8 آلاف طفل جندهم الحوثي وحولهم إلى دروع بشرية

الأربعاء - 17 أغسطس 2016

Wed - 17 Aug 2016

نشطت عملية تجنيد الأطفال من قبل ميليشيات الحوثي وصالح بشكل كبير خلال الأيام الماضية في العاصمة صنعاء وعدد من المناطق الواقعة تحت سيطرتها. وقدرت مصادر حقوقية في صنعاء، تجنيد نحو 8 آلاف طفل منذ منتصف العام الماضي.



التجارة بالشعارات

واستباحت الميليشيات الانقلابية براءة الأطفال بشعارات دينية لتجنيدهم وتدريبهم داخل معسكرات تحت مسمى «المسيرة القرآنية» و»مراكز التحفيظ» في صنعاء وصعدة وعمران وذمار.



ووفقا لمعلومات توفرت لـ«مكة» لجأت الميليشيات لتجنيد الأطفال بفعل الحرب الطاحنة التي تدور في المحافظات، والاستنزاف الكبير في عدد مقاتليها بجبهات تعز والبيضاء ومأرب والجوف ونهم وعلى الحدود اليمنية ـ السعودية.



وتشير المعلومات إلى أن الميليشيات تستخدم الأطفال في الحرب في الجبهات الأمامية للقتال كدروع بشرية، أمام مرأى ومسمع المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان والمهتمة بالطفولة، وتتاجر بهم بتقديمهم فيما بعد لوسائل الإعلام التابعة لهم كضحايا حرب، فضلا عن تخيير أولياء الأمور بين دفع رسوم المجهود الحربي أو التحاق أبنائهم بجبهات القتال.



صمت مطبق

وتعد عمليات تجنيد الأطفال باليمن والدفع بهم لجبهات القتال، واحدة من الجرائم التي ترتكبها الميليشيات، حيث تستميل عقول الأطفال من منظور عقائدي، وتستبيح براءتهم دون وازع ديني أو أخلاقي والزج بفرحتهم في أتون حرب عبثية وسط صمت من قبل الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها المعنية بحقوق الإنسان والطفولة، بل أيضا المنظمات المحلية المهتمة بحقوق الطفل.



وقدرت مصادر حقوقية يمنية في صنعاء، تجنيد الحوثيين لنحو 8 آلاف طفل منذ منتصف العام الماضي. واتهم تقرير أصدرته الأمم المتحدة في وقت سابق الحوثيين بممارسة تجنيد واسع للأطفال والدفع بهم لجبهات القتال، مشيرا إلى زيادة عدد الأطفال المجندين بنحو 5 أضعاف مقارنة بعام 2014. ووثق التقرير 762 حالة تجنيد عزت غالبيتها للحوثيين، لكن التقديرات المحلية تبدو أكثر، إذ يتجاوز العدد أضعاف هذا الرقم، حسبما أعلنت مصادر منظمات محلية.



أسباب تجنيد الأطفال

ويرى المختصون بشأن الطفولة أن ظاهرة تجنيد الأطفال تعود إلى غياب الدولة، وسيطرة الميليشيات على مقاليد الحكم، والتجارة بالدين، إضافة إلى الانتماء القبلي والعقائدي، الذي كان له دور كبير في تحفيز هذه الظاهرة.



وأشار المختصون إلى حالة الانسداد في الأفق ومصادرة مستقبل الأطفال، في ظل انهيار البنية التحتية للدولة، وغياب التحصيل العلمي، وغياب مشروع اقتصادي نهضوي، وهو الأمر الذي عزز توظيف الصراع لأغراض سياسية للميليشيات.



أضف إلى ذلك، وفقا للمختصين، الفقر والتشرد والتفكك الأسري والأمية والجهل، والتعبئة العقائدية والتحريض الطائفي، وكلها أسباب رئيسة تدفع بالأطفال أو أهاليهم لإلحاقهم بصفوف المقاتلين.