أعيدوا تراثنا المنهوب
الثلاثاء - 16 أغسطس 2016
Tue - 16 Aug 2016
في موضوع يستحق التوقف عنده قامت بنشره صحيفة مكة بتاريخ 20 /11/ 1436هـ بعنوان: من أجل ماذا باع الحلواني المخطوطات لمكتبة (ليدن)، حينها وجدتني أحاول تفهم الأسباب، التي يبدو من التقرير أنها لم تكن إلا حاجة للمال، جعلت الشيخ أمين حسن الحلواني المدني يحمل 664 مخطوطة إسلامية نادرة إلى أمستردام ويبيعها في سنة 1889م، لدار (بربل)، وبواسطة سفير السويد والنرويج إلى مصر في حينها (كارلو لاندبرج)، وهذه المخطوطات تعد نسخا أصلية وبخط يد أصحابها مثل ابن تيمية، والذهبي، والعسقلاني، والسخاوي، وابن كثير، وغيرهم من الأعلام.
وقد قامت الدار ببيع بعض تلك الأيقونات الأثرية النادرة إلى مكتبة جامعة (ليدن)، والتي تحتوي على أكثر من ثلاث ملايين مخطوطة عالمية، منها 2300 مخطوطة شرقية.
وكان من الممكن أن أفهم ما حدث بحرص الحلواني على تراث المدينة المنورة القديم من الزوال، بأسباب عدم الاستقرار السياسي حينها، أو لكثرة السرقات، أو لعدم وجود متاحف تعتني بتلك المخطوطات، ولكني توقفت عند قيامه ببيع عدد 664 مخطوطة بصفته المالك الشخصي لها!.
هنالك أسئلة كثيرة يمكن أن تثار حول ذلك الموضوع، وأظن الأجوبة الوافية ستكون عند الدار وعند مكتبة جامعة (ليدن)، اللتين بشغفهما بالتاريخ والحقائق والتدوين، والمحافظة على الإرث الإنساني، تملكان بلا شك الحقيقة الكاملة لتفاصيل حصولهما على المخطوطات، ومن خلال سجلاتهما، وعن كيفية عرضها عليهما، وما هي الأسباب الحقيقية للبيع، وكم كان الثمن، وغيرها من المعلومات المؤكدة، التي نتمنى من الملحقية الثقافية في هولندا أن تقوم بالبحث فيها، وتوضيح الصور الخافية.
كلامي هنا يشوبه الحسرة والألم، بأننا نجد في متاحف وجامعات العالم الكثير من تراثنا المنهوب، والذي فرطت فيه الأجيال السابقة، وكم هو مرير أن نقف سياحا ودارسين، وباحثين في متاحفهم ونتحسر على تلك المقتنيات، والأيقونات، والمخطوطات، التي كنا نحن أولى بحفظها في متاحف تراثية، تنير ماضينا، وتوصل المعرفة لأجيال المستقبل دون تزوير.
في متاحف ألمانيا وفرنسا ونيويورك، وتركيا وإيران وباكستان والقاهرة توجد أعداد مهولة من مقتنيات الرسول صلى الله عليه وسلم، ومقتنيات آله وأصحابه عليهم السلام، وكميات ضخمة من المخطوطات القديمة، التي خط فيها تراثنا الإسلامي، والعربي، وتحف مكة المكرمة، ونوادر المدينة المنورة، والبشر تأتيهم من مشارق الأرض ومغاربها، لمشاهدة تاريخنا، والبحث العلمي والتاريخي فيه، ونحن نظل آخر من يهتم، ومن يبحث.
كل ذلك يدور في رأسي، وأنا أعرف يقينا أن كثيرا من البيوت السعودية تحتوي على كثير من تلك الأيقونات المخبأة، وأن أحدا لا يجرؤ على إظهارها للعلن.
وبالطبع فلا ننسى أيضا مستودعات متاحف الدولة، التي تخبئ أضعاف مضاعفة مما يتم عرضه على الدارسين والزوار؛ وكل ذلك لخشية أن يعد البعض محافظتنا على تراثنا تبركا بالماضي، وقداسة لأصحابه، وفساد معتقد، وربما نجد تطاولا ممن عرفناهم في كل منعرج ثقافي، يأتون زرافات ووحدانا، لتحطيم وحرق وإعدام ما يدعون أنه أصنام وفساد وغلو.
