إسكندر هوساوي

مطار في كل مدينة

السبت - 11 يونيو 2022

Sat - 11 Jun 2022

المطارات أصبحت مكونا رئيسا لأي بلد يسعى للنهوض والمنافسة في اقتصاد عالمي يتميز بالترابط، ولعل رؤية 2030 هدفها الأقوى أن تجعل اقتصاد السعودية في القمة.. اقتصاد مزدهر.

وعند الحديث عن المطارات فإن المطارات الدولية الضخمة مثل مطار الملك خالد أو مطار دبي أو مطار هيثرو هي من تأخذ الأضواء وتخطف الاهتمام، ولكن هناك نوعية أخرى من المطارات تغطي جوانب لا يمكن للمطارات الكبرى تغطيتها، ومن أبرز تلك الجوانب خدمة المناطق الصغيرة والريفية والسياحة الجوية وغيرها من المجالات الفرعية في الاقتصاد ولكنها مهمة لتكامل المنظومة الاقتصادية في البلد وزيادة التنافسية.

يوجد في أمريكا قرابة 19,633 مطارا (نعم تسعة عشر ألفا وستمائة وثلاثة وثلاثون مطارا) منها حوالي خمسة آلاف مطار عام والبقية مطارات خاصة مملوكة لأفراد أو جهات غير الحكومة، وهذا يجعل نسبة المطارات هي مطار واحد لكل 17 ألف شخص تقريبا.

لا شك أن هذا العدد الهائل من المطارات أسهم في كون أمريكا (أمة الطيران) وهذا جلب فوائد اقتصادية عديدة؛ ففي السياحة نجد السياحة الجوية تستفيد من وفرة المطارات وفي النقل نجد القطاع اللوجستي يستفيد من وفرة المطارات وفي حالات الطوارئ أيضا نجد جهات الطوارئ تستفيد من وفرة المطارات، وأضف إلى ذلك توفر وظائف الطيارين والفنيين وهذا يحرك أيضا مراكز التدريب وتأهيل الطيارين والفنيين وقس على ذلك الحركة الاقتصادية.

يبلغ عدد المطارات في المملكة حوالي 300 مطار بجميع أنواعها المدنية والعسكرية وغيرها وبحسبة بسيطة تكون النسبة هي مطار واحد لكل 117 ألف نسمة، فقط 100 ألف بيننا وبين أمريكا.

في المملكة مثلا لو أرادت عائلة مكونة من 8 أشخاص السفر من القريات إلى النماص للسياحة فسيتحتم عليهم النزول في أبها ثم استخدام السيارة لـ300 كلم ناهيك عن صعوبة حجوزات الرحلات نفسها، فماذا لو كان هناك مطار صغير في النماص تصل إليه هذه العائلة عبر رحلة مستأجرة مباشرة من القريات إلى النماص وتكون تكلفتها مقاربة أو أقل من تكلفة درجة الأعمال في الطيران العادي.

أتخيل وجود مطار صغير في جنوب الرياض ومطار مثله في جنوب مكة وتنتقل الطائرات الخاصة والشخصية بين المطارين دون الحاجة إلى المرور عبر مطار الملك خالد والملك عبدالعزيز وما يعنيه ذلك من وقت مهدر في زحمة الطرقات. بوجود مثل هذه الخدمة يستطيع الشخص أن يفطر في الرياض ويصلي الجمعة في الحرم ويشرب قهوة العصر مع أهله في الرياض.

إنشاء المطار الصغير يكلف أقل من 10 ملايين دولار فلو افترضنا إنشاء 50 مطارا صغيرا في أنحاء المملكة باستثمار قدره 500 مليون دولار فلك أن تتخيل حجم الفرص الاقتصادية التي سيوفرها هذا النوع من البنى التحتية، حيث ستتوفر عشرات الوظائف للطيارين والفنيين وتحدث نقلة كبيرة للسياحة الجوية والصناعة اللوجستية وتتحرك السياحة الداخلية أكثر بإتاحة الوصول إلى أماكن أكثر وتطوير صناعة الطيران بأكملها. لذلك أدعو إلى إنشاء مطار في كل مدينة.