عبدالله قاسم العنزي

جريمة التضليل الإعلامي – ملتقى الإعلام المكذوب

الاحد - 19 يونيو 2022

Sun - 19 Jun 2022

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي سلاحا ذا حدين؛ فبالرغم من إيجابياتها التي لا يمكن إنكارها إلا أنها في الوقت ذاته تحمل سلبيات عديدة تشكل خطرا على الذوق العام وعلى الثقافة والعادات وتهدر الوقت والمال، فدون تعميم باتت العائلة السعودية شبه فارغة لانشغال أفرادها على مختلف مراحلهم العمرية وجنسهم بمتابعة مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي الذي بعضهم يحمل إفلاسا فكريا وثقافيا وأخلاقيا ويشكل تهديدا لقيم الأسرة السعودية مع فراغ التشريع القانوني لضبط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتحديد ما هو مباح وما يعد من قبيل الجريمة التي تضر بالصالح والنظام العام.

ينظر إلى المشاهير عادة على أنهم أشخاص يتمتعون بديناميكية استثنائية ولديهم صفات جذابة والواقع ومن خلال تعبير أفراد المجتمع عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي يبين أن مصداقية هؤلاء المشاهير أضحت شبه معدومة ومتابعتهم ليس إلا لقتل فائض الوقت، والمجتمع متذمر من تصرفاتهم الفردية التي تسيء إلى قيم المجتمع وعاداته وبسبب قلة البدائل في ظهور الشخصيات الإيجابية أصبح المفلسون في محتواهم اليومي هم الواقع المفروض علينا؛ لذا لا مفر من مواجهتهم والتحذير منهم لما يعكسونه على سلوكيات أفراد المجتمع وثقافته من سلبيات.

لم يعد سرا ما نشرته وسائل الإعلام وما أثار حفيظة الرأي العام نحو ملتقى يحمل شعارات ورعايات مكذوبة على وزارة الإعلام عن ملتقى كرم فيه بعض مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي الأمر الذي جعل الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع -تبرأ إلى الله- من الحدث وتعده غير صحيح وأن الفعالية غير مرخصة وجار استدعاء الجهات المنظمة واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم والذي يجعلك أكثر - بين مصدق ومكذب- صحف محلية صرحت (بالفم المليان) أن الجهة المنظمة لم تحصل على موافقة رسمية لاستخدام شعارات تلك الصحف في الفعالية ولذا ستتخذ الموقف القانوني المناسب.

ما نقلناه لكم بعض مما كثر حوله النقاش في الأيام الماضية فالذي يتابع ويسمع لمثل هذه الفعالية المكذوبة والتي تم فيها تكريم – بحسب ما يدعون – بعض مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي وادعاؤهم زورا بأنهم إعلاميون مؤثرون في المجتمع لا يأخذه شك بأن وراء الأكمة ما وراءها!!

إن تصدير المشهد لبعض التافهين والتافهات وإن تأذى البعض من هذه العبارة فأرجو أن يعثر أي واحد منصف عن وصف آخر يناسب قوما ينسبون أنفسهم للإعلام والتأثير الإيجابي في المجتمع فكل راقصة أو أهبل ظهر على منصات التواصل الاجتماعي يعد رمزا من رموز المجتمع ومؤثرا فيه فإنها محاولة لتزييف الوعي وتضليل الرأي العام فصحيفة سوابق بعض هؤلاء مليئة بإفلاس المحتوى وسوء السمعة!

لقد تعلمنا من القانون أن نلجأ إلى القرائن عندما يعوزنا الدليل ولذا فقد نعثر على ضوء يفيد في التوصل إلى إجابة صحيحة ما الهدف من إبراز بعض الشخصيات المفلسة فكريا وثقافيا وأخلاقيا ومحاولة ملء فراغهم وإظهارهم على أنهم شخصيات إيجابية ومؤثرة سوى البحث عن إقناع المستهلك بالعلامة التجارية والمنتج التجاري الذي سيعلن عنه في المستقبل.

لو تدبر العاقل المشهد لوجد أن شركات عديدة خلف هذه الفعاليات هدفها (شفط) جيوب المستهلكين من خلال التضليل الإعلامي دون أي إحساس بالمسؤولية ومحاولة إغراق المجتمع بالنزعة الاستهلاكية من خلال تشكيل جماعات وتلميع شخصيات وإن كانت تافهة ليس إلا لمقاصد مادية وربحية؛ فالهدف الرئيس رفع الإيرادات وزيادة المبيعات دون النظر في عواقب ما يعكسه سلوك بعض هؤلاء التافهين على الناشئة والأسرة.

ختاما: أتمنى أن يكون موقف وزارة الإعلام وإمارة منطقة الرياض حازما وغير متراخ ليس لأجل أنه وزعت هدايا رمزية على بعض الشخصيات بل لأجل الجرأة في الكذب والتحدث باسم جهات حكومية وإعلامية دون إذن مسبق لأجل تضليل المجتمع.

expert_55@