عادل الحميدان

الإعلام الأمريكي.. المصلحة والأجندة!

الأربعاء - 08 يونيو 2022

Wed - 08 Jun 2022

بات من الواضح بما لا يدع أي مجال للشك أن ذخيرة الحزب المناوئ للمملكة في الدوائر السياسية الأمريكية قد فرغت تماما، ولم يعد هناك أي جديد في جعبته لتحقيق غايته في تخريب العلاقات السعودية الأمريكية.

هذا العجز امتد حتى إلى وسائل الإعلام التي تتبنى ذات الفكر، وتسعى لتحقيق ذات الأهداف، حيث تتساقط يوميا أوراق التوت كاشفة عن عورة جديدة تكشف عن تطور حالة الذعر من أي تقارب أمريكي مع المملكة.

قد يكون مفهوما إن كانت المصلحة الأمريكية هي الهدف وأن الاختلاف بين صناع القرار في واشنطن ينحصر في طريقة تحقيق هذه المصلحة، وذات الأمر ينسحب على وسائل الإعلام والمحللين السياسيين، لكن ذلك لم يحدث مطلقا لأن الاختلاف هنا أساسه يكمن في أصل الموضوع، وهو طبيعة العلاقات بين أمريكا وواحدة من أقدم شركائها في الشرق الأوسط.

وهي العلاقات التي امتدت عقودا طويلة نمت خلالها وحققت مصالح للطرفين بعيدا عن تلك النقاط المختلف عليها أو التي لا يوجد حولها توافق مثل الصراع العربي الإسرائيلي، وبعيدا كذلك عن شخصية ساكن البيت الأبيض ونسبة تمثيل الحزب الذي ينتمي إليه في الكونغرس.

اللافت في الأمر خلال هذه الفترة هو حالة السعار التي انتابت هذه الدوائر عندما تم الإعلان عن زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة، فبدأت عبر ممثليها في وسائل الإعلام شن هجوم على المملكة، والتقليل من مكانتها، وصولا إلى إرهاب الرئيس بأن ما ينوي الإقدام عليه يعني انكساره واستسلامه للموقف السعودي وتخليه عن القيم الأمريكية!

هذه الدوائر هي ذاتها التي كانت تحض الرئيس على إعادة ما مزقه سلفه دونالد ترمب من أوراق الاتفاق النووي مع إيران، وطالبت بعودة الاتفاق ممارسة كافة أنواع الضغوط لإعادة إيران إلى الملعب الدولي من خلال بوابة الاتفاق حتى لو كان ذلك على حساب المصلحة الأمريكية ناهيك عن مصالح شركاء وحلفاء أمريكا في المنطقة.

العجيب في الأمر أن تبني هذين الموقفين وهما بالمناسبة وجهان لعملة واحدة يجعل من أي حديث بضاعة رائجة في سوق الإعلام الأمريكي الكبير.. فكل المطلوب موقف سلبي من المملكة مع موقف إيجابي من إيران لتتاح لأي شخص فرصة عرض أفكاره والترويج لمشروعاته.

الواضح مما نقرأ ونشاهد ونسمع أن ما يحدث على الساحة الإعلامية تحول خطير في قواعد اللعبة داخل الولايات المتحدة، فإذا كانت المصلحة الأمريكية تأتي في المرتبة الثانية فمعنى ذلك أن هناك من يسحب الدولة الأولى في العالم إلى مستوى قد يكون من الجيد أن يكون ثانيا نظرا لقوة التيار وضعف المقاومة له.