على بابك يا كريم
الأربعاء - 08 يونيو 2022
Wed - 08 Jun 2022
قبل فترة تعطلت سيارتي مما اضطرني إلى اللجوء لأحد التطبيقات المعروفة لطلب سيارة تقلني من مقر عملي إلى منزلي؛ أكملت خطوات الطلب إلى أن تواصل معي أحدهم من خلال التطبيق ليؤكد بأنه في طريقه لي ويتبقى خمس دقائق لوصوله.
أوقف سيارته أمامي وأنزل الزجاج وعرف بنفسه وانطلقنا إلى حيث الوجهة المطلوبة؛ علما بأنني حاولت أكثر من مرة في التطبيق وأفاجأ بإلغاء الطلب لمجرد معرفة وجهة الوصول ربما لبعدها عن نقطة الانطلاق.
حقيقة الأمر أنني لا أحب الكلام الكثير وهذا من طبعي؛ تحدثت مع نفسي مسبقا وحملت هما كبيرا بألا يكون السائق ثرثارا ومزعجا كي لا أندم على المشوار؛ الحمد لله أنها لم تصدق ظنوني وتهاوى ما كنت أحمله من هم في نفسي؛ لأن المشوار يبان من عنوانه أحيانا؛ فعلا كان شابا لبقا في حديثه جاذبا في أسلوبه وطريقة حواره أنيقا في مظهره وهندامه التي انعكست من تقييمي المبدئي عنه بأنه يمتلك إمكانات لافتة وحبا واحتراما لوظيفته التي يمارسها.
تحدث عن الوظيفة ما لها من محاسن وما عليها من مساوئ تواجهه يوميا؛ والتي تتطلب منه المزيد من الحذر بسبب التغير المستمر لأشكال وصنوف البشر في سلوكياتهم وعاداتهم وتعاملاتهم؛ لكنه مستمتع في مقابلة الجمهور والتحدث معهم؛ لأن ذلك يزيد لديه من المعرفة والاستفادة من قصص الآخرين كما أخبر.
بدأ الشاب دراسته الجامعية بجمهورية الصين الشعبية وتحديدا في مدينة نانجينغ التي تقع شرق البلاد، حيث كان ضمن الطلاب المبتعثين لدراسة مرحلة البكالوريوس تخصص الموارد البشرية بجامعة نانجينغ للعلوم والتكنولوجيا؛ وبحسب متطلبات نظام التعليم الصيني يجب أن يدرس الطالب ما يعادل أربع فصول دراسية كاملة كي يتقن اللغة الصينية لأنه الشرط الرئيس لدراسة أي تخصص للأجانب القادمين للدراسة في الصين.
كانت لدى الشاب تجربة عريقة وعميقة تقدر بـ 7 أعوام عاشها في الصين تخرج بعدها في عام 2017؛ واكتسب العديد من التجارب والخبرات العلمية والعملية.
الشاهد في الأمر أنه بعد عودته إلى أرض الوطن حاول طرق العديد من الأبواب للشركات والوكالات المختلفة وتحديدا تلك التي تحمل العلامات التجارية الصينية لكن دون جدوى فقرر ألا يضيع وقته ويستفيد ماديا ومعنويا.
أجد الكثيرين من المبتعثين يمرون بمعاناة البحث عن الوظيفة؛ مما يجعلهم محبطين نفسيا جراء حدوث فجوة التوقع اللاشعوري من اعتقادهم لسرعة استجابة سوق العمل لشهادتهم ومهاراتهم مقابل الواقع الشعوري المتباطئ في التقبل والامتثال لحاجاتهم ومتطلباتهم؛ ولكن بطل قصتنا هذه ربما كان أكثر إيجابية وحيوية بالتركيز على مكامن قوته من خلال ذكائه الاجتماعي والعاطفي الذي حول تجربته إلى قصة وخبرة عملية جعلته أكثر ثباتا وأوفر نضجا ليتسق نفسيا ويتوافق اجتماعيا إلى أن تحين الفرصة ليكون الشخص المناسب في المكان المناسب. وعلى بابك يا كريم.
@Yos123Omar
أوقف سيارته أمامي وأنزل الزجاج وعرف بنفسه وانطلقنا إلى حيث الوجهة المطلوبة؛ علما بأنني حاولت أكثر من مرة في التطبيق وأفاجأ بإلغاء الطلب لمجرد معرفة وجهة الوصول ربما لبعدها عن نقطة الانطلاق.
حقيقة الأمر أنني لا أحب الكلام الكثير وهذا من طبعي؛ تحدثت مع نفسي مسبقا وحملت هما كبيرا بألا يكون السائق ثرثارا ومزعجا كي لا أندم على المشوار؛ الحمد لله أنها لم تصدق ظنوني وتهاوى ما كنت أحمله من هم في نفسي؛ لأن المشوار يبان من عنوانه أحيانا؛ فعلا كان شابا لبقا في حديثه جاذبا في أسلوبه وطريقة حواره أنيقا في مظهره وهندامه التي انعكست من تقييمي المبدئي عنه بأنه يمتلك إمكانات لافتة وحبا واحتراما لوظيفته التي يمارسها.
تحدث عن الوظيفة ما لها من محاسن وما عليها من مساوئ تواجهه يوميا؛ والتي تتطلب منه المزيد من الحذر بسبب التغير المستمر لأشكال وصنوف البشر في سلوكياتهم وعاداتهم وتعاملاتهم؛ لكنه مستمتع في مقابلة الجمهور والتحدث معهم؛ لأن ذلك يزيد لديه من المعرفة والاستفادة من قصص الآخرين كما أخبر.
بدأ الشاب دراسته الجامعية بجمهورية الصين الشعبية وتحديدا في مدينة نانجينغ التي تقع شرق البلاد، حيث كان ضمن الطلاب المبتعثين لدراسة مرحلة البكالوريوس تخصص الموارد البشرية بجامعة نانجينغ للعلوم والتكنولوجيا؛ وبحسب متطلبات نظام التعليم الصيني يجب أن يدرس الطالب ما يعادل أربع فصول دراسية كاملة كي يتقن اللغة الصينية لأنه الشرط الرئيس لدراسة أي تخصص للأجانب القادمين للدراسة في الصين.
كانت لدى الشاب تجربة عريقة وعميقة تقدر بـ 7 أعوام عاشها في الصين تخرج بعدها في عام 2017؛ واكتسب العديد من التجارب والخبرات العلمية والعملية.
الشاهد في الأمر أنه بعد عودته إلى أرض الوطن حاول طرق العديد من الأبواب للشركات والوكالات المختلفة وتحديدا تلك التي تحمل العلامات التجارية الصينية لكن دون جدوى فقرر ألا يضيع وقته ويستفيد ماديا ومعنويا.
أجد الكثيرين من المبتعثين يمرون بمعاناة البحث عن الوظيفة؛ مما يجعلهم محبطين نفسيا جراء حدوث فجوة التوقع اللاشعوري من اعتقادهم لسرعة استجابة سوق العمل لشهادتهم ومهاراتهم مقابل الواقع الشعوري المتباطئ في التقبل والامتثال لحاجاتهم ومتطلباتهم؛ ولكن بطل قصتنا هذه ربما كان أكثر إيجابية وحيوية بالتركيز على مكامن قوته من خلال ذكائه الاجتماعي والعاطفي الذي حول تجربته إلى قصة وخبرة عملية جعلته أكثر ثباتا وأوفر نضجا ليتسق نفسيا ويتوافق اجتماعيا إلى أن تحين الفرصة ليكون الشخص المناسب في المكان المناسب. وعلى بابك يا كريم.
@Yos123Omar