حالنا سيظل هكذا بأن نختلس أثناء سفراتنا للخارج لحظات قهر ننظر من خلالها لتراثنا المنهوب، وندمع، حين لا نستطيع استعادته، ولو في شوارد الحلم.
[email protected]
وقد قامت الدار ببيع بعض تلك الأيقونات الأثرية النادرة إلى مكتبة جامعة (ليدن)، والتي تحتوي على أكثر من ثلاث ملايين مخطوطة عالمية، منها 2300 مخطوطة شرقية.
وكان من الممكن أن أفهم ما حدث بحرص الحلواني على تراث المدينة المنورة القديم من الزوال، بأسباب عدم الاستقرار السياسي حينها، أو لكثرة السرقات، أو لعدم وجود متاحف تعتني بتلك المخطوطات، ولكني توقفت عند قيامه ببيع عدد 664 مخطوطة بصفته المالك الشخصي لها!.
هنالك أسئلة كثيرة يمكن أن تثار حول ذلك الموضوع، وأظن الأجوبة الوافية ستكون عند الدار وعند مكتبة جامعة (ليدن)، اللتين بشغفهما بالتاريخ والحقائق والتدوين، والمحافظة على الإرث الإنساني، تملكان بلا شك الحقيقة الكاملة لتفاصيل حصولهما على المخطوطات، ومن خلال سجلاتهما، وعن كيفية عرضها عليهما، وما هي الأسباب الحقيقية للبيع، وكم كان الثمن، وغيرها من المعلومات المؤكدة، التي نتمنى من الملحقية الثقافية في هولندا أن تقوم بالبحث فيها، وتوضيح الصور الخافية.
كلامي هنا يشوبه الحسرة والألم، بأننا نجد في متاحف وجامعات العالم الكثير من تراثنا المنهوب، والذي فرطت فيه الأجيال السابقة، وكم هو مرير أن نقف سياحا ودارسين، وباحثين في متاحفهم ونتحسر على تلك المقتنيات، والأيقونات، والمخطوطات، التي كنا نحن أولى بحفظها في متاحف تراثية، تنير ماضينا، وتوصل المعرفة لأجيال المستقبل دون تزوير.
في متاحف ألمانيا وفرنسا ونيويورك، وتركيا وإيران وباكستان والقاهرة توجد أعداد مهولة من مقتنيات الرسول صلى الله عليه وسلم، ومقتنيات آله وأصحابه عليهم السلام، وكميات ضخمة من المخطوطات القديمة، التي خط فيها تراثنا الإسلامي، والعربي، وتحف مكة المكرمة، ونوادر المدينة المنورة، والبشر تأتيهم من مشارق الأرض ومغاربها، لمشاهدة تاريخنا، والبحث العلمي والتاريخي فيه، ونحن نظل آخر من يهتم، ومن يبحث.
كل ذلك يدور في رأسي، وأنا أعرف يقينا أن كثيرا من البيوت السعودية تحتوي على كثير من تلك الأيقونات المخبأة، وأن أحدا لا يجرؤ على إظهارها للعلن.
وبالطبع فلا ننسى أيضا مستودعات متاحف الدولة، التي تخبئ أضعاف مضاعفة مما يتم عرضه على الدارسين والزوار؛ وكل ذلك لخشية أن يعد البعض محافظتنا على تراثنا تبركا بالماضي، وقداسة لأصحابه، وفساد معتقد، وربما نجد تطاولا ممن عرفناهم في كل منعرج ثقافي، يأتون زرافات ووحدانا، لتحطيم وحرق وإعدام ما يدعون أنه أصنام وفساد وغلو.
حالنا سيظل هكذا بأن نختلس أثناء سفراتنا للخارج لحظات قهر ننظر من خلالها لتراثنا المنهوب، وندمع، حين لا نستطيع استعادته، ولو في شوارد الحلم.
[email protected]