أبيك بكلمة رأس يا وزير

الأربعاء - 17 أغسطس 2016

Wed - 17 Aug 2016

لا توجد لدي إحصائية مؤكدة عما تدفعه وزارة الشؤون البلدية والقروية سنويا من ميزانيتها للتخلص من النفايات، ولكني أجزم أنه مبلغ ضخم إذا علمنا أن ما يخلفه الفرد الواحد في المملكة سنويا أكثر من 500 كجم من النفايات وهو من أعلى المعدلات في العالم.



تتوالى المعارض والمنتديات بخصوص تدوير النفايات سواء داخل المملكة أو خارجها، وتخرج التوصيات بضرورة الاستثمار في مجال تدوير النفايات ولا نرى تقدما ملموسا، فقد اطلعت على تصريح للأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز (أبريل 2007)، وقد كان حينها نائبا لوزير الشؤون البلدية والقروية، يفيد أن الوزارة تعكف على دراسة بالتعاون مع صندوق التنمية الصناعي السعودي للتأكد من الجدوى الاقتصادية لمشاريع النفايات، ولا أدري ما هي نتائج هذه الدراسة، ولكن دعني أختصر عليك وأعطيك إحصائية سريعة لعلها تحرك المياه الراكدة في هذا الموضوع، ففي أمريكا يستخدم 13% من حجم النفايات البلدية لتوليد الكهرباء، ويستخدم 18% في بريطانيا لنفس الغرض إلى أن تصل نسبة الاستفادة من النفايات البلدية لتوليد الطاقة إلى 85% في دولة السويد، ويوصى دائما بالنموذج الأوروبي في مجال تدوير الطاقة حسب توصيات منظمة الخليج للاستشارات الصناعية (جويك).



معالي الوزير، أكد الخبراء أن المملكة تهدر سنويا 10 مليارات دولار بسبب عدم الاستفادة من تدوير النفايات في حين ذكرت الإحصاءات أن قيمة تدوير النفايات في السعودية تبلغ من 9 إلى 10 مليارات وهذا يعني أن المشروع ناجح استثماريا، ناهيك عن فوائده من الناحية البيئية التي لا تقدر بثمن إذا علمنا أن المياه الجوفية والبيئة بمفهومها الواسع متضررة من طريقة الردم الحالية.



معالي الوزير، أعلم أن هناك ميزانيات قد رصدتها الدولة في السابق تقدر بمئات الملايين من الريالات لتدوير النفايات (مشروع جنوب جدة لتدوير النفايات على سبيل المثال)، وليس هذا مغزى مقالي هذا، أنا أريد من وزارتك أن تستثمر في مجال تدوير النفايات، وذلك بالدخول في شراكات استراتيجية مع شركات عالمية متخصصة في هذا المجال، على أن تكون الخطى سريعة، لأن الفكر السعودي المعاصر يسابق الزمن، فـ2020 على الأبواب، والرؤية 2030 ترتكز على الاستثمار، ووزارتك لديها كثير من القطاعات يمكن استثمارها، لعل تدوير النفايات أحدها، وهذا يدفعني إلى سؤال معاليك عن وجود إدارة متخصصة لديكم تعنى بتطوير الأعمال وتسويق الفرص الاستثمارية عالميا، وإذا كانت موجودة فما هي خططها وإنجازاتها؟ طبعا هذا السؤال يمكن توجيهه إلى وزارات أخرى.