عطا الله الجعيد

التفاصيل الصغيرة

الثلاثاء - 16 أغسطس 2016

Tue - 16 Aug 2016

يهتم الكثير من البشر بالأمور كافة بشكل عام، بينما يتناسون الجزئيات الدقيقة والتي تكمن فيها حقيقة الحياة وعبقرية الإنجاز. وتظل الجزئيات والتفاصيل بابا مشرعا إلى الإبداع والابتكار، ودائما ما يستغرب البعض من زملائي في العمل الصحفي أو الثقافي أو على المستوى الاجتماعي باهتمامي الكبير بالتفاصيل الصغيرة وتركيزي عليها قبل كل شيء.



ومن واقع تجربة مديدة اكتشف البعض من الأصدقاء أنني محق في طريقتي تلك، ذلك أن الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة يقود للوصول إلى إنجاح الأعمال، وفي خضم رتم الحياة المتسارعة يضمحل الفعل الإبداعي، ويتطلب الأمر المزيد من الجهد والبحث أكثر في التفاصيل.



ولا شك أن القدرات المكونة للتفكير الإبداعي تركز على إدراك التفاصيل، وهي قدرة إبداعية لتقديم تفصيلات متعددة للأشياء، وهذه الإمكانات تتطلب الطلاقة في القدرة على إنتاج أكبر عدد ممكن من الأفكار الإبداعية، وأيضا المرونة في القدرة على تغيير الحالة الذهنية بتغير الموقف، والأصالة في الإنتاج غير المألوف الذي لم يسبق إليه أحد، والقدرة على رؤية المشكلات في الموقف الواحد، فالمبدع يعي نواحي النقص والقصور بسبب نظرته للمشكلة نظرة غير مألوفة.



وإذا ما نظرنا إلى قدوة لنا في هذا المجال ففي الأمير خالد الفيصل المستشار والأمير والمثقف والشاعر والفنان قدوة حسنة، فهو رجل المعادلات الصعبة والذي لديه القدرة على تطويع الأشياء كيفما أراد، وفي كل عمل يسند إليه يبدع أيما إبداع، وأشهد له كما يشهد غيري باهتمامه البالغ بالتفاصيل الصغيرة في كافة أعماله، حتى إننا نراه أحيانا يقوم بالأعمال بنفسه بطريقة غير مباشرة وكأنه يرسل رسائل مباشرة إلى المسؤولين بأن العمل ينبغي أن يكون هكذا!!



الأمر يتطلب جهدا ومثابرة حتى نصل إلى صياغة نتائج باهرة من خلال الاهتمام والتركيز والعمل، فدروس الحياة لا تأتي للإنسان دفعة واحدة، بل واحدة إثر أخرى حتى تصقل شخصية الفرد في النهاية ليكون ذلك الطبيب أو المهندس أو القائد أو المفكر.