محمد الصادق

ارتفاع أسعار والسبب جشع تجار!

السبت - 25 يونيو 2022

Sat - 25 Jun 2022

بداية الحمد لله على ما أنعم الله به علينا من قيادة عظيمة تلتمس احتياجات المواطن وتسعى إلى توفير كل سبل الراحة إليه، وجميعنا نتذكر ما قاله سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في لقائه مع الإعلامي عبدالله المديفر حينما قال «مصلحتي أن يكون الوطن عزيز وينمو ومصلحتي أن المواطن السعودي يكون راضي كل يوم أكثر من اليوم اللي قبله»، وهذا ليس بمستغرب فنحن لطالما عشنا بعز وكرامة حتى في أحلك الظروف وأوقات الأزمات، ولعلي أستشهد بما حدث قبل عامين خلال جائحة كورونا وما قامت به قيادة المملكة من موقف إنساني، لكن كما العادة تتكرر الأزمات ويكون هناك موقفان، الأول مساندة ودعم حقيقي من قبل الحكومة لكي يتجاوز المواطن جميع الصعوبات التي يمر بها، أما الموقف الثاني فهو الاستغلال بشكل بشع من خلال استنزاف جيب المواطن من قبل تجار الأزمات الذين لا يكترثون لأي معايير وطنية أو أخلاقية.

ليس هنالك اليوم من لا يشعر بارتفاع الأسعار وتحديدا فيما يخص المنتجات الاستهلاكية اليومية، لقد كان هناك سلم تدريجي من قبل بعض التجار طيلة الفترة الماضية حتى وصلنا إلى يومنا هذا وأصبح لا بد أن نتحدث لكي لا يتمرد بشكل أكبر!، وهذا ما لا تقبله وزارة التجارة خصوصا وأنها تواجه بصرامة كل من يتلاعب بالتسعيرات الأساسية، لك أن تتخيل أن المبلغ الذي كان يصرف على مؤونة الشهر بأكمله أصبح هو مبلغ الأسبوع! ولو أتيت لتسأل أحد تجار المواد الغذائية عن سبب الارتفاعات غير المبررة أكاد أجزم بأنك لن تسمع سوى الأعذار الواهية.

عندما يصل الناس إلى مرحلة مقاطعة بعض الشركات فهذا بسبب تضررهم المباشر من بعض الأسعار التي أصبحت فوق مقدرتهم الشرائية، وهذا ما يجب على أصحاب الشركات أن يفهموه؛ فعندما ترفعون الأسعار تخسرون عملاءكم وتكسرون حاجز الثقة فيما بينكم وبينهم، وعندما تنكسر هذه العلاقة لن يكون من السهل عليكم ترميمها في المستقبل، وبرغم تفهمي أنكم تسعون إلى تحقيق أعلى دخل لكن هذا لا يعني أنكم تستغلون عملاءكم لأنهم متى ما شعروا بأنهم بوابة صدقوني سيذهبون عنكم بلا عودة، وفي علم الاتصال يقال «إن أصعب اتصال أو إقناع قد تقوم به هو مع شخص لم يعد يثق فيك».

المبرر الوحيد الذي وضعه التجار شعارا لهم هو أن ما يحدث من تضخم نتيجة للأزمة العالمية التي تحدث في الحرب ما بين أوكرانيا وروسيا ونحن نفهم ذلك، لكن هل جميع السلع التي ارتفعت أسعارها متأثرة بمجريات هذه الحرب؟ أم أنكم وضعتم الحرب شماعة؟ يمر العالم بأزمة اقتصادية ولكن هذا لا يعني أن تصل نسبة الزيادة إلى أكثر من 50% في سعر بعض المنتجات!

دعونا نستعين ببعض الأرقام لكي نثبت بأننا لا نتحدث من فراغ.. رصدت جمعية حماية المستهلك ارتفاع أسعار 80 سلعة غذائية من أصل 89، وذلك من خلال مقارنة قاموا بإجرائها ما بين شهري أبريل في عامي 2021 و2022، وأعلى نسبة في الارتفاعات كانت في مجال زيوت الطعام حيث وصلت إلى 17%، ووصلت في مجال الخضراوات إلى 16,6% والسكر إلى 15,9%، بينما كان أدنى الارتفاعات في مجال القمح والحبوب الذي وصل إلى 2,8%، وأشارت الجمعية إلى أن متوسط الارتفاع قد وصل إلى 10,8%.

أخيرا.. نطالب الأخوة التجار بمراجعة حساباتهم الإنسانية لا أرصدتهم البنكية! ما دامت الدولة مع المواطن فلا نخشى من طمع التجار لأن الأنظمة والتشريعات كفيلة بأن تردعهم وتجعلهم يعودون لرشدهم.

@Alsadiq20m