ياسر عمر سندي

جهد عامل يضيعه هامل

الأربعاء - 15 يونيو 2022

Wed - 15 Jun 2022

العامل في المنظمة موظف يتم تعيينه ليبدأ رحلته المهنية باستشعار الأمل والطموح لتكون وظيفته أولى عتبات النجاح والتطور بمساره الوظيفي وتدرجه التنظيمي.

تجده في الشركة يحتسب السنوات ويتحرى العلاوات ويتدرج في الترقيات ويكتسب الخبرات ليصل لأعلى الدرجات؛ يبذل قصارى جهده ليرفع أداءه ويثبت ذاته؛ علميا ومهنيا؛ هذا الشعور ينتاب غالبية الموظفين لتتأصل لديهم قيمة العمل ومعناه الحقيقي وهو ما يطلق عليه في علم السلوك التنظيمي «الولاء المؤسسي».

العقد النفسي تفسره أدبيات علم النفس الإداري على أنه الرابط الخفي الذي تبرمه المنظمة مع العامل مبدئيا والذي ينشأ منه الرضا والقبول بأن لا يتم الإضرار به أو التعدي على حقوقه؛ بعد ذلك يتم الاتفاق على بنود الوصف الوظيفي من مهام ومتطلبات للشهادات والمهارات والرواتب والمزايا والحوافز؛ للاعتماد بالمباشرة الفعلية.

قانونيا يحدث ما يسمى بالالتزام المتبادل بين الطرفين، وهو قيام الشركة بكافة الحقوق تجاه العامل وألا تخل بأي بند من تلك البنود؛ بالتالي يقوم العامل بأداء واجباته واحترام المنظمة؛ ويصبح منذ ذلك الحين عقدا نافذا؛ نفسيا ومعنويا قبل أن يوثق رسميا وتنظيميا ويصنف ساري المفعول؛ ويعتبر الموظف واحدا من أفراد أسرة الكيان التنظيمي.

تمضي عشرات السنين والموظف ينعم في خيرات وظيفته وأمان منظمته مؤديا عمله بكل انضباط ومسؤولية؛ يرفع من خلالها قيمته ومكانته المعرفية والمجتمعية ليضيف العديد من الخبرة والمهارة والانتماء التي يكتسبها ليصعد في درجات السلم الوظيفي؛ فالبعض يترأس نطاقات إدارية وآخرون يشرفون على أقسام تشغيلية وقليل من يعلو مناصب قيادية، ومنهم من تنتهي حياته المهنية وهذه هي سنة الحياة الوظيفية.

في علم النفس الصناعي هنالك فئة تهمل تلك الخبرات وتعطل ما يمتلكه العاملون من مهارات؛ تلك الفئة تتوافد على الشركات وتتكاثر فيها يتولون مناصب عليا في الهرم التنظيمي يلجؤون إلى ما يسمى بالتجريب الإداري العبثي؛ مهمتهم تهميش دور الموظفين الأكفاء؛ يفتقدون لأبجديات الإدارة الاحترافية والصناعة التخصصية والفنون التنظيمية؛ يتخبطون في قراراتهم بين الإقالة والفصل والإجبار على التقاعد؛ يصنفون على أنهم مرتزقة إداريون لا يعون أهمية الارتباط التنظيمي الذي انعقد مع أبناء الشركة بسبب جهلهم لمفهوم العقد النفسي؛ لا يتركون أثرا إيجابيا ملموسا مثل تحقيق أرباح أو تقليص مصروفات؛ بل يزيدون الطين بلة ويضيفون على العليل علة.

همهم الوحيد التنقل والقفز بين الشركات لتظهر آثارهم السلبية واضحة تجترها الشركات لسنوات بالتالي هم نفعيون بطبعهم؛ غاياتهم تبررها وسائلهم التي يستخدمونها للحصول على الرواتب والبدلات والمكافآت الضخمة وإذا انتهت عقودهم يفرون بحثا عن شركات أخرى يبثون بها سمومهم التخريبية؛ يحملون المنظمات ما لا تطيق من أعباء بشرية ومالية وتنظيمية وإدارية بذريعة التطوير الإداري وإعادة التشكيل التنظيمي، وبين هذه وتلك تضيع جهود العمال بالتعسف والإهمال.

Yos123Omar@