ولاء الشيحي

الاستقلالية والتطوع يسقطان بالإلزام

الاحد - 05 يونيو 2022

Sun - 05 Jun 2022

كثيرا ما نفرح بخطوات وزارة التعليم الإصلاحية والتطويرية، ونفاخر بذلك ونطمع بالمزيد.

‏قبل ثلاثة أعوام فرحنا كثيرا باعتماد «نظام الجامعات الجديد» الذي يمنح الجامعات استقلالية كاملة، وقد بدأ تطبيق النظام الجديد للجامعات على 3 جامعات قبل عامين، بإعلان وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، مؤكدا أن الجامعات الثلاث ستتمكن من الاستقلالية المنضبطة في بناء لوائحها الأكاديمية والمالية والإدارية، وإقرار تخصصاتها وبرامجها وفق الاحتياجات التنموية وفرص العمل في المنطقة التي تخدمها.

‏لكن الغريب أن نرى بعد ذلك وزارة التعليم تنسى مشروع استقلالية الجامعات، وتعلن عن التقويم الدراسي الجامعي بثلاثة فصول بإلزامية غريبة لمؤسسات تعليمية تسعى الوزارة ذاتها بمنحها الاستقلالية.

‏جميل أن تسعى وزارة التعليم إلى التطوير والتغيير المدروس، ومنه تحويل العام الدراسي إلى 3 فصول بعدما كان فصلين، لكن التعليم الجامعي يختلف عن التعليم العام، وخططه التطويرية يفترض أن تخرج من الجامعات لا من أروقة وزارة تعليم تبشر باستقلالية الجامعات وفق نظام جديد هي من رسمت معالمه وآلياته.

‏لست أعترض على تغيير نظام الدراسة من فصلين إلى ثلاثة، لكني أعترض على التعدي على فكرة استقلالية التعليم الجامعي إن كنا حقا نسعى ونعمل على منحها الاستقلالية.

‏بالمناسبة وزارة التعليم تسعى بجد في خطوات متسارعة لتطوير التعليم العام ونجحت في كثير من خطواتها، بتجديد المناهج الدراسية وتطوير مسارات التعليم في المرحلة الثانوية، وقد أعلنت عن ذلك مؤخرا، وضمنته «استكمال ساعات العمل التطوعي» كشرط من شروط تخرج الطالب من المرحلة الثانوية.

‏وهنا أكرر ما كتبته في مقالة عن «توثيق ساعات العمل التطوعي» عام 2018، وقلت فيه: «تحدثت مرة مع الدكتورة كريستينا قيفورد «الأكاديمية والمهتمة بالعمل التطوعي بجامعة UCD كاليفورنيا»، حول أهمية ساعات العمل التطوعي لطلاب المرحلة الثانوية بأمريكا، وذكرت أن ساعات العمل التطوعي لطلاب الثانوية تؤخذ بعين الاعتبار في القبول الجامعي، وتعد خبرة جيدة -لمن يبحث عن عمل- فالعمل التطوعي بتنوع مجالاته يكسب المتطوعين خبرة ومهارات لمن ليست لهم مسيرة عمل».

‏وذكرت في ذات المقال، بأني تحدثت كذلك مع خبير العمل التطوعي بالسعودية الأستاذ نجيب الزامل -رحمه الله-، عن مسألة توثيق ساعات العمل التطوعي والاستفادة منها بالدراسة أو الوظيفة، فاعتبر «الزامل» أنها تُخرج العمل من نطاق «التطوع» إلى العمل بشكل عام، وقال إنه يمكن أن يطلق عليها «ساعات العمل العام» وليس ساعات التطوع، لأن العمل التطوعي بمفهومه العام هو تقديم الخدمات والمساعدات طوعيا بلا مقابل».

‏هنا أقول لوزارة التعليم: جميل اهتمامكم بالعمل التطوعي وتنمية وعي الطلاب والطالبات بذلك، لكن ما ليس جميل هو الإلزامية بساعات العمل التطوعي؛ كونها تخرج التطوع من روح «التطوع» إلى «الواجب».

‪@misswalaa986‬