سعود الشهري

هل يستحق جيل الطيبين هذا؟

الاثنين - 06 يونيو 2022

Mon - 06 Jun 2022

أنا أحد تربية جيل الطيبين، والدي ووالدتي هما من صميم ذلك الجيل، سأحاول الحيادية والموضوعية قدر الإمكان في هذه الدراسة الصحفية «سمها إن شئت».

تحدث أحدهم عن هذا الجيل الذي أعده من الطراز الفريد بين الأجيال، كونه جمع بين شظف وصعوبة الحياة في مبتدئه والتحق بركب الطفرة ورغد العيش في أوسطه فاكتسب الخبرة وتخضرم وقاد الوزارات ومفاصل الدولة إلى الدولة العظيمة التي نراها الآن.

أحد أفراد هذا الجيل تراه يتميز بالثقافة العامة الواسعة والخط الجميل الملفت والإملاء الدقيق المبهر، كما تجد فيهم الرزانة والحياء والأصالة؛ وإن طلبت الرأي والحكمة معا فلن تحيد إلى غيرهم.

الواقع أن جيل الطيبين هذا وسمه «الجيل الذهبي» لم يكن كذلك اعتباطا أو صدفة؛ بل صقلته التجارب والتربية الصارمة أحيانا والشديدة أخرى، وهذبته الظروف حتى أصبح حسن الخلق واحترام الغير وحفظ الحقوق وأداء الأمانة والنهج الديني والعطف على الضعيف والسؤال عن الجار وتلمس حاجات الأخ والأخت، أصبح هذا وأكثر يجري في دمهم جريان كريات الدم البيضاء بياضا وإنسانية.

وللحق لا يخلو ذلك الجيل وخصوصا في المجتمعات التي كان يشتد فيها صلف العيش من ممارسات لا أسميها خاطئة؛ بل ممارسات ربما عنيفة؛ والحقيقة أني لا أرى ذلك ذنبا من ذنوبهم؛ البيئة الصعبة والحياة الكادحة والجوع والخوف وقلة ذات اليد طبعا ستفرز أحيانا شخصا صلفا؛ فالإنسان ابن بيئته، ولكن وحقا ليس هذا أمرا سائدا يسوغ لأحد أن يقول «الله لا يردهم» كلهم؟!

والحق أني وحسبما أسمع وأجالس وللعلم فأنا دائم المجالسة لأفراد الجيل الذهبي هذا لما أجد من أدب وحكمة واحترام قل أن نجده عند أترابي ومن هم في عمري اليوم بصراحة.. الحق أني وحسبما أرى منهم وسمعت كثيرا فإن مظاهر الرجل الصلف العنيد الباغي الذي يستحق الدعاء عليه كان في عهدهم نادرا جد بل كان يعد في القبيلة كلها «فلان هذاك الله يلقيه عمله» لما كان به من جبروت وطغيان؛ بس تخيل فلان واحد أو اثنين فقط من قبيلة كاملة.. يا أخي حتى إذا تحدثوا عنه ما يتفقونه بشر فقط يكتفون بـ «الله يلقيه عمله».

والحق إن لم أصدق إلى الآن أن قائل تلك الجملة يعنيها بالمعنى وأظن والله أعلم أنه يتحدث عن السلوكيات القديمة لا الأشخاص.. والله ما دري يمكن ياخي الله أعلم.

يا صديقي بسألك عنا حنا؛ الكلام حنا:

نحن في عصر النعمة والتطور والعلم؛ البطن شابع والقلب آمن ونجد من يقتل أمه ويلعن أباه ويسرق جاره ويشاكي أخاه ويخون صاحبه وهلم جرا .. فهل نحن خير أم هم؟!

أجزم لو أكملت دراستي «الصحفية» هذه في وضع قسطاس يوازن بيننا وبينهم أن سيكونوا هم الراجحون فلا قبل لنا بهم البتة.

كانوا وكنا ولسنا مثلهم أبدا، هل يستوي الذهب الإبريق بالهلل؟! لا يستوون.

ليتني من جيل الطيبين أدبا واحتراما وقيما وما أسعدني بجيلنا الحالي علما وتطورا ورقيا.. هذا هو السعودي.

@saud_alshehry_