أحمد الهلالي

حيوان الطائف المقيد والمفكوك!

الثلاثاء - 14 يونيو 2022

Tue - 14 Jun 2022

حديقة الحيوان بالطائف تستقطب عددا كبيرا من الزائرين، وتزداد كثافتهم في المواسم السياحية، فتجدها مكتظة بالزائرين من شتى الأعمار، ويحمد للحديقة تنوعها، وتلبيتها لرغبات الأسر في الترفيه، فقد أجريت تحسينات كثيرة على مرافقها المختلفة، لكن المؤسف أن (الحيوان) اختصاصها الرئيس لم يحظ بالتحسينات المأمولة، وهذا الأمر يجب أن يلتفت إليه المسؤولون التفاتة جادة.

ما تزال أقفاص بعض الحيوانات من الشبك الحديدي، وتشغل مساحات ضيقة على تلك الحيوانات، فلا تجد مساحة كافية للحركة والاستعراض أمام زائري الحديقة، والمساحة التي يتجمهر أمامها الزوار تشبه بوابة متجر صغير، ضيقة على الممر الرئيس، وعميقة إلى الداخل، أضف إلى ذلك حين يتجنب الحيوان الإزعاج ويربض في أقصى العمق مستمتعا بالنوم، بينما يرفع الزوار أصواتهم لإيقاظه والاستمتاع بتفاعله وحركاته.

زرت الحديقة مرة واحدة مع الأسرة، ولم أجد في نفسي توقا لتكرار الزيارة، فالحيوانات غير المألوفة بالكاد نراها، ولا أعلم هل هي نائمة أم مريضة أم تعاني آلام الشيخوخة، أو اكتئاب الأسر وضيق المحبس، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة من مهاجع بعض الحيوانات، والصخب الذي تحدثه آلات الملاهي، وتشتيتها للصغار عن الاستماع لمعلومات الأسر عن الحيوانات.

أملنا كبير في مسؤولي الأمانة والمحافظة والسياحة - وهم قديرون - أن يولوا الحديقة عناية أفضل مما هي عليه الآن، وأن يخصصوا مساحات كافية للحيوانات، وأن تكون الحواجز بين الزوار والحيوانات (الخطرة) من الزجاج الشفاف المقوى كي يستمتع الزوار وأطفالهم برؤية الحيوانات بأمان من مسافة قريبة كما في الحدائق العالمية، فنحن نتطلع إلى تجربة فريدة عند زيارتنا للحديقة، أكثر من تطلعنا إلى الألعاب والمأكولات، تجربة تظل دهشتها عالقة في أذهان الزوار، وهذه تتوفر من خلال الارتقاء بمستوى العرض، والأفكار النوعية التي يمكن تطبيقها على تخصص الحديقة، كتخصيص مضمار للخيل، وركوب الجمال، ومسابقات الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب، والحمام، واستعراض الملاك لما لديهم من حيوانات مميزة كالأفاعي والحيوانات الغريبة، أو حيوانات لديها قدرات خاصة، وغير ذلك من الأفكار.

وفي ذات السياق، حدثني بعض زوار المحافظة عن مخاوفهم، ورعب الأسر من انتشار الكلاب الضالة في المنطقة المحيطة بالحديقة، وهي ظاهرة منتشرة في أحياء عديدة من المدينة، ما يزال الأهالي يتساءلون عن الحلول التي ستوفرها الأمانة لهذه الظاهرة المخيفة، فهل تستطيع الأمانة ابتكار حلول للإفادة من هذه الحيوانات في مشروعات تتعلق بالأمن أو الاقتناء، بأسعار تنافس المستوردة، بعد إخضاعها لبرامج صحية وتدريبية عبر مؤسسات متخصصة؟ أو جمع هذه الحيوانات وتصديرها إلى الدول التي تستفيد منها؟ فالإعدام ليس حلا، وترك الظاهرة سيزيد من تفاقمها.

ahmad_helali@