ونصف أي في الربع الأخير من العام 2020 وقد صرح بذلك الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض، وفي هذه السنة حصل ما كان خارج الحسبان وعصفت جائحة كورونا بالعالم كافة وأعلنت حينها وزارة المالية عن وقف الدعم لبعض المشاريع وتوقف العمل بالكامل في تلك السنة.

ومع الانفراجة بداية العام 2021 عاد العمل في المشروع ولكن المفارقة أنه لم يعد بتلك الوتيرة التي كان عليها فقد عاد ببطء شديد وأصبح العمل أشبه بالمتعثر وعلى الرغم من ذلك فقد صرح الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض أنه قد تم إنجاز 92% من العمل متوقعا انطلاق أول الخطوط قريبا، وبعد ذلك وفي العام الجاري أعلن وزير النقل أن التشغيل قد يكون بنهاية العام الجاري.

إذا أخذنا الأمر على طريقة المعادلة فإن ما تم إنجازه من العام 2014 حتى 2021 هو 92% بمعدل تقريبي 13% سنويا وتبقى لنا 8% هل الوقت يكفي للهيئة الملكية لإنجاز المشروع؟!

لا زلنا ننتظر ولا يزال سكان الرياض يعانون من التحويلات والإغلاقات على الرغم من فتح بعض الطرق إلا أنها لم تفتح بالكامل ذلك الأمر الذي انعكس على الحركة المرورية وكذلك التجارية، كثير من الطرق والمحال لا زالت مغلقة في انتظار الانفراجة التي ستيسر على ساكني الرياض كثيرا، لتأخير عواقب أقلها عدم إبرام صفقة صيانة، ولعل ما حصل مع العائلة التي سقطت قطعة اسمنتيه على سيارتهم من أحد جسور القطار يكون جرس إنذار.

المشروع في اللمسات الأخيرة، ولكننا لا نلحظ تلك اللمسات على بعض مسارات قطار الرياض خاصة في المسارين البرتقالي والأزرق، وكذلك بعض المحطات الفرعية والرئيسة كمحطة قصر الحكم والمحطة الغربية، هناك أخبار عن تلك الشركة المسؤولة عن المسار البرتقالي تفيد بعدم تسلمها مستحقات لا نعلم عن صحتها وإن كانت صحيحة أتمنى أن يحل الأمر خاصة مع ارتفاع أسعار النفط، وفي الجانب المشرق من المشروع نرى المسارين البنفسجي والأصفر ومحطة المركز المالي تبدو في مراحلها الأخيرة وأتوقع أن تفتتح كمرحلة أولى مدشنة بذلك افتتاح أكبر مشروع نقل عام يبنى بشكل كامل بـ 85 محطة مترو وقرابة 3000 محطة حافلات بطول 176 كلم من سكك القطارات و2000 كلم من مسارات الحافلات مع ترصيف وتطوير حضري على امتداد المشروع بالكامل سيغير من وجه الرياض في النقل العام وينعكس على المواطنين والمقيمين بشكل ملحوظ.

ختاما أود أن أتقدم بالشكر إلى أهالي عاصمتنا الحبيبة على معاناتهم وتحملهم للأضرار طيلة سنوات العمل متمنيا المزيد من التقدم للرياض خاصة والمملكة على وجه العموم.

m_a_algarni509@