منيف خضير الضوي

لا تلتهم مزيدا من الجبن

الأربعاء - 15 يونيو 2022

Wed - 15 Jun 2022

«الوظيفة هي عبودية القرن العشرين» عباس محمود العقاد.

بهذا المفهوم يرى الكاتب ريتشارد تمبلر مؤلف كتاب «لا أريد المزيد من الجبن، أريد فقط الخروج من المصيدة»، أن الموظف يشبه وضع الفأر المسجون والذي ينعم عليه السجان بقطع من الجبن المغري، ولكنه يظل في مصيدة يتوق إلى الخروج منها مضحيا برائحة وطعم الجبن اللذيذ.

الموظف ليس فأرا على أية حال، هو إنسان له استقلاليته وطموحه وأحلامه، والوظيفة تعكس مدى رضاه عن حالته النفسية لحظة ذهابه كل صباح إليها، وبقائه فيها طوال ساعات عمله، وهل يفكر باستبدالها؟

ولحصولك على الحرية التي تبحث عنها؛ عليك القيام بأربع خطوات، أولاها أن يكون لديك حلمك الخاص، ورؤيتك التي ترى فيها أهدافك بوضوح، ولايكون ذلك إلا بالخطوة الثانية وهي التخطيط، ووجود خطة متقنة ومرنة، والثالثة هي ضرورة تواصلك مع أسرتك في إشعارهم بخطواتك المستقبلية، وتهيئتهم لظروفك المحتملة، أما الخطوة الرابعة والمصيرية فهي التنفيذ.

إن نجاحك في التخلص من المصيدة يتوقف على نجاحك في هذه الخطوات الأربع. أما البقاء في المصيدة فمن شأنه إصابة الموظف بالإحباط والتوتر والذي يسبب الأمراض النفسية والجسدية، إضافة إلى أيام الهدر الوظيفي التي نتج عن الشعور بالإحباط.

وهذا الشعور عادة يتولد من عدم قدرتنا عن المكاشفة في المشاكل التي تعترض طريقنا المهني، وأيضا بسبب عدم الفصل بين متطلبات المهنة والمنزل، وتراكم العمل، وضعف المسؤولية لدى البعض، إضافة إلى عدم ارتباطنا بمكان العمل نتيجة خلوه من وسائل الراحة الضرورية لتنشيط العقل والجسم؛ فالحياة ليست كلها عمل، وتذكر أن قليل من النقود تكفي لشراء الخبز.

وعندما تأتي اللحظة التي لا تريد أن تلتهم مزيدا من الجبن، فليس لديك إلا ثلاثة خيارات: إما أن تغير واقعك المهني، أوتتحمله وتمضي محملا بمزيد من الأمراض، أو تتجاهله وتتغافل عن واقعك السيئ.

«يحاول كل واحد منا أن يحقق شيئا كبيرا في حياته، دون أن يدرك أن الحياة تصنعها الأشياء الصغيرة».

(فرانك ايه كلارك)