عدنان سالم الحميدان

الفصول الدراسية الثلاثة في الجامعات.. مرحلة جديدة لمستقبل واعد

الأربعاء - 15 يونيو 2022

Wed - 15 Jun 2022

يعتبر التعليم الأساس الذي ترتكز عليه الدول المتقدمة وخارطة الطريق لقيادة الأمم للرقي الحضاري والنمو الاقتصادي والذي يضمن حياة كريمة ذات جودة للفرد والمجتمع.

ومن هذا المنطلق، كان لقطاع التعليم وجودته الأولوية في الرؤية المباركة - رؤية المملكة 2030 - والتي رسمها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – لوطن مستدام ومنافس عالميا.

ففي السنوات الخمس الماضية، شهد قطاع التعليم تحديثا وتطويرا وصف بالديمومة والشمولية في مختلف جوانب المنظومة، ولعل أبرزها دمج التعليم العام والتعليم الجامعي تحت مظلة واحدة لضمان رحلة تعليمية متكاملة من الطفولة المبكرة إلى السنة الأخيرة من المرحلة الجامعية وما بعدها.

وبكل مهنية وإتقان، أطلقت وزارة التعليم حزما تطويرية تستهدف منظومة التعليم بشقيه العام والجامعي، والتي شملت المناهج والبرامج الدراسية والبنية التحتية للمنشآت التعليمية والحوكمة والسياسات التعليمية والتطوير المهني وتطوير نظم التعليم الجامعي.

ولعل ذلك يقودنا للحديث عن نظام الفصول الثلاثة المعمول به عالميا والذي تم تطبيقه محليا في التعليم العام، وسوف يعمل به في الجامعات مع انطلاقة العام الدراسي المقبل.

التحول من نظام الفصلين إلى نظام الفصول الثلاثة ليس مجرد تحول في تواريخ التقويم الأكاديمي بالجامعات، إنما تحول نحو تحديث البرامج الدراسية، نحو خلق بيئة تعليمية صحية ومعززة للإبداع والابتكار، نحو ضمان رحلة تعليمية جامعية تعد جيلا من أبناء وبنات الوطن للمنافسة العالمية في جميع الميادين والعلوم.

إن نظام الفصول الثلاثة سوف يقود الجامعات إلى تطوير وتحديث البرامج الأكاديمية لتتواكب مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 وتوجهات وزارة التعليم وتخصصات المستقبل، وعلاوة على ذلك إكساب الشاب والشابة مهارات الحياة والتعلم في القرن 21.

إضافة إلى ذلك، نظام الفصول الثلاثة يحقق التوزيع العادل والأمثل للإجازات الدراسية مما يحافظ على التراكم المعرفي والمهاري للطلبة وعدم فقدان ما تم تعلمه بسبب الإجازات الصيفية المطولة والتي قد تمتد لشهور متواصلة.

من المتوقع أن تعزيز التنافسية والإبداع والابتكار وريادة الأعمال في الجامعات سوف يكون من أهم نواتج تطبيق نظام الفصول الثلاثة، وذلك لما سيتحقق للطالب من التجارب والمعارف والخبرات المتنوعة، مع إمكانية تسريع التخرج والالتحاق بسوق العمل في مدة زمنية أقل من أربع سنوات .

إن نظام الفصول الثلاثة أو الأربعة ليس وليد اللحظة، أو تجربة حديثة يراد اختبار آثارها، وإنما هو من النظم المعمول بها في أرقى الجامعات العالمية كجامعة شيكاغو وجامعة ستانفورد وغيرها، ولعل الاستفادة من التجارب والممارسات العالمية الناجحة في قطاع التعليم سوف يسهم في التطوير الشامل والمتكامل لمنظومة التعليم.

وفي الختام، تكاد تجمع آراء أهل المهنة والخبراء في قطاع التعليم على مزايا تطبيق نظام الفصول الثلاثة والأثر الإيجابي المتوقع والذي سوف ينعكس على تعزيز القدرة التنافسية لاقتصاد الوطن وخلق مجتمع حيوي وإعداد جيل من الشباب والشابات المنتمي لوطنه والمخلص لقادته والنافع لمجتمعه.