نايف الضيط

التحول إلى الاتصال الاستراتيجي

الاثنين - 20 يونيو 2022

Mon - 20 Jun 2022

استخدم خبراء الاتصال خلال العقدين الماضيين مصطلح «الاتصال الاستراتيجي» على التخطيط للأنشطة الاتصالية، وجاء معنى الاستراتيجية من النظرية العسكرية والعلاقات الدولية، وهي «فن وعلم التخطيط وحشد الموارد للاستخدام الأكثر كفاءة وفعالية».

ويعرف الخبراء الاتصال الاستراتيجي بأنه «الاستخدام الهادف للاتصال من قبل منظمة لتحقيق مهمتها»، فهو يوظف الأنشطة باستراتيجية ترتبط بالأهداف الأساسية للحكومات أو المنشآت.

وفي الولايات المتحدة يعرف الاتصال الاستراتيجي بأنه: جهود حكومة الولايات المتحدة لفهم وإشراك الجماهير لخلق أو تعزيز أو الحفاظ على الظروف المواتية للنهوض بمصالح وسياسات وأهداف حكومة الولايات المتحدة من خلال استخدام البرامج المنسقة، والخطط والموضوعات والرسائل والمنتجات المتزامنة مع إجراءات جميع أدوات القوة الوطنية.

واجهت كثير من الدول حول العالم تحديات صعبة في التعامل مع جائحة كورونا في التأهب والاستجابة السريعة للتعامل مع الأزمة، وبناء الثقة والمصداقية لتغيير قناعات الجمهور بالإجراءات الاحترازية وتغيير سلوكه مما تطلب استخدام مجموعة من الأساليب والمجالات ونشر الرسائل الاتصالية الهادفة وتدشين الحملات الاتصالية التي تستخدم الاتصال الحكومي، والإداري، والعلاقات العامة، والعلاقات المجتمعية، وإدارة الأزمات، والإعلانات، والتسويق الاجتماعي، وعلم السلوك.

كانت تجربة وزارة الصحة في المملكة ناجحة في إدارة جائحة كورونا للتخفيف من انتشار الفيروس واحتوائه، واستطاعت الوزارة الاستجابة السريعة للأزمة من خلال تشكيل اللجان الوطنية، والتخطيط والتنسيق الوطني، والرصد الوبائي للمرض، وطورت الحملات الإعلامية لحماية المواطنين من المرض والعدوى، وطمأنتهم بالإجراءات الحكومية من خلال الرسائل الواضحة التي يتم توصيلها عبر المؤتمر الصحفي اليومي، وتواصل القيادات، بالإضافة إلى آليات لرصد ردود الفعل المجتمعية، بالإضافة إلى الإجراءات الصحية الأخرى كالأبحاث الطبية والتجارب السريرية للتشخيص، واختبار الأدوية واسـتخراج اللقـاح ضد الفيروس.

استخدمت دول عدة التواصل الاستراتيجي لمواجهة أزمة كورونا بمستوى عال من التخطيط بعيد المدى لتحليل البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتقنية والقانونية، وتوظيف البحوث الكمية والنوعية لتطوير استراتيجيات الاتصال، وصياغة الرسائل المؤثرة للجمهور المستهدف بطريقة جذابة.

واستخدم المخططون ومديرو الأزمات الفهم العميق لمواقف الجمهور ومعتقداتهم، ووعيهم، والصعوبات التي تواجههم، واستهلاكهم لوسائل الإعلام من خلال مجموعة واسعة من المصادر مثل: تحليل البيانات، وأبحاث المستخدم، والاستماع الاجتماعي، وفهم سلوك الجمهور.

وختاما: لا بد أن يفهم خبراء التواصل والقيادات في المنظمات أن التواصل بدون خطة جهد ضائع لا يحقق الأهداف ولا يخلق التأثير، ومن الخطأ الاتصال باتجاه واحد وتجاهل تنوع الجمهور وعدم الاستماع لهم، وبناء الرسائل الاتصالية دون أبحاث الجمهور. ومن الخطأ بناء خطة الاتصال دون الاعتماد على الرؤى السلوكية والعلوم الاجتماعية.

mesternm